انتهاء عهد بلاتر

رحل بلاتر عن الفيفا بشكل مؤكد، لاغيا بعض التوقعات بأنه ربما يعود عن استقالته التي سبق أن قدمها شفويا.
حسنا فعل بلاتر، فقد أصبح من المستحيل أن يقود الاتحاد الدولي أربع سنوات أخرى، بعد فضائح الرشاوى والفساد، وبعد أن وضع تحت أضواء هذه الفضائح، ما أفقده الكثير من هيبته والبريق الذي كان يتمتع به على مستوى العالم لمدة تقارب 40 عاما، منها حوالي 17 عاما كرئيس والباقي أمينا عاما للفيفا.اضافة اعلان
نستطيع أن نقول إن عهد بلاتر قد انتهى بشكل جدي، وإن الباب أصبح مفتوحا على مصراعيه لانتخاب رئيس جديد لهذا الاتحاد، قادر على التغيير والتحديث ولملمة وإخماد آثار وذيول "البركان" الذي أصاب الفيفا.
واضح جدا أن عدد المرشحين لرئاسة الاتحاد المقبل سيزيد عما كان عليه العدد في الانتخابات الماضية، التي صوتت لصالح بلاتر وسيكون الصراع وثقل الانتخابات واضحا بين قارات العالم خاصة أميركا اللاتينية وربما آسيا وأوروبا التي ستسعى بكل قوتها ليبقى الرئيس من أوروبا.
النجم البرازيلي زيكو والنجم الأرجنتيني مارادونا والملياردير الكوري الجنوبي شونغ خوان، هم من نقلت وكالات الأنباء حتى الآن بأنهم سيترشحون لانتخابات رئاسة الفيفا، إلا أن أحدا على وجه الاطلاق لا يستطيع الجزم الآن أو الكشف عن أسماء المتوقع ترشحهم لهذا المنصب الرفيع، لأن ثقل المسؤولية والظروف الحالية لأوضاع الاتحاد تتطلب أن يكون الرئيس في مستوى التحديات التي تواجه الاتحاد وستواجهه في المستقبل، خاصة إذا لم يكن هناك شبه إجماع عليه في الجمعية العمومية للفيفا يوم 26 شباط (فبراير) 2016.
يتردد اسم بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم كمرشح قوي محتمل، لكن لا توجد أي مؤشرات حقيقية تؤكد هذا الترشح، حيث ما يزال يدرس هذا الأمر وسيقرر ذلك خلال أسبوعين حسب تصريحاته.
سمو الأمير علي بن الحسين المرشح القوي الذي نافس بلاتر في الانتخابات الماضية، لم تصدر عنه حتى الآن أي إشارة أو تصريحات أو تلميحات توحي بأنه من المؤكد ترشحه لهذه الانتخابات.
وأعتقد أن الأمير الذي تنظر إليه الاتحادات الأهلية الكروية في العالم، نظرة احترام وتقدير واسعة وثقة كبيرة، سيدرس بحكمته وبصيرته كل معطيات هذا الأمر قبل أن يتخذ أي قرار أو خطوة رسمية بشأنه.
هناك توقعات بمفاجآت كثيرة في أسماء المرشحين المقبلين، بعد أن خلت الساحة من "الثعلب العجوز" الذي كانت كل أوراق اللعبة والاتحاد بين يديه.
الموقع مهم جدا وسيشغل العالم خلال الشهور القليلة المقبلة، خاصة بعد التأكد من أسماء المرشحين المتنافسين على الرئاسة.