انخفاض تلقي المطعوم.. الخطاب الصحي الإعلامي على المحك

محمود الطراونة

عمان - بعد 9 اشهر من انطلاق الحملة الوطنية للتطعيم ضد فيروس كورونا، يؤكد خبراء أن الحكومة لم تقم بالتوعية والتحفيز الكافيين للإقبال على المطعوم بشكل مناسب منذ بداية الازمة، والتعامل مع اللغط والإشاعات اللذين انتشرا حول المطاعيم، ما ادى الى انخفاض بنسب تلقي المطاعيم.اضافة اعلان
واعتبر هؤلاء لـ"الغد" أن الدور التوعوي للحكومة لم يوصل الرسالة بشكل جيد يوحي بالثقة، مؤكدين ضرورة إعادة النظر بالخطاب الإعلامي الصحي للحكومة وتوحيده، ووضع حد لتضارب تصريحات المسؤولين.
وكانت الحكومة دعت الى حملات واسعة لتشجيع الأردنيين والمقيمين للحصول على المطاعيم ضد الفيروس، بعد أن حصل نحو 3.5 مليون شخص على المطعوم منذ بداية التطعيم في المرحلة الأولى في 13 كانون الثاني (يناير) الماضي.
وقال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الاوبئة بسام الحجاوي، ان المطاعيم تشكل مناعة مجتمعية وعامل استقرار للمنحنى الوبائي، مشددا على ضرورة التزام المواطنين بوسائل الوقاية والاجراءات الاحترازية بعد التراجع الواضح في تلقي المطاعيم في المملكة.
واشار الحجاوي في تصريحات لـ"الغد" الى ان عدد متلقي المطاعيم اليومية انخفض بشكل ملحوظ بسبب عزوف المواطنين رغم أن مأمونية اللقاح تتراوح بين 88 -97 %، مشددا على انه مع انطلاق المرحلة الثالثة يتوجب على المواطنين الالتزام بالبروتوكولات الصحية وزيادة اعداد المطعمين وصولا الى اربعة ملايين شخص على الأقل.
ويؤكد خبراء اوبئة أنه كلما زادت نسبة المطاعيم انخفضت أعداد المتحورات والتي عادة ما تكون شرسة، معتبرين أن الحفاظ على إجراءات الوقاية مهمة حتى بعد أخذ اللقاح خاصة أن نسبة من حصلوا على اللقاح لا تزال منخفضة نسبيًا.
واشاروا الى إن اللقاحات أثبتت نجاعتها بغض النظر عن نسب فعالية اللقاح المعلن عنها، داعين ممن لم يتلقوا المطعوم الى الإقبال عليها خاصة وان هناك إصابات دون أعراض وتبقى صامتة، وأن التطعيم هو السبيل الوحيد للتخلص من المرض.
وكان وزير الصحة فراس الهواري أكد في تصريحات أن نسبة الاقبال على تلقي المطعوم ما تزال متدنية خصوصا في المحافظات. وفي السياق قال الخبير الوبائي عبد الرحمن المعاني، ان الحملة الوطنية للتطعيم ضد فيروس كورونا تشهد انخفاضا ملحوظا في عدد المطعمين اليومي خصوصا في المحافظات النائية.
واشار المعاني الى انه "وبعد الاطلاع على الارقام الاحصائية المنشورة على منصة التطعيم التابعة لوزارة الصحة نلاحظ ان عدد المواطنين المسجلين على المنصة لم يتجاوز أربعة ملايين ومائتين وأربعة عشرين ألف مواطن، أما الذين حصلوا على الجرعة الأولى فبلغ عددهم ثلاثة ملايين وستمائة وستين ألفا، مقابل ثلاثة ملايين ومائتين وأربعة وعشرين ألف شخص حصلوا على الجرعتين.
من جهته قال استشاري الامراض التنفسية والصدرية محمد حسن الطراونة، انه وبعد مرور عام وثمانية أشهر على الجائحة، قطع الأردن شوطاً كبيراً في التعامل مع الأمن الصحي الأردني والأوضاع الوبائية التي وصفها بأنها "مستقرة وبحذر شديد".
واشار الى ان سبب الحذر يعود إلى انتشار المتحور (دلتا) وضعف إقبال المواطنين على التقليح وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية ولبس الكمامة، وعزا ضعف إقبال المواطنين على التلقيح إلى إخفاقات الحكومة التي تتحمل المسؤولية في حماية الأمن الصحي الأردني.
وانتقد التضارب في التصريحات، مثل "لا موجة جديدة كورونا" او "مرض موسمي"، و "جائحة كورونا انتهت" مع أن كل هذه التصريحات ليس لها أساس علمي وتساعد على تشتيت الرأي العام.
ودعا الحكومة الى التواصل مع المواطنين الذين سجلوا على المنصة ولم يحصلوا على اللقاح لمعرفة الأسباب التي منعتهم من الاستجابة للحصول على أي جرعة وكذلك كالذين تخلفوا عن الجرعة الثانية، او سجلوا ولم يذهبوا الى التطعيم. وتابع الطراونة، ان اللقاحات تقلل احتمالية العدوى خمسة أضعاف وكذلك احتمالية الدخول للمستشفيات. واعتبر ان اللقاح هو الحل الوحيد للجائحة التنفسية فيجب أن تسبق وتيرة التلقيح وتيرة العدوى لذا فإن التواصل مع المواطنين لكسب ثقتهم أفضل من التخويف والترهيب.