امتحانات "التوجيهي".. تجمهر أهال على أبواب المدارس يربك الطلبة ويتسبب بأزمة مرورية

Untitled-1
Untitled-1

منى أبو حمور

عمان- الخوف والقلق على أداء الأبناء في امتحانات الثانوية العامة، يدفعان بالعديد من أولياء الأمور إلى البقاء أمام أبواب المدارس بانتظار انتهاء الامتحان، ما يتسبب بأزمة مرورية وإزعاج لبعض سكان المنطقة واكتظاظ يستمر لساعات.اضافة اعلان
ورغم تطمينات وزارة التربية والتعليم بوضوح الأسئلة واعتمادها من المقرر العام، إلا أن فوبيا الثانوية العامة ما تزال حاضرة بقوة في بيوت الأردنيين وفي الشوارع وأمام المدارس أيضا.
"لا أستطيع أن أترك ابنتي تمتحن وأعود للبيت.. وعدتها أن أبقى في الخارج".. هكذا تبرر الأربعينية وداد أحمد بقاءها أمام باب المدرسة التي تمتحن فيها ابنتها.
ولا تنكر وداد الأزمة المرورية الكبيرة التي يتسبب بها الأهالي باصطفافهم على جوانب الشارع أمام المدرسة، فضلا عن تجمهر أولياء الأمور وجلوسهم على الأرصفة.
وترى وداد أن تصرفات أولياء الأمور تلقائية وليست بأيديهم؛ إذ إن الخوف على مستقبل الأبناء المرهون بنجاحهم وتفوقهم بالثانوية العامة، يجعلهم يقومون بأي شيء من أجلهم.
حال وداد كحال المئات من الأسر التي تنتظر ثلاث ساعات في الشارع لحين انتهاء الامتحان والعودة بالأبناء إلى المنزل، وهذا هو السبب الذي يجعل أم علاء تقف أمام مدرسة ابنها.
تبعد مدرسة "علاء" عن منزل والديه 30 دقيقة، خصوصا مع الأزمة المرورية، ما يدفع والدته للانتظار في الخارج خشية أن يضيع وقته وهو في طريق العودة، كما أنها تفضل أن توصله هي وكذلك تعيده معها للبيت.
تصرف أولياء الأمور، يأتي من باب الحرص والخوف على مستقبل أبنائهم والقلق من أي طارئ قد يحدث، وفق أم علاء التي اضطرت لأن تأخذ إجازة من عملها أوقات تقديم الامتحان.
الخمسيني زكريا الألفي ينتظر هو الآخر أمام المدرسة التي يمتحن فيها ابنه، في حين تنتظر زوجته أمام المدرسة التي تمتحن فيها ابنتها التوأم؛ إذ كرسا وقتهما الصباحي لتوصيل التوأمين وانتظارهما على أبواب المدرستين.
المشكلة التي تواجه زكريا وزوجته، اضطرارهما لأخذ مغادرات من العمل وأحيانا أخذ إجازة بسبب تأخرهما في الانتظار وعدم التمكن من العودة باكرا إلى مكاني عملهما.
ورغم تبريرات أولياء الأمور للأزمة التي يتسببون فيها أمام المدارس وفي الشوارع المجاورة لها، إلا أن هذا الأمر يتسبب بإزعاج الكثير من المواطنين الذين يتأخرون عن أعمالهم ويربكهم الضجيج الذي تحدثه جمهرة الأهل أمام المدارس.
ويشكو أبو حسان الذي يسكن بجوار إحدى المدارس التي يعقد فيها امتحان الثانوية العامة من الضجيج الذي يحدثه أولياء الأمور والأصوات العالية فيما بينهم والأزمة المرورية التي يتسببون فيها بالشوارع.
يقول "منذ بدء امتحانات الثانوية العامة والشارع لم يعد شارعا والوضع أصبح لا يحتمل"، مقدرا لمشاعر الأهل وخوفهم على أبنائهم، إلا أن ذلك لا يعني إزعاج الآخرين وإغلاق أبواب البيوت بسياراتهم والتسبب في ضرر من حولهم.
في حين يتكرر المشهد كل عام بالنسبة للثلاثيني راكان الأحمد الذي يغير طريقه كاملا عند ذهابه للعمل صباحا، خصوصا وأنه يسكن بمنطقة يوجد فيها ثلاث مدارس ثانوية عامة.
ويقول إنه وبالرغم من وجود دورية شرطة أمام كل مدرسة لحفظ النظام، إلا أن الفوضى والأزمة المرورية وجلوس أولياء الأمور في كل مكان كلها أمور تزيد الأزمة على أطراف الشوارع والأرصفة.
ويبدو أن الخوف والقلق لا يصيبان أولياء أمور الطلبة داخل قاعات الامتحان وإنما أيضا كل أم لم يكن لديها طالب توجيهي، وقد بدا ذلك واضحا في حادثة "مش ابني" التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي في اليوم الأول من امتحانات الثانوية العامة.
"مش ابني" هاشتاغ انتشر على منصات التواصل الاجتماعي في اليوم الأول لامتحانات الثانوية العامة يروي قصة سيدة تقود سيارتها بلهفة تسابق الوقت حتى يتمكن ابنها من الدخول الى المدرسة قبل بدء الاختبار وقد بقي على إغلاق القاعة بضع دقائق فقط قبل بدء الاختبار، وصلت بسيارتها الى الباب، وترجل الشاب ولحقت به كل عيون الموجودين حتى غاب عن أعينهم واستطاع الالتحاق بزملائه داخل القاعات.
وبعد محاولات من تهدئة السيدة وطمأنتها أن ابنها قد التحق فعلياً بزملائه في الداخل يأتي الرد الذي صعق جميع من حضر "مش ابني.. وما بعرفه.. بس لقيته واقف بستنى بتكسي وما لقي.. وخفت يروح عليه امتحانه".
ومن جهته، أكد الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام المقدم عامر سرطاوي، عدم تلقي مديرية الأمن العام أي شكاوى بحق أولياء الأمور الذين يقفون أمام أبواب المدارس، منوها إلى التعاون الكبير الذي يبديه أهالي الطلبة مع أفراد مديريات الشرطة المتواجدين بالقرب من المدارس.
ويشير السرطاوي إلى تفهم أولياء الأمور واحترامهم للأنظمة والقوانين وتعاونهم الكبير، واكتفائهم بانتظار أبنائهم بعيدا عن الشوارع الرئيسية، مؤكدا تفهم أفراد الشرطة لحالة الخوف والقلق التي يشعر بها أهالي الطلبة.