انتشار الوباء ما يزال يتسارع في معظم أنحاء العالم

تقرير خاص - (الإيكونوميست) 4/6/2020

ترجمة: علاء الدين أبو زينة

اضافة اعلان

كيف يمكن منع حدوث طفرات جديدة في الإصابات بمرض "كوفيد-19"؟ كيف يمكن إعادة فتح الأعمال التجارية في عصر التباعد الاجتماعي؟ كيفي يمكن إنعاش الاقتصادات الضعيفة الأكثر تعرضاً لآثار الوباء؟ هذه هي الأسئلة التي تشغل معظم العالم الغني؛ حيث شرعت الموجة الأولى من تفشي الوباء في الانحسار بشكل رحيم على الأقل. لكن تفشي الوباء ما يزال في العديد من الأماكن الأخرى بعيداً كل البعد عن بلوغ أي ذروة. وتضيف البرازيل حوالي 25.000 حالة إصابة مؤكدة جديدة في اليوم، أكثر من الولايات المتحدة. وليست روسيا والهند بعيدتين في خلفها، مع 8.000 إصابة أو حول ذلك في كل منهما يومياً. وفوق كل ذلك، تسجل البلدان الأكثر فقراً نحو ثلاثة أرباع الحالات الجديدة، التي تدور حول 100.000 إصابة يتم اكتشافها حول العالم كل يوم.
هذه الأرقام مثيرة للقلق، خاصة وأنها لا تمثل الأعداد الحقيقية. وتميل البلدان الفقيرة إلى إجراء اختبارات أقل من تلك الأكثر ثراءً، ولذلك، فإن المزيد من الإصابات والوفيات يمكن أن تمر فيها من دون إحصاء. وتشير الاختبارات العشوائية في مدينة لاهور الباكستانية إلى أن التعداد الرسمي يلتقط حالة واحدة فقط من كل 25. كما تتردد العديد من الحكومات في الإعلان عن مدى تقدم الفيروس بطريقة أكثر سرعة من قدرتها على المراقبة. وقد زعمت روسيا في البداية أن 600 بالكاد من سكان موسكو ماتوا بسبب المرض في نيسان (أبريل)، لكن عدد الوفيات في المدينة، والتي تجاوزت المتوسط خلال الشهر، كان ثلاثة أضعاف ذلك. وهناك بعض الدول التي تعاني من الفوضى والعنف بحيث لا تكون فيها حكومات حقيقية. وقد دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر في الأسبوع الماضي بشأن اليمن؛ حيث يبدو أن فيروس كورونا ينتشر عبر الأراضي التي تتنازع عليها الحكومتان المتحاربتان في البلاد.
في البلدان الأكثر إثارة للقلق، يعيش العديد من الأشخاص على الكفاف، من اليد إلى الفم ويوماً بيوم. ويغلب أن لا تمتلك حكوماتهم الكثير من المال أيضاً. وقد دفع ذلك السلطات إلى تخفيف القيود التي وضعتها لإبطاء انتشار المرض، من أجل إنقاذ مواطنيها من الدمار. وعلى سبيل المثال، أنهت الهند إغلاقها في الأول من حزيران (يونيو)، تماماً بينما كان عدد الإصابات اليومية يسجل أرقاماً قياسية جديدة. وأعلنت المكسيك أنها ستفتح السياحة يوم 8 حزيران (يونيو). وسُمح للأعمال التجارية غير الأساسية بإعادة فتح أبوابها في ريو دي جانيرو؛ ثاني أكبر مدينة في البرازيل.
عندما تكون التفشيات كبيرة بما يكفي لتطغى على أنظمة الرعاية الصحية، ترتفع أعداد الوفيات، لأنه حتى الحالات التي يمكن أن تستجيب للعلاج تصبح مميتة. ولدى البلدان الفقيرة عدد أقل من المستشفيات والأطباء وقدر أقل من المعدات الضرورية، من أجهزة التنفس الاصطناعي إلى القفازات وأردية الحماية التي تُستخدم لمرة واحدة. ويمكن أن يؤدي هذا الواقع إلى مشاهد مروعة مثل تلك التي شهدتها غواياكيل، الإكوادور، في نيسان (أبريل)، عندما نفدت التوابيت وتُركت الجثث في الشوارع.
ولكن، حتى البلدان الفقيرة ما يزال بإمكانها فعل الكثير لتجنب مثل هذه النتيجة. وكما اكتشف الكثيرون، فإن عمليات الإغلاق طويلة الأمد، التي تجيء بموجب أوامر من الأعلى، تميل إلى أن تكون صعبة التطبيق وتتسبب في تكلفة فادحة على الاقتصاد وصحة الناس بشكل عام. لكن حملات الصحة العامة الأساسية، التي تكون في الأوضاع المثالية في أيدي المجالس القروية، وعيادات الرعاية الصحية الأولية وما إلى ذلك، يمكن أن تعزز ممارسات مثل غسل اليدين، وارتداء أقنعة الوجه والتباعد الاجتماعي. ويمكن لهذه الجهات تنظيم مسائل العزل لأولئك الذين يعانون من الأعراض، وأنت تضغط من أجل الحصول إدامة الأساسية مثل المياه النظيفة. وحتى في الأماكن التي يصعب فيها إفراغ الشوارع تمامًا، يمكن للحكومات أن تقوم بحظر التجمعات الكبيرة في الأماكن الضيقة، سواء كانت الملاعب الرياضية أو دور العبادة. ولعل مبعث السلوى -بمجرد أن يتضح في أي بلد بعينه كم يمكن أن تكون خطورة تفشي وباء غير مسيطر عليه، هو أن تدفع غريزة الحفاظ على الذات الناس إلى عزل أنفسهم، مما يبطئ تقدم "كوفيد-19".
يمكن للبلدان الغنية أن تفعل الكثير للمساعدة. سوف تحتاج بعض الأماكن المنكوبة إلى تبرعات من اللوازم البسيطة مثل مجموعات الاختبار ومعدات الحماية. وسيحتاج البعض الآخر إلى تخفيف عبء الديون، لتحرير الأموال اللازمة لمكافحة المرض. كما تصبح المساعدات الإنسانية للبلدان التي مزقتها الحرب واللاجئون الذين تخلقهم أكثر إلحاحًا من المعتاد. والأفضل من ذلك، أن الحكومات التي تدعم الأطراف المتعارضة في الحروب الأهلية في أماكن مثل أفغانستان واليمن يمكن أن تحث وكلاءها على إعلان هدنات مؤقتة، لجلب بعض الغوث والمساعدة للمناطق المنكوبة. ولا شك في أن تفشي فيروس كورونا مميت بما يكفي من دون البؤس الإضافي الذي تجلبه البنادق والقذائف.

*نشر هذا المقال تحت عنوان: The other three-quarters: The pandemic is still gathering pace in most of the world