اندماج الأحزاب لا يعني زيادة مقاعدها في الكنيست

يديعوت - عاموس كرميل

69 يوما تفصلنا عن الانتخابات للكنيست الـ 18 تعتبر ظاهريا مدة طويلة في السياسة الاسرائيلية. فترة طويلة بما يكفي لدحض الاستطلاعات الحالية وخلق الحملات الاعلامية والكثير من المفاجآت. ولكن قانون الانتخابات للكنيست يقصر بوحشية جزءا هاما من المضاربات التي تتطاير في الهواء في هذا الشأن.

اضافة اعلان

حتى موعد تقديم قوائم المرشحين تبقى 22 يوما فقط. وهذه هي الفترة المتبقية لاجراء ترتيب في يهدوت هتوراه، لادراج الرفيقين عوزي برعام وعاموس عوز في ميرتس – وكذا لتحقيق سيناريو الدمج بين كديما والعمل، اللذين لا يزالان عالقين حتى الرقبة في الانتخابات التمهيدية فيهما بل وفي تبادل الاتهامات والشتائم.

الحل السحري للازمات والمعوقات في هذين الحزبين يبدو إذن خارج نطاق الممكن تقريبا. ولكن قبل ذلك ايضا لم يكن هناك الكثير من السحر. لا حسب المنطق البسيط ولا حسب ما حصل في الماضي.

المنطق البسيط يقول ان كديما والعمل يصارعان في سبيل ذات مخزون المقترعين، وتنافسهما على نحو مشترك لن يضيف لهما أي صوت آخر تقريبا خارج هذا المخزون. من يتردد بين كديما وبين الليكود او بين العمل وبين ميرتس لن يجد في اتحادهما أي سبب جديد لان يحسم تردده في صالحهما بالذات. من خاب أمله من الهبوط الحالي لهما ولرئيسيهما لن يراهما اكثر لمعانا حين يجتمعان تحت سقف واحد.

كلاهما يحملان على ظهريهما كل اخفاقات الحكومة المنصرفة. والجديد الذي ليس لدى أي منهما على انفراد لن يأتي منهما معا. باختصار، الوزن الانتخابي للارتباط السريع بين ليفني وباراك لا يبدو مغايرا عن اتفاق تبادل الاصوات الزائدة بينهما.

وللدقة، فان التجربة تفيد بان القيمة المضافة لانضمامات كهذه هي بشكل عام سلبية. فمثلا، في الانتخابات للكنيست الخامسة ظهرت حيروت والليبراليين في قائمتين منفصلتين حصلتا معا على 34 مقعدا. في الانتخابات للكنيست السادسة كان لهذين الحزبين قائمة مشتركة – جاحل (كتلة حيروت الليبرالية) – حصلت على 26 مقعدا فقط (كما ان المقاعد الخمسة التي حصلت عليها "لع" (الليبراليين المستقلين)، التي انفصلت عن الليبراليين بسبب شراكتهم مع حيروت، لم تبرر هذا الفرق).

نموذج ذو صلة آخر: مع نهاية ولاية الكنيست السادسة كان لحزب العمل 54 مقعدا ومبام ثمانية. ومعا 62 مقعدا. في الانتخابات للكنيست السابعة ظهر هذان الحزبان في قائمة واحدة – المعراخ (التجمع) – حصلت على 56 مقعدا فقط. مؤيدو حزب العمل "من اليمين"، كما تبين لم يستطيبوا الشراكة مع مبام، ومؤيدو مبام "من اليسار" لم يستطيبوا حزب العمل.

كما أن انضمامات سريعة لاحقة لم تظهر مع اغلاق الصناديق كنجاحات كبيرة على نحو خاص. قائمة الليكود – جيشر - تسومت التي بادر اليها نتنياهو في 1996 حصلت على 32 مقعدا (مقابل 40 مقعدا كانت للثلاثة احزاب هذه وهي منفصلة في 1992). قائمة اسرائيل واحدة (العمل – جيشر – ميماد) التي بادر اليها باراك في 1999 حصلت على 26 مقعدا (مقابل 39 مقعدا كانت لعناصرها منفصلة في 1996).

ولم ننس. كانت هناك استثناءات اثبتت القاعدة بالضبط. في الانتخابات للكنيست الثامنة دخل الى الساحة جسد جديد، الليكود، وهذا ضم لاحزاب "اليمين" حصل على 39 مقعدا مقابل 32 مقعدا كانت لعناصره في الانتخابات للكنيست السابعة. هذا الجسد حظي حتى باربعة مقاعد اضافية – وبالحكم – في الانتخابات للكنيست التاسعة.

ولكن في الطريق الى هذه الظاهرة كانت ايضا حرب يوم الغفران التي احدثت شرخا عميقا في المجتمع الاسرائيلي، والى ذلك انضمت ايضا عدة هزات تركت اثارها العميقة على نتائج الانتخابات. بتعبير آخر، في حينه – مثلما هو الان – لم تكن تكفي مناورة سريعة لدمج الاحزاب. والان، كما اسلفنا، لم يتبقَ ايضا الوقت تقريبا لمثل هذه المناورة.