انتهاكات الاحتلال في 2020: تصاعد الاستيطان واقتحامات "الأقصى" وقتل وأسر الفلسطينيين

الضفة الغربية - شهدت الضفة الغربية والقدس المحتلتين خلال العام 2020 تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والمتمثلة في عمليات الاستيطان واقتحامات المسجد الأقصى وقتل وأسر الفلسطينيين.اضافة اعلان
ورصد التقرير الدوري الذي تصدره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية المحتلة عن الانتهاكات الإسرائيلية في القدس والضفة تركيزًا إسرائيليًا عاليًا على أنشطة الاستيطان، والتي تشمل العمل بكل السبل لتهجير ما تبقى من الفلسطينيين وسلب أراضيهم وهدم منازلهم ومصادرة ممتلكاتهم.
وأشار التقرير، الذي وصل وكالة "صفا" أمس، إلى أن خطة الضم و"صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطلع العام الماضي انعكست على اعتداءات المستوطنين التي شهدت زيادة واضحة خاصة خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) المنصرم.
ولفت إلى أن اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه جاءت رغم ظروف انتشار فيروس كورونا وما رفقها من إجراءات إغلاق عام، والتي استغلها الاحتلال لارتكاب المزيد من الاعتداءات ضد المواطنين الفلسطينيين.
وبين أن اعتداءات المستوطنين شملت إطلاق النار وتنفيذ عمليات دهس متعمدة ومحاولات خطف أطفال والاستيلاء على الأراضي والمحاصيل وتخريب أخرى كما حدث في موسم الزيتون، وارتكبت مجموعات المستوطنين اعتداءات ضد المساجد والمقدسات، وقامت بإحراق عدد منها، وصعّدت من اقتحاماتها اليومية للمسجد الأقصى المبارك.
هدم وتدمير وقتل
ورصد التقرير الخاص بانتهاكات الاحتلال خلال العام 2020 في القدس والضفة هدم قوات الاحتلال 268 منزلًا، ومصادرة 346 من ممتلكات الفلسطينيين مقابل 271 صادرتها في العام 2019.
وذكر أن عدد الممتلكات التي دمرها الاحتلال من محال تجارية ومنشآت زراعية وبركسات وغيرها بلغ 928 منشأة، بعضها هدمها أصحابها بيدهم مكرهين لتجنب دفع غرامات عالية لسلطات الاحتلال، فيما شملت أنشطة الاستيطان مصادرة وتجريف أراض وشق طرق والمصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية.
وقال إن الاحتلال ومستوطنيه قتلوا 32 فلسطينيًا بينهم أطفال ونساء، وفي إحدى الحالات قتل جنود الاحتلال الشاب إياد خيري روحي الحلاق (32 عامًا) وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة.
كما رصد إصابة 1993 فلسطينيًا بنيران الاحتلال ومستوطنيه، وبلغ عدد عمليات إطلاق النار التي نفذها جنود الاحتلال ومستوطنيه 1621 اعتداء.
استهداف للبشر والحجر
وأظهر التقرير الإحصائي أن مناطق القدس والخليل ونابلس ورام الله تعد الأكثر تعرضا للانتهاكات الإسرائيلية بواقع 4273، 3250، 2657، 2560 انتهاكًا في المناطق المذكورة على التوالي.
وأشار إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية بالقدس شملت البشر والحجر والأرض، وسعت بقوة لفرض التقسيم على الأقصى، وإبعاد المرابطين والحراس وخطيب المسجد، كما تواصلت حملات الدهم والتفتيش والاعتقالات اليومية؛ حيث بلغ عدد المعتقلين هذا العام 4439 معتقلا، بينهم أطفال ونساء وأسرى محررون، ضاعف الإهمال الطبي الإسرائيلي المتعمد معاناتهم، خاصة مع انتشار فيروس كورونا.
قيود على المصلين بالقدس
فرضت قوات الاحتلال الاسرائيلي، أمس، تشديدات وقيودا على المصلين عبر الحواجز العسكرية بمدينة القدس المحتلة ومداخلها ومحيط البلدة القديمة، للأسبوع الثاني على التوالي.
وشهدت مداخل مدينة القدس وشوارعها والبلدة القديمة ثكنة عسكرية؛ إذ انتشرت قوات الاحتلال في أنحاء المدينة ونصبت الحواجز العسكرية والأشرطة الحمراء، ومنعت المصلين من الدخول للبلدة عدا قاطنيها.
وحررت شرطة الاحتلال مخالفات داخل الحواجز لمن خالف إجراءات الابتعاد عن منزله أكثر من 1000 متر، وشوارع المدينة.
وأوقفت قوات الاحتلال في باب العمود وسوق المصرارة وبابي الساهرة والأسباط شبانا عدة وفتشتهم جسديا، وفحصت هوياتهم من بينهم من حررت مخالفة بحقه.
وعلى صعيد المسجد الأقصى، خلت ساحاته ومصلياته من المصلين، ولم يؤد صلاة الجمعة سوى العشرات من سكان البلدة القديمة.
وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف أبو سنينة: "أرضكم وقدسكم مسكن الأنبياء والعلماء والأولياء، ولا يفرط فيها الا شقي من الأشقياء، فحافظوا عليها من هذا البلاء، فقد سميت بالأرض المقدسة، فالشام مباركة وفلسطين مقدسة وبيت المقدس قدس الأقداس".
وأضاف: "ما يجري اليوم في المسجد الأقصى وحائط البراق، وبدعوى المرض المنتشر، إنما يزيد الناس عبئا وثقلا في هذه الحياة، والواجب على جميع العاملين والمسؤولين أن يقوموا بعمل شيء من أجل فتح المسجد الأقصى أمام المصلين".
وتابع: "لا يصح أن تحاصر القدس فقط من سائر المدن، فالمدينة وخاصة البلدة القديمة هي كغيرها من سائر المدن، يجب أن تكون مفتوحة أمام الناس، البلاء ليس موجودا في المسجد الأقصى والبلدة القديمة فقط، وإنما موجود في كل مكان، ونطالب أن يرفع الحصار عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك".
مواجهات الجمعة
ميدانيا، أصيب العشرات من الفلسطينيين، أمس، بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والاختناق، خلال مواجهات مع الاحتلال في العديد من مناطق الضفة الغربية.
وانطلقت مسيرة بقرية المغير باتجاه الأراضي المهددة بالمصادرة شرقا، ودفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى المكان وأطلق الرصاص المطاطي والقنابل الغازية، ما أدى لإصابة شاب بالمطاط وآخرين بالاختناق.
ورشق عشرات الشبان قوات الاحتلال بالحجارة، فيما انتشر الجنود المشاة على التلال المجاورة للقرية.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت 17 شابا خلال حملة مداهمات للقرية، ردا على التظاهرات الرافضة للاستيطان.
وفي قرية دير جرير، انطلقت مسيرة رافضة للاستيطان باتجاه منطقة الشرفة المهددة بالمصادرة شرقا، وعززت قوات الاحتلال من تواجدها في المكان وقمعت الفلسطينيين بالقنابل الغازية والرصاص المعدني، ما أدى لوقوع إصابات بالاختناق.
وتشهد القرية مواجهات شبه يومية، كما ينظم الأهالي مسيرات أسبوعية رفضا لمحاولات المستوطنين إقامة بؤرة استيطانية على أراضي القرية.
كما أصيبت سيدة بقنبلة غاز، والعشرات بالاختناق، واعتقل مسن، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية في مسافر يطا، جنوب الخليل.
وأدى مئات الفلسطينيين صلاة الجمعة على مدخل قرية لتوانة، تضامنا مع أهالي تلك المنطقة الذين يتعرضون لاعتداءات مستمرة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، ورفضا لسياسة التطهير العرقي التي ينتهجها الاحتلال بحق سكان المسافر.
وشارك في المسيرة متضامنون أجانب ونشطاء سلام، انطلقت عقب أداء الصلاة، رفع خلالها العلم الفلسطيني والشعارات المنددة بالاحتلال الإسرائيلي وجرائمه، وقد أكد المشاركون تضامنهم الكامل مع أهالي المسافر في تصديهم للاحتلال.
وهاجمت قوات الاحتلال المشاركين بالمسيرة، واعتدت عليهم بالضرب، وأطلقت صوبهم قنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة سيدة بقنبلة غاز في القدم، والعشرات بحالات اختناق، إضافة لاعتقال المُسن سليمان الهذالين.
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت المداخل كافة المؤدية لقرية لتوانة، في محاولة منها لمنع إقامة هذه الفعالية.
وقال منسق لجنة الحماية والصمود في مسافر يطا جنوب الخليل فؤاد العمور، لـ"وفا"، إن ما تشهده منطقة المسافر هذه الأيام من تصعيد واعتداءات على الأهالي وممتلكاتهم، هدفه ترهيب المواطنين الفلسطينيين والضغط عليهم وتهجيرهم من أراضيهم، لصالح توسيع المستوطنات المقامة عنوة على أراضيهم.
يشار إلى أن تهديدات الاحتلال ومطامعه الاستيطانية تطال سكان المنطقة التي تبلغ مساحة أراضيها نحو 38500 دونم، وتضم خرب وقرى: جنبه، والتبان، والفخيت، والمجاز، وحلاوة، وصفي الفوقا، وصفي التحتا، ومغاير العبيد، والركيز، والمفقرة، وصارورة، وخلة الضبع، وشعب البطم، وقواويص، وبئر العد، وطوبا، وسدة الثعلة، وسوسيا، والتواني، وهي تجمعات وخرب يقيم فيها أكثر من 3 آلاف شخص، وتقع في التلال المطلة على النقب الشمالي.
كما أصيب 4 فلسطينيين آخرين، بالرصاص "الإسفنجي"، والعشرات بالاختناق، خلال قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي، لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان بقلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ 17 عاما، والتي انطلقت تنديدا باعتداءات المستوطنين.
وأفاد شهود عيان، بأن جنود الاحتلال اقتحموا القرية قبل انطلاق المسيرة، وأطلقوا وابلا كثيفا من قنابل الغاز والصوت، والأعيرة الإسفنجية السوداء، ما أدى لإصابة 4 أشخاص، والعشرات بالاختناق بينهم نساء وأطفال وعولجوا ميدانيا.
وأشار الشهود الى أن جنود الاحتلال احتجزوا مصور الوكالة الفرنسية جعفر شتية، خلال تغطيته للمواجهات، وفتشوا الكاميرات الخاصة به، وهددوه بالاعتقال قبل إطلاق سراحه.
وأكد الشهود اندلاع مواجهات عنيفة، تصدى خلالها الفلسطينيون لجنود الاحتلال الذين توغلوا داخل القرية، وأطلقوا قنابل الغاز باتجاه المنازل، ما أدى لوقوع إصابات بين النساء والأطفال.
وانطلقت المسيرة من مسجد عمر بن الخطاب شرقا، باتجاه البوابة التي تغلق الشارع، بمشاركة المئات من أبناء القرية، الذين طالبوا بتصعيد المقاومة الشعبية، والتصدي لاعتداءات المستوطنين.
وشهدت القرية مؤخرا موجة تصعيد عنيفة من قبل الاحتلال تمثلت باقتحامات ليلية متكررة ونصب كمائن في منازل مهجورة بهدف قمع المسيرة، إلا أن المواطنين يصرون على استمرارها حتى تحقيق أهدافها.
وتتواصل للسنة العاشرة على التوالي المسيرات الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمطالبة بفتح الشارع الرئيس لبلدة كفر قدوم الذي تغلقه قوات الاحتلال لصالح التوسعات الاستيطانية.
وأغلق الاحتلال مدخل القرية الرئيس لتوسيع مستوطنة "قدوميم" المقامة على أراضي القرية، وربط بؤرها المُتناثرة على مساحة 4 آلاف دونم من مجمل مساحة أراضي القرية البالغة 23 ألف دونم.
وتكمن أهمية مدخل القرية المغلق في أنه الممر الذي يربط بين كفر قدوم ومحيطها من القرى والبلدات الفلسطينية، ما تسبب بمعاناة كبيرة للأهالي.
وتنطلق كل جمعة وسبت مسيرات منددة بالاستيطان في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، ويؤدي المشاركون صلاة الجمعة على الأراضي المهددة، وسط اندلاع مواجهات خلال قمع قوات الاحتلال لهذه المسيرات.
الى ذلك، اعتقلت قوة إسرائيلية خاصة صباح أمس فلسطينيين من منطقة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة؛ بشبهة تنفيذ عملية إطلاق نار.
وذكرت القناة السابعة العبرية أن قوة خاصة اعتقلت الفلسطينيين وهما شابان في العشرينات من العمر وعثر بحوزتهما على ذخائر، بعد ورود معلومات بتنفيذهما عملية إطلاق نار ضد دورية عسكرية في جنين قبل حوالي الشهر.
وبينت الصحيفة أن الشابين اقتربا من دورية عسكرية مصفحة وأطلقا النار باتجاهها وانسحبا من المكان. - (وكالات)