انتخابات فلسطينية.. وليس "سور واق 2"

إسرائيل هيوم

يوسي بيلين 7/10/2022

اضافة اعلان

فلنعطل الذريعة الفلسطينية. للرؤساء المستوطنين يوجد حل للمواجهات المتعاظمة في مناطق الضفة الغربية: "سور واقٍ 2". واضح لهم أن الطرف الآخر لا يفهم إلا لغة القوة وأن القوة فقط ستؤدي الى الهدوء. خطأ. حملة "السور الواقي" لم توقف الإرهاب الفلسطيني. حجم الإرهاب، بعد الحملة، كان مشابها بحجومه قبلها. والانتفاضة لم تتوقف إلا بعد انتخاب محمود عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية في بداية 2005 وبأمره الصريح.
إن إعادة الخيار السياسي الى جدول الأعمال كفيلة بأن تسهم أكثر بكثير في تهدئة الميدان (حتى لو كانت تغضب رافضي السلام من الطرفين، وتدفع بعضهم باستخدام العنف). إن المفتاح لعودة هذا الخيار يوجد بيد إسرائيل التي تجتذب اليوم الى شرك العنف الفلسطيني التي تعدها لها المحافل الفلسطينية المتشددة. السبيل لعمل ذلك ليس معقدا. إسرائيل عارضت السماح للفلسطينيين في شرقي القدس التصويت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي كان يفترض أن تجرى في منتصف 2021. في الوضع الناشئ، أعلن الرئيس عباس بأن الانتخابات لن تجرى على الإطلاق. فمشاركتهم سمحت بها إسرائيل في الانتخابات الأولى للمجلس التشريعي الفلسطيني وللرئاسة في 1996، في الانتخابات للرئاسة في 2005، وفي الانتخابات البرلمانية في 2006. حكومة جديدة في إسرائيل يمكنها أن تعود لتسمح له بالتصويت، سواء في الانتخابات للرئاسة أم في الانتخابات للمجلس التشريعي، الأمر الكفيل بإلغاء الذريعة المكشوفة لعدم إجرائها؛ واضح أن عباس، الذي تخوف من نتائج الانتخابات أراد الامتناع عنها، وإسرائيل قامت عنه بالعمل. ليس لإسرائيل أي مشكلة أمنية أو غيرها في السماح للفلسطينيين في شرقي المدينة بالتصويت، وفي اللحظة التي تفعل فيها هذا، ستحرك خطوة كفيلة بأن تغير الوضع بسرعة كبيرة.
لن يكون لعباس مفر غير الإعلان عن الانتخابات، لن يكون فيها، بالضرورة، المنتصر. في أعقابها يمكن لإسرائيل أن تفحص الى أين وجهة القيادة الفلسطينية. استعداد القيادة التي تنتخب بالشروع في محادثات سياسية مع إسرائيل ينبغي أن يستقبل من جانبنا بالترحاب. قرار فلسطيني بعدم عمل ذلك وربما حتى إلغاء الالتزام الفلسطيني باتفاق أوسلو كفيل بأن يؤدي بإسرائيل الى خطوة من طرف واحد، تحررها من السيطرة المباشرة على المناطق وعلى ملايين الفلسطينيين الذين يسكنون فيها.
الوضع الحالي الذي يعود فيه أبناؤنا الى مخيمات اللاجئين، الى القصبات وإلى الأسواق، ويصطدمون بالشبان الفلسطينيين، يجب أن يتوقف. "سور واق 2" سيزيد فقط العنف وثمنه من شأنه أن يكون باهظا جدا.
إنها الديموغرافيا، يا غبي!
بعد سنوات طويلة كانت فيها ايرلندا جزءا من بريطانيا العظمى، سعت لأن تنفصل عنها. في 1922، بعد صراع طويل وعنيف، منح الاستقلال لـ26 من أصل 32 محافظة كانت فيها أغلبية كاثوليكية. 6 محافظات كانت فيها أغلبية بروتستانتية والتي أرادت أن تبقى جزءا من بريطانيا، بقيت خارج ايرلندا وأصبحت "شمال ايرلندا" التي تعود للمملكة الموحدة.
على مدى 70 سنة، ساد توتر شديد بين الكاثوليك في شمال ايرلندا الذين تاقوا لأن يرتبطوا بايرلندا، وبين البروتستانت الذين عارضوا ذلك. العنف الكاثوليكي ضد رموز الحكم البريطاني كان قاسيا جدا وشمال ايرلندا أصبح مكانا عنيفا لم يصله من لم يكن ملزما بذلك.
"اتفاق يوم الجمعة الطيب" في 1998 وضع بقدر كبير حدا للعنف. أقيمت مؤسسات حكم ذاتي سيطر عليها البروتستانت والكاثوليك بشكل مشترك وتقرر أن مستقبل السيادة على المحافظات الايرلندية الست سيتقرر في استفتاء شعبي.
التسوية الانتقالية هذه كانت مريحة لكل الأطراف، ولكن مرة أخرى تبين قصر يد الاتفاقات الانتقالية الممتدة: قبل بضعة أيام انتهى في شمال ايرلندا إحصاء نتائجه الرسمية هي تحول ديموغرافي. من الآن فصاعدا توجد أغلبية كاثوليكية في الشمال أيضا. الكاثوليك بدأوا يطالبون باستفتاء شعبي الآن. البروتستانت لا يسارعون الى أي مكان لأنهم يعرفون ماذا ستكون نتيجته. التوتر يعود الى بلفاست. مرة أخرى ثبت أن تسوية انتقالية أيضا مهما كانت ناجحة ليست بديلا عن تسوية دائمة مزعجة. ومرة أخرى ثبتت مركزية الديموغرافيا.