انطلاق دورة "التحديات" في "اللقاءات الدولية للسينماءات العربية"

مشهد من "تمبكتو"- (أرشيفية)
مشهد من "تمبكتو"- (أرشيفية)

باريس-  انطلقت في مدينة مرسيليا (جنوب)، أول من أمس، الدورة الثالثة من "اللقاءات الدولية للسينماءات العربية" التي تستمر ستة أيام وتقدم ما يزيد على خمسين فيلما مختلفا يعكس معظمها النظرة الجديدة والمواهب الشابة في السينما العربية والتي لا تمتلك فرصة للعرض على الضفة الأخرى من المتوسط. واعتبر المفوض العام للقاءات طاهر شيخاوي، في حديث معه، أن هذه الدورة هي "دورة التحديات" بعدما تراجعت ميزانية المهرجان بالنصف منذ دورته الأولى قبل ثلاث سنوات. وكانت يومها حصلت على ميزانية مهمة، لأنها أقيمت ضمن فعاليات "مرسيليا عاصمة للثقافة الأوروبية".اضافة اعلان
وتضم مرسيليا المطلة على البحر المتوسط أكبر جالية تتحدر من أصول عربية في فرنسا وتشهد تنوعا كبيرا، لذا يكتسي عدق هذه "اللقاءات" فيها أهمية مضاعفة، فهي عبارة عن "نافذة مفتوحة على العالم ودعوة للقاء والتبادل"، على ما يقول طاهر شيخاوي.
وتبدو الدورة الحالية من المهرجان الذي يتمنى منظموه له الاستمرارية في ظل الوضع الاقتصادي الفرنسي المتراجع وتخفيض الدعم المخصص للأنشطة الثقافية، واعدة تركز على تقديم المواهب الجديدة وأفلام لا تملك حظوظا كبيرة لعرضها على الضفة الأخرى من المتوسط.
وحول هذه النقطة، أوضح شيخاوي أن اللقاءات "تواصل التعريف بشباب موهوب يقدم أعمالا مهمة وليست لديه إمكانية الولوج للسوق الفرنسية أو الوصول إلى الجمهور... هناك شباب من مصر والعراق ولبنان والمغرب العربي ونحن نقدم لهم فرصة لعرض أفلامهم في أفضل الظروف ونتيح لهم اللقاء بالجمهور".
ووصف اللقاءات بأنها "فرصة للم شمل عدد كبير من السينمائيين والنقاد العرب الذين يجتمعون في مكان واحد ويلتقون بالجمهور في مدينة متصالحة مع نفسها"، كما اعتبر أن العروض "تستجيب لحاجة أكيدة في مرسيليا".
وكانت دورة العام الماضي استقطبت خمسة آلاف شخص.
أما دورة هذا العام، فستقدم 55 فيلما من مختلف الأنواع ويفتتح "قبل سقوط الثلج" للمخرج العراقي هشام زمان المقيم في السويد، برنامج العروض مقدما نموذجا حيويا وساخرا ومثيرا عن بطل شاب يريد مغادرة كردستان إلى أوروبا فيهاجر بطريقة غير شرعية. وتختتم الجزائر عروض اللقاءات؛ حيث يقدم المخرج المخضرم مرزاق علواش عمله الأخير "السطوح" الذي يتناول واقع الشباب في المجتمع الجزائري اليوم، من خلال قصة تدور أحداثها فوق سطوح العاصمة وبين أحيائها الشعبية. ويتضمن قسم الأفلام الطويلة أعمالا قيمة مثل "تمبكتو" للموريتاني عبد الرحمن سيساكو وفيلم "قصة يهوذا" للجزائري رباح عامر زعيميش. ويعرض في إطار الأفلام الطويلة أيضا، "ماء الفضة" لكل من السوريين أسامة محمد ووئام سيماف بدرخان، الذي هو عبارة عن إعادة تشكيل لألف صورة التقطها عشرات المصورين المجهولين للمأساة السورية.
كذلك يقدم فيلم "الوهراني" للجزائري الياس سالم، وهو يثير قضية الفساد والتبعية للغرب التي تسربت إلى عدد من الشباب الذين شاركوا في الثورة الجزائرية منذ الاستقلال.
أما في تظاهرة مواهب جديدة، فيتم تقديم الأعمال الشابة ومعظمها وثائقي وقصير مثل أفلام العراقي سهيم بن عمر خليفة والتونسي لطفي عاشور، بينما تقدم في فئة الأفلام الوثائقية أعمالا متميزة مثل فيلم "الهاربات الـ18" لكل من الفلسطيني عامر شوملي والبريطاني بول كوين، و"جمل البروطة" للتونسي حمزة عوني و"من غرفتي السورية" لحازم الحموي.
ويكرم المهرجان المخرج التونسي جيلاني السعدي ضمن تظاهرة "مسيرة ومخرج" عبر تقديم جميع أعماله القصيرة والروائية الطويلة والوثائقية.
أما تظاهرة "ابن العم" التي تقدم سينما قريبة من السينما العربية من حيث المواضيع التي تطرحها، فتخصص هذا العام لتقديم كل من المخرج البرتغالي جواو كانيجو والاسباني بيدرو كوستا.
وفي تظاهرة "ناقد ونظرتان"، يتم في كل يوم من أيام المهرجان تقديم فيلمين؛ أحدهما عربي والآخر أجنبي يختارهما ناقد سينمائي ويناقشهما مع الجمهور متلمسا لعلاقة ما قائمة بينهما.
واللقاءات تتضمن عددا من ورشات العمل والطاولات المستديرة، وهي جزء من النشاط الذي تقوم به جمعية "أفلام" التي تقدم الفيلم العربي طوال السنة منذ ما يزيد على عشرة أعوام في مرسيليا.-(أ ف ب)