معتصم الرقاد
البحر الميت - بدأت أمس برعاية وزير الثقافة الدكتور صلاح جرار، أعمال المنتدى الأوروبي المتوسطي حول الصناعات الإبداعية والمجتمع بمبادرة من (eunic) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبالتعاون مع مركز الرأي للدراسات.
وقال وزير الثقافة إن الصناعات الثقافية تلعب دورا فاعلا في الحياة الثقافية، وفي نهضة المجتمعات وتقدمها، وهي سبب رئيسي لتطوير الواقع الثقافي، وتوفير الظروف المناسبة لنموه واستمراره وتطوره.
وأضاف في كلمته التي افتتح بها المنتدى، إن الصناعات الثقافية تمثل نتيجة طبيعية للعمل الجاد والمخلص، مبينا أن العمل الثقافي الذي لا يستطيع أن ينتج ويعزز صناعات ثقافية تخدم المجتمع، هو عمل ثقافي قاصر، وأن الصناعات الثقافية التي لا تصب في خدمة الجهود الثقافية والارتقاء بالمجتمع المحلي هي صناعات خاسرة.
وأكد جرار أن رعاية الإبداع في مجال الصناعات الثقافية، واجبة على كافة الدول التي تسعى إلى الارتقاء بمستوى أدائها الثقافي، لأن المنتج الثقافي، الذي يتسم بالإبداع هو الذي يعبر الحدود إلى سائر الدول والمجتمعات وهو الذي يحقق التقارب والتفاهم بين الشعوب.
وأشار إلى أن اهتمام هذا الملتقى بالصناعات الثقافية الإبداعية، يدل على الحرص على تحقيق التعاون والتقارب بين الدول عبر القنوات الثقافية الإبداعية.
وقال مدير مركز الرأي للدراسات خالد الشقران، إن هذا المنتدى الذي يعقد لأول مرة على هذا المستوى في الأردن يهدف إلى البحث عن السبل المثلى، لتنمية وتطوير الصناعات الإبداعية في العالم العربي، لتشكل قيمة مضافة لحياة الأفراد والمجتمعات والناتج القومي الإجمالي للدول العربية. وأكد أن المنتدى سيعمل على الارتقاء بالمنتج الثقافي والقطاع الثقافي وإعطاء الفرص لإنشاء شبكة للتواصل عبر الحدود، وتسجيل وتوثيق التوقعات من شركاء الاتحاد الأوروبي في المجتمع الثقافي العربي والمحلي لغايات إعداد وتأسيس مشروع طويل المدى بينهم.
ويمنح المنتدى الفرصة للالتقاء بممثلي (eunic) ورجال الأعمال في القطاع الثقافي العربي والأوروبي، حيث يتبع تقنية (الفضاء المفتوح) للنقاش على مدار الأيام الثلاثة للوقوف على طبيعة الصناعات المتوفرة في الأردن والوطن العربي، وتحديد نقاط القوة والضعف المتعلقة بها، والتركيز على تحديد أهم الأولويات المرتبطة بقطاع الصناعات الإبداعية، وتكوين منهج وتصورات لدعمها وتطويرها والارتقاء إلى المستوى اللائق بها.
ويبحث المنتدى على مدار ثلاثة أيام قضايا ذات صلة بالصناعات الإبداعية وتسويقها وتطويرها وبناء علاقة تفاعلية، وتشابكية بين المبدع والمتلقي، مما يسهم في تحسين مستوى دخل الفرد والمجتمع.
ويهدف المنتدى الذي شارك فيه نحو مائتي شخص، من الأردن والمغرب وتونس والجزائر ومصر ولبنان وفلسطين وسورية، إضافة إلى مشاركين من الاتحاد الأوروبي إلى توفير الفرصة للجهات الفاعلة من الجمعيات الثقافية والمدنية في المنطقة، من أجل إمكانية إنشاء شبكة عبر الحدود، وتسجيل توقعات شركاء من المجتمع الثقافي المدني لوضع تصور لهيكلة مشروع طويل الأمد في الشرق الأوسط.
وعقدت اجتماعات فردية على هامش المنتدى، وذلك لإتاحة الفرصة أمام المشاركين للقاء ممثلين من الاتحاد الأوروبي للمعاهد الثقافية الوطنية ومؤسسات الاتحاد الأوروبي، إلى جانب إقامة معرض للمشاريع والأعمال الإبداعية.
