انطلاق فعاليات "الرمثا مدينة الثقافة الأردنية للعام 2018"

عزيزة علي

الرمثا - انطلقت أمس، فعاليات "الرمثا مدينة الثقافة الأردنية للعام 2018"، وذلك في حفل نظمته بلدية الرمثا الكبرى.اضافة اعلان
وزير الثقافة الدكتور نبيه شقم أشار في حفل الافتتاح إلى أن اختيار الرمثا جاء انبثاقا عن وعي بجغرافيا المكان وخصوبته الفنية والتراثية، وارتباطه بالتاريخ البشري لهذه المدينة على مر العصور التي تعكسها الآثار المكتشفة فيها، من آرامية، وهيلينية، ورومانية، وبيزنطية، وإسلامية، وبحاضرها الغني بكل التجديد والأصالة، فهي مكنز للفلكلور والسير الشعبية والغناء واللحن الجميل، محافظة عليه ومطورة له، وهي المساندة للشباب وابتكاراتهم، والداعمة لمواهبهم وطموحاتهم، لتكتسب بهذا خصوصية ثقافية تجعلها من المدن الأردنية الرائدة، والمحفزة لكل إبداع أصيل. وأضاف أن مشروع المدن الثقافية راكم منجزاته منذ العام 2007، واستطاع أن يحقق نجاحات ملموسة في العديد من المشاريع التي نفذت من خلاله في مختلف المحافظات الأردنية؛ وسعيا إلى استدامة هذا الفعل الثقافي فقد اعيدت صياغته باختيار ثلاثة ألوية كل عام لتكون بؤرة الحراك والنشاط الإبداعي، ضمن أسس وقواعد تراعي التوزيع الجغرافي وتكامل الخطط والمشاريع المقدمة، فاختيرت ألوية الرمثا وعين الباشا والأغوار الجنوبية كمدن ثقافية لهذا العام، لتشهد العديد من الانشطة الثقافية من مؤتمرات وفنون بصرية وأدائية ومهرجانات أدبية وأنشطة تراثية وورش عمل ومشاريع خاصة بتمكين المرأة ومشاريع خاصة بالطفولة والشباب، ودعم الهيئات التابعة للمحافظة.  ويشتمل المشروع وفق الوزير على طباعة المخطوطات في شتى المجالات الإبداعية والتراثية والفكرية ضمن المنشورات الخاصة بالمدن الثقافية، إضافة إلى الكشف عن المواهب المتوافرة في هذه المحافظات والألوية، وإعطائها الفرصة لتعبر عن ذاتها وتبرز طاقاتها في فضاء ثقافي مفتوح؛ كي تظل الثقافة وسيلة لبناء الإنسان من الداخل، للعقل والوجدان، كي يسير في هذه الحياة على هدى، ناشدا الحرية والحق والجمال، منفتحا على الآخر، محافظا على قيمه العليا وتراثه المجيد، وحقوقه في الابتكار والإبداع.
وقال شقم إن الثقافة هي ما تحافظ على المدوّنة الوطنية والاجتماعية، وهي من تبرز الهوية الأردنية بكل تجلياتها، بها نقاوم الظلام ومغريات التغريب، ورهاننا كبير على لواء الرمثا، بما عرف عنه من عطاء وثراء، أن يسهم إسهاما كبيرا في إعطاء مشروع المدن الثقافية أهمية مضافة وخاصة، كما نراهن على أبناء الرمثا في أن يشكلوا نموذجا فريدا في التفاعل وإبراز القيم الوطنية الأصيلة، والثراء الثقافي التراثي والحداثي.
وبين منسق لجنة مدينة الرمثا الثقافية الزميل بسام السلمان ان اللجنة تقدمت بملف المدينة لا من اجل المنافسة وانما من اجل المشاركة ولكي تسهم في تعميم الوعي وتحقيق مبتغى خطة التنمية الثقافية الشاملة الهادفة حيث ان المدينة قادرة على تقديم وتوليد المعاني الثقافية والوطنية وعلى المشاركة مع أبناء الوطن جميعا في بناء المستقبل، داعيا الوزارة لبناء مركز ثقافي شامل في المدينة لتأسيس حالة ثقافية حقيقية لافتة وواعدة ومستمرة.
وقال رئيس بلدية الرمثا الكبرى المهندس حسين أبو الشيح إن المدينة تمتلك ثروات مختلفة وكبيرة من آثار ومرافق وقدرات ثقافية وفتية وابداعية حيث كان لأبنائها إسهامات كبيرة ومثمرة على الصعيدين المحلي والدولي، مبينا ان أبناء المدينة تعاملوا مع الهجرات السكانية اليها بشكل واعي وحكيم وأخلاقي انطلاقا من توجيهات الدين الإسلامي الحنيف والقيادة الهاشمية الفذة. ويهدف مشروع مدن الثقافة الأردنية إلى تفعيل الحراك الثقافي في المدن الأردنية بما يعكس ويعبر عن خصوصياتها الثقافية والترويج للمنتج الثقافي الخاص بأبناء المدينة المختارة وتعميمه على مستوى والوطن وتحقيق أكبر قدر من تبادل الخبرات بين منتجي الثقافة في المدن والعاصمة من اجل المساهمة في انشاء البنى التحتية الضرورية للعمل الثقافي وتشجيع الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية المحلية على المساهمة في الصناعات الثقافية والاستثمار في قطاع الثقافة.
كما يهدف المشروع إلى ربط المنتج الثقافي والتراثي بالمنتج السياحي والتعريف بالمثقفين، ودورهم في المجتمع والدولة، ورفع مستوى الوعي والذائقة الفنية لدى شرائح المجتمع وفئاته، وإبراز دور الثقافة والفنون في التنوير ومحاربة الظواهر المجتمعية السلبية. وخلال الحفل قدمت فرقة شباب الرمثا عرضا فلكلوريا، وتم تنظيم معرض للأدوات التراثية والمأكولات الشعبية، وعرض فيلم وثائقي عن المدينة وفقرات شعرية من تقديم الشعراء د. محمود عويد العبدالرزاق ومحمد تركي حجازي، ووصلة غنائية للفنان متعب الصقار.