انتخابات جديدة الآن

هارتس – امير اورن

توجه بنيامين نتنياهو الاناني لتشكيل الحكومة، لا يترك الا مخرجا واحدا من العقدة:- انتخابات جديدة للكنيست من دون انتظار سقوط حكومة نتنياهو التي لم تتشكل بعد باسرع مما يتوقع.

اضافة اعلان

قبل اربعة اشهر فقط اثر تصريح ايهود اولمرت عن استقالته رفض نتنياهو الانضمام للحكومة التي سعت ليفني لتشكيلها بتكليف من شمعون بيريز. وقد اريد لهذه الحكومة ان تكون حكومة وحدة بمشاركة كاديما والعمل والليكود يكون وزير الحرب فيها ايهود باراك – باراك نفسه الذي ازمع نتنياهو على بقائه رغم اختلافهما الشديد حول العلاقات مع حكم حماس في غزة. حينئذ في شهر تشرين الأول (2008) وفي ظل الازمات المتلاحقة وعلى رأسها المشروع النووي اTيراني عارض نتنياهو الوحدة وفضل الانتخابات. وكانت الذريعة كالعادة مبدئية:- الشعب هو الذي يقرر.

وها هي الانتخابات قد اصبحت من ورائنا والوضع قد اصبح معكوسا حيث كلف بيريز نتنياهو بتشكيل الحكومة بينما ترفض ليفني الانضمام لهذه الحكومة ويعتبر ذلك في نظر نتنياهو تكبرا وغرورا. يتضح ان الفرق بين المبدأ والغرور (15) عضو كنيست. فعندما كان نتنياهو على رأس قائمة من (12) عضو كنيست لم تكن الوحدة هامة في نظره ولكن عندما وصل العدد الى (27) نائبا اخذ يندد بمن اقدمت على تبني موقفه ذاته الذي طرحه في الخريف الماضي. ويبدو أن  "الوحدة" في نظر نتنياهو تعني انه رقم (1).

في صناديق الاقتراع قبل ثلاثة اسابيع تلقى اسم بيبي ضربة مربكة. رغم انه اعتمد على اسم الليكود القوي الذي يجتذب اليه منذ عشرات السنين ولاء قبليا الا انه خسر امام علامة تجارية جديدة اسمها "تسيبي ليفني".

نتنياهو احتاج لاصوات من لم يصوتوا له من الاحزاب الدينية واليمينية حتى يدعي انه هو المنتصر. وربط نفسه بهم مقابل توصيتهم به كرئيس للوزراء. وان قام بفك قيوده فسيفقد تفوقه العددي كما ام نوعا – هذه معضلته. فقد تنازل عن الجودة حتى الان لصالح الكم.

حسابات نتنياهو شفافة. ان دخل حزب كاديما لمصيدة الفئران فلن يرغب وزراؤه في الخروج منها لان وزير حرب كشاؤول موفاز لن يكترث ان كانت ليفني رئيسة للوزراء ام قائمة بالاعمال (هو سيغتبط في الواقع ان قام بتقزيمها). ولكن ليس هناك كاديما من دون ليفني وهي محقة جوهريا وتكتيكيا على حد سواء في معارضتها الانضمام لنتنياهو وفقا لشروطه، فهي لا تستطيع ان تتعايش مع خط سياسي يمكن للجناح اليميني في حكومة نتنياهو ان يتعايش معه.

خلال اسبوع زيارة هيلاري كلينتون تبين ان نتنياهو اقرب اليها بدرجة تقل عن قربه من عضو الكنيست ميخائيل بن آري من حزب كاهانا سابقا وعضو الاتحاد الوطني حاليا. كلينتون وليس ليفني هي وزيرة الخارجية التي تثقل على نتنياهو. عشية زيارتها للمنطقة ذكرت مواقف الرباعية ومبادرة الجامعة العربية باعتبارها لبنات اساسية للسياسة الأميركية. ان وافق على البحث فيها سيفقد شاس واسرائيل بيتنا. وان رفض فسيبرهن على ان من حذروا بانه يسير على طريق التصادم مع باراك اوباما محقون. وستكون حكومته قصيرة العمر على اية حال.

كانت ليفني في رفضها الانضمام لحكومة نتنياهو وفية لنموذج مناحيم بيغن الذي اصر في حزيران (يونيو)  1970 في ذروة حرب الاستنزاف والخلاف حول مبادرة روجرز للسلام على الخروج مع وزرائه من حكومة غولدا مائير حتى يبقى وفيا لمبادئه. وليفني الاكثر اعتدالا من نتنياهو لا تستطيع التصرف بصورة مغايرة الان.

من الممكن حل العقدة فقط من خلال انتخابات جديدة وسريعة على الطريقة البريطانية. سيحسم الامر الذي لم تحسمه الانتخابات السابقة. والقوائم التي ترغب بذلك تستطيع الاحتفاظ بتركيبتها من دون الحاجة لانتخابات داخلية. والاختيار بين ليفني ونتنياهو سيكون بسيطا وواضحا حيث تجري مواجهة بينهما على ان يتعهد الخاسر بدعم الفائز. ليس هناك مخرج آخر في ظل غياب استعداد نتنياهو للتناوب مع ليفني.