انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بين طلبة جامعات لا يعني تجاهل سلبياتها

سيدة تتابع أحد مواقع التواصل الاجتماعي على الحاسوب - (أرشيفية)
سيدة تتابع أحد مواقع التواصل الاجتماعي على الحاسوب - (أرشيفية)

جلال أبو صالح

عمان- مع التطور الملحوظ في استخدام الأردنيين لـ"مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك وتويتر)"، ازدادت نسبة استخدامات طلبة الجامعات لها، إذ يخال بعضهم أن الحياة الاجتماعية ستتأثر إلى حد كبير دون هذه المواقع، في ظل السلاسة التي توفرها مثل هذه المواقع في التواصل بين الأصدقاء والأقرباء.اضافة اعلان
بينما يرى آخرون أن "ازدهار هذه المواقع وانتشارها يتسبب بعدم تنظيم الوقت لدى معظم الطلبة، وتشتيت افكارهم، اضافة الى التأثر بأفكار غريبة".
وكشف موقع "سوشيال باكرز" المتخصص في إحصاءات شبكات التواصل الاجتماعي ان عدد مستخدمي "فيسبوك" في الأردن بلغ مؤخراً 2.18 مليون مستخدم، فيما تظهر آخر الأرقام الرسمية حول عدد مستخدمي "تويتر" أن عددهم وصل حتى أواخر العام الماضي نحو 70 ألفا.
ويرى نائب عميد كلية الصحافة والاعلام في جامعة الزرقاء الخاصة الدكتور محمد خويلة أن "هناك إيجابيات كثيرة لمواقع التواصل الاجتماعي تبدأ من زيادة الوعي السياسي عند فئة الشباب الذين يقضون ساعات طويلة على شبكة الانترنت، ما ساهم بأن يصبحوا جزء من العملية السياسية في المجتمع، حيث يترتب عليهم مسؤولية تنوير الآخرين وتعريفهم بالحقائق بعيدا عن التزيف والتحريف".
بيد أن خويلة "انتقد بشدة قضاء بعض الطلبة لوقت كبير في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي ينذر بوجود مشكلة تهدد قيم وثقافة الطلبة"، ناصحا "بتعزيز ثقافة الطلبة وعدم مكوثهم طويلا في تصفح شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصا"الفيسبوك"، مضيفا أن "هناك قضايا اكثر جدية بإمكان الطلبة استغلالها منها القراءة".
وتعتبر الطالبة الجامعية ندى العرابي أن "شبكات التواصل الاجتماعي هي اكثر ما يحتاج إليه طالب الجامعة، لأنه عن طريق هذه الشبكات يتم التعارف والتواصل بين الطلاب لأغراض دراسية أو لتكوين صداقات فيما بينهم".
وأضافت أيضا "عن طريقها يتم تطبيق مبدأ الجامعة"، موضحة أنه فضاء لـ"اجتماع الأجناس واللغات والثقافات لأغراض علمية نبيلة"، أما السلبيات التي تواجه مواقع التواصل الاجتماعي فهي "نقطة واحدة اساسية تتشعب منها باقي السلبيات، وهي سوء الاستخدام الذي يعود لقلة الوعي باستخدام التكنولوجيا"، وفقا للعرابي.
من جهته، يؤكد الطالب طارق المعايطة "اهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل طلاب الجامعات، كونهم ليسوا جزءا منفصلا عن المجتمع، فكما يتأثر المجتمع بمواقع التواصل الاجتماعي تتأثر هذه الفئة بشكل كبير".
ويستدرك "في مرات كثيرة نقع في فخ المعلومة الخاطئة التي قام بكتابتها شخص ما، وسرعان ما يتم تداولها بين المئات دون تمحيص".
واعتبر المعايطة أن "مخاطر المواقع هي التسبب بانعزال البعض عن مجتمعهم، بالإضافة إلى مساهمتها بتفكك العلاقات الاجتماعية"، مبينا أن "المواقع التواصل سلبيات وإيجابيات، ومثال ذلك التواصل بين المغتربين او الالتقاء بأشخاص لم نراهم منذ سنين، أو حتى عملية تبادل الصور ما بين الأصدقاء".
ويرى محمد ابو علوان ان "مواقع التواصل الاجتماعي حظيت باهتمام كبير في السنوات القليلة الماضية وخاصة من قبل طلبة الجامعات، فهي أتاحت الفرصة لتناول القضايا السياسية والاجتماعية ومناقشة الافكار والآراء وبناء علاقات وصداقات مع الآخرين"، مبينا ان "لهذه المواقع إيجابيات عدة، منها أنها تتيح التعرف على الآخرين، وإبداء الرأي بكل حرية، والترفيه ومعرفة الأحداث الداخلية والخارجية وتبادل الثقافات بين الشعوب"، موضحا أن "ضياع الوقت ودخول المواقع الإباحية والعزلة الاجتماعية وعدم الاهتمام بالدراسة من أبرز سلبياتها".
الشاب مؤيد باجس رأى تأثير هذه "المواقع النوعي والذي يصل في بعض الأحيان إلى تغيير جذري في أفكار بعض الطلبة الذين عاشوا طفولتهم ومراحلهم الدراسية في بعد تام عن الأحداث والمتغيرات الخارجية، لذلك فإن وسائل التواصل الاجتماعي كانت طريقهم نحو المعرفة".
أما إسراء غنيم، فترى أن "زيادة اهتمام الطلبة بمواقع التواصل الاجتماعي أصبح من أولويات الحياة الاجتماعية بسبب مناقشة بعض القضايا من خلالها".
وأضافت "هذه المواقع لها تأثيران ايجابي وسلبي، الإيجابي يساعد في توسيع العلاقات ونشر المعارف وازديادها، أما السلبي فهو يتمحور حول العزلة وقطع الصلة مع أهل البيت".
وقالت إيناس احمد إن "الاقبال على مواقع التواصل الاجتماعي ازداد بشكل واضح خلال هذه الفترة"، مضيفة "أنا لا استغني عن مواقع التواصل، لأنه في بعض الأحيان قد يطلب دكاترة الجامعات الواجبات وإرسالها إليهم عبر هذه المواقع، لقد اصبحت مواقع التواصل شيئا أساسيا في حياة الطلاب، وتأثر عليهم بشكل إيجابي أحيانا".
"مواقع التواصل الاجتماعي زادت من الانفتاح والتطبع بما يجري في الغرب بين طلبة الجامعة"، بحسب الطالب إبراهيم الساحوري، الذي أكد أن "مواقع التواصل تلعب دورا مهما في تغيير الاتجاهات، ما أدى إلى الطغيان على العادات والتقاليد، وقلة التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة، بحيث أصبح لكل شخص عالمه الخاص على الشبكة العنكبوتية".
وهو ما يؤيده خميس أبو زيد، موضحا أن "الاهتمام الزائد بالمواقع أثر سلبا على الطلاب، حيث جعل الكثير منهم وفي مختلف المراحل الدراسية يهملون دراستهم، ويتجهون إلى العالم اﻻفتراضي والانخراط بالتطور التكنولوجي".
رئيس جامعة البترا الدكتور عدنان بدران، وخلال رعايته أخيرا أعمال اليوم العلمي لقسم العلوم التربوية في الجامعة، بين أن "العالم يعيش بمجتمع المعلوماتية الذي جعل منه قرية صغيرة تلعب في تكنولوجيا والاتصالات الدور الأكبر في إنتاج المعرفة، وأن ﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ المختلفة ﻋﺒﺭ ﺍﻻﻨﺘﺭﻨﺕ ﻤﻥ ﺃﺤﺩﺙ ﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻻﺘﺼﺎﻻﺕ ﻭﺃﻜﺜﺭﻫﺎ ﺸﻌﺒﻴﺔ".
وأوضح "ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺃﻨﺸﺌﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻟﻠﺘﻭﺍﺼل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ، ﻓـﺈﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﺍﻤﺘﺩ ﻟﻴﺸﻤل مختلف الأنشطة ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺩﺍﻭل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟـﺴﻴﺎﺴﻴﺔ والاقتصادية والاجتماعية، وﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺤﻀﻭﺭ ﺍﻟﻨﺩﻭﺍﺕ والمؤتمرات وغيرها، وﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ أتاحت ﻟﻠـﺸﺒﺎﺏ فرص التعلم ﻭﺍﻟﻘﻴـﺎﻡ ﺒﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺎﺗﻬﻡ ﺍﻻجتماعية، ﻤﻥ ﺨﻼل ﺃﺩﻭﺍﺭﻫﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻤﻭﻥ ﺑﻬﺍ ﺩﺍﺨل ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ".

[email protected]