انتقام كومي

يديعوت أحرنوت

ناحوم بارنيع

9/6/2017

شهادة جيمس كومي في لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ أمس، منحت الجهاز السياسي والاعلامي في واشنطن دراما من النوع الذي يملأ هذه المدينة بالأدرينالين. صحيح أن الشهادة اصابت ترامب، لكنها لم تقتله، ولم تبعد عنه أي أحد من مصوتيه، احيانا ما يقال في واشنطن يبقى في واشنطن.اضافة اعلان
كومي هو جمهوري في الأصل، تم تعيينه رئيسا لـ اف.بي.آي في 2013 من قبل الرئيس أوباما. ويتم تعيين هذا المنصب لعشر سنوات، لكن من حق الرئيس اقالته دون ذكر الاسباب. هذا ما فعله ترامب مع كومي، حيث سمع عن الاقالة في النشرة الاخبارية في التلفزيون خلال زيارة له في لوس انجلوس. ولم يستطع حتى وداع الطاقم الذي عمل معه. شهادته أمس كانت بداية عملا انتقاميا: دافئا وشخصيا ومسموما.
لقد تضرر ترامب من هذه الشهادة بعدد من المعاني. الاول، انه تحول أمس رسميا إلى شخص يتم التحقيق معه. كومي الذي أعلن في السابق عن أن التحقيق في العلاقة بين هيئة ترامب والحكومة الروسية لا يشمل ترامب نفسه، قال إن الوضع تغير. المحقق الخاص يفحص اذا ما كان الضغط الذي استخدمه ترامب على كومي هو محاولة لتشويش التحقيق.
ربما لا يكون هنا عمل جنائي، لكن وجع رأس متواصل للبيت الابيض. حاول ترامب ازاحة الغيوم عن العلاقة بين هيئته وبين روسيا، وتسبب بعاصفة امطار.
الضرر الثاني هو في العلاقة بين ترامب واغلبية الجمهوريين في الكونغرس. كومي قال عن ترامب إنه كذاب ومهين، ولم يصرخ أي من السناتورات. البعض منهم حاول تفسير هذه الشهادة بمعايير أكثر تسامحا، ترامب جديد في المدينة، لم يكذب – بل وجد صعوبة في فهم قواعد اللعب. لم يقترح على رئيس الـ اف.بي.آي صفقة إعمل لي وسأعمل لك – أنا لن أقيلك وأنت لن تحقق – بل هو حاول فقط مساعدة شخص تورط. هذه المبررات بدت فارغة. كل من استمع إلى تبادل الاحاديث فهم من الذي يصدقه اعضاء الكونغرس ومن الذي لا يصدقونه.
من الصعب جدا على الرؤساء الوصول إلى انجازات عندما يكون الكونغرس مناكفا. بدون الكونغرس يكون الرئيس بطة عرجاء. ومن جهة اخرى يبدو أن هذا السؤال لا يقلق ترامب مثل سلفه. ترامب هو ماكينة متطورة للتسويق الشخصي، ليس مهم الذي يفعلونه، المهم هو مع من يتشاجر. إنه لا يختلف كثيرا عن ميري ريغيف عندنا.
بالنسبة لجيمس كومي، كما قالت أمس مراسلة الـ سي.ان.ان، هو ليس فتى بين المشاهدين. لقد أدمن على الاضواء والعاب القوى في واشنطن – هاتان الصفتان لا تلائمان الطابع السري لعمل الـ اف.بي.آي. لقد ورط وتورط في قضية البريد الالكتروني لهيلاري كلينتون، وهاجم المدعية العامة في ولاية أوباما، والمدعي العام في ولاية ترامب – كلاهما سياسيان مسؤولان عنه. قراره تسريب مضمون النقاش مع ترامب كان خطوة تآمرية، ذكية، الامر الذي فرض تعيين محقق خاص. كان كومي مكشوفا بما فيه الكفاية، أو متعاليا بما يكفي حيث اعترف بذلك بشكل علني في شهادته أمس.
هناك ثلاثة دروس يجب استيرادها إلى إسرائيل في اعقاب القضية الأميركية. يجب على من يحافظون على المبادئ والقيم العمل عندما تكون القوة في أيديهم، وعدم التأخر. للمستشار القضائي للحكومة قوة تشبه قوة رئيس الـ اف.بي.آي. هل افيحاي مندلبليت يستطيع مواجهة مسألة التحقيق مع رئيس الحكومة وزوجته؟ أعتقد أن الاجابة واضحة وهي أن مندلبليت يستطيع أن يكون بطلا ضد آريه درعي وزوجته، وهنا تنتهي بطولته.
الدرس الثاني يتعلق بمستوى النقاش وصياغة الاسئلة والطابع الثقافي للمساءلة في مجلس الشيوخ، مقارنة مع ما يحدث في لجان الكنيست لدينا. هذا يثير الحسد.
الدرس الثالث يتعلق بتدخل روسيا في الانتخابات الأميركية. بوتين هو ديكتاتور لا يعرف الحدود، لكن اتهاماته لأميركا فيها شيء من الصحة. أميركا تتدخل في الحسم السياسي للعالم كله، بما في ذلك روسيا، باسم مبادئها ومصالحها. وهي تقوم بذلك بعدة طرق، علنية وسرية. اذا كان هذا الامر مسموح لها فلماذا هو ممنوع على روسيا.
التدخل الاجنبي في الانتخابات الإسرائيلية مكروه ليس أقل من كرهه في أميركا. الدول الاجنبية والمنظمات الدولية والمتبرعين الافراد من اليسار واليمين يسمحون لأنفسهم بدس اصابعهم في سياسة إسرائيل وكأنها تخصهم. للأميركيين يوجد بوتين ولنا إدلسون. مشكلة الكثيرين مع صفر عزاء.