انطلاق فعاليات مؤتمر الرواية الأردنية السابع في "اليرموك"

جانب من فعاليات المؤتمر- (من المصدر)
جانب من فعاليات المؤتمر- (من المصدر)

أحمد التميمي

إربد- انطلقت في جامعة اليرموك فعاليات مؤتمر الرواية الأردنية السابع "تأثير التراث السردي العربي في الرواية الحديثة" الذي تنظمه مكتبة الحسين بن طلال ومديرية ثقافة إربد؛ حيث إن شخصية المؤتمر لهذه الدورة هي الناقدة والروائية الدكتورة رفقة دودين، بمشاركة أدباء ونقاد وروائيين ومهتمين في مجال الرواية من داخل الأردن وخارجه.اضافة اعلان
ورحب نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الدكتور رياض المومني، في كلمته التي ألقاها خلال الافتتاح، بالمشاركين في فعاليات المؤتمر من داخل الأردن وخارجه، مشيرا إلى "أن مشاركة جامعة اليرموك في إقامة هذا النشاط العلمي جاءت لإيمانها بأن موضوع المؤتمر، وهو دراسة صلة الرواية المعاصرة بالتراث السردي العربي، وجه رصين من وجوه الاشتغال الأكاديمي، يسهم في الكشف عن اتصال الأديب العربي المعاصر بتراثه وهويته الحضارية".
وأكد حرص الجامعة على إقامة هذا الملتقى العلمي، وذلك وفاء منها بمسؤوليتها تجاه المؤسسات الثقافية المحلية، وهو جزء من سياسة جامعة اليرموك الثابتة التي تسعى إلى تعزيز الحركة العلمية وترسيخ علاقتها الفاعلة بالمؤسسات الثقافية المحلية.
وثمن المومني جهود مكتبة الحسين بن طلال ومديرية ثقافة إربد وأعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر على تنظيم هذا اللقاء العلمي القيم، داعيا المشاركين إلى الخروج بنتائج علمية تنفع الباحثين والدراسين للأدب الأردني والعربي.
ومن جانبه، قال مدير مديرية ثقافة إربد عقل الخوالدة "إن مؤتمر هذا اليوم يجمع ثلة من الأدباء والروائيين والمفكرين الأردنيين والعرب"، مؤكدا أن مديرية ثقافة إربد وجدت في جامعة اليرموك، ممثلة بمكتبة الحسين بن طلال، تربة خصبة للتعاون الثقافي الذي أعاد الألق للعمل الأدبي والثقافي. وأكد خوالدة "أننا جميعا شركاء في خدمة المجتمع المحلي والمؤسسات الثقافية الأدبية"، داعيا إلى مواصلة هذا التعاون المثمر مع جامعة اليرموك التي جسدت دورها المجتمعي بأبهى صوره.
وقال مدير مكتبة الحسين بن طلال، الدكتور عمر الغول "إن تنظيم مؤتمر الرواية الأردنية السابع هذا العام بعنوان "تأثير التراث السردي العربي في الرواية الحديثة"، يأتي بعد أن تم تنظيم المؤتمر السادس العام الماضي عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد بسبب تداعيات جائحة كورونا، واليوم بحمد الله نلتقي وجاهيا، ونستضيف نخبة من المثقفين والروائيين الأردنيين والعرب".
وأضاف "أن جامعة اليرموك، وانطلاقا من رسالتها ودورها التنويري والفكري وخدمة المجتمع، فإن مكتبة الحسين بن طلال، تضطلع بهذا الدور وتؤديه من خلال سلسلة من النشاطات والفعاليات الثقافية المتنوعة، إضافة إلى البناء وتعزيز الشراكات مع مختلف الجهات الثقافية الرسمية، وفي مقدمتها وزارة الثقافة ممثلة بمديرية ثقافة محافظة إربد، إلى جانب تعميق الشراكات مع مختلف المؤسسات الوطنية الداعمة".
وأشار الغول إلى أن المؤتمر، في دورته لهذا العام، يحتفي بالناقدة والروائية الدكتورة رفقة دودين، كشخصية لهذا المؤتمر المتخصص بالرواية الأردنية، كما ويتناول العديد من المحاور الفكرية كالأنواع السردية القديمة، والسير الشعبية في الرواية الحديثة، ونظرية الرواية عند لوكاتش والروايات العربية القديمة، والسرد بين الذاكرة والتاريخ، وغيرها من المحاور التي تتصل بموضوع المؤتمر.
فيما ألقى الدكتور محمد عبيدالله كلمة باسم المشاركين استذكر فيها شخصية المؤتمر الأديبة الراحلة رفقة دودين، حيث كانت الراحلة صاحبة جهود متميزة في كتابة الرواية والقصة من خلال أعمالها المنشورة، إلى جانب إصدارها النقدي البارز الذي يقع في صلب اهتمام هذا المؤتمر ويحمل عنوان "توظيف الموروث العربي في الرواية الأردنية"، لافتا إلى أنه كان لدودين العشرات من البحوث والدراسات والمقالات التي نشرتها في المجلات والصحف، داعيا إلى إعادة نشر أعمال الأديبة الكاملة، وجمع المتفرق من آثارها النقدية.
وأشار عبيدالله إلى أن برنامج المؤتمر ثري يلبي جانبا مهما مما يقع تحت العنوان العريض الذي اختير لهذه الدورة من المؤتمر، وفيه اقتباسات من صلة الحاضر بالماضي، عبر ما تتيحه الرواية الحديثة من إمكانات ثرية في توظيف التراث بعامة والموروث السردي بخاصة من حيث أنواعه القديمة، وشخصياته، وتقنياته، ولغته، وأدواته السردية، موضحا أن الموروث السردي العربي قد هيأ للرواية بصيغتها العربية الحديثة جذورها المتينة، وأسهم إلى حد كبير في منحها هويتها العربية الفارقة.
وبدوره، ألقى رئيس اللجنة التحضيرية الروائي هاشم غرايبة، كلمة أشار فيها إلى أن للدكتورة رفقة دودين مؤلفات إبداعية بمختلف أشكال الأدب، كما أنها اشتغلت بالعمل التطوعي والنسائي وعرفت مطلع الثمانينيات كناشطة يسارية في الجامعة الأردنية، ثم انتقلت بنشاطها السياسي والاجتماعي والثقافي الى محافظة الكرك حيث عملت معلمة في مدرسة أدر الثانوية، ودرست الماجستير والدكتوراه في جامعة مؤتة، مضيفا أنها كانت ناشطة في اتحاد المرأة وأسست جمعية المرأة المنتجة في منشية أبو حمور الى جانب نشاطها في رابطة الكتاب وجماعة درب الحضارات والمنظمة العربية لحقوق الإنسان. وتابع الغرايبة "أن دودين ولدت في الكرك العام 1958، وتوفيت العام 2013؛ حيث كانت مستشارة في وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية، ومن مؤلفاتها: قلق مشروعة (قصص)، ومجدور العربان (نص روائي)، وتوظيف الموروث السردي في الرواية الأردنية المعاصرة، وأعواد ثقاب (قصص)، وسيرة الفتى العربي في أميركا (رواية)، لافتا إلى أن هذه المؤلفات هي التي أوحت لنا باختيار موضوع هذا المؤتمر الذي توافق مع صدور كتابين في هذا المجال يحتفي بهما مؤتمرنا هما كتاب "مفاتيح خزائن السرد" لسعيد الغانمي، و"معجم مفاتيح التراث" لمحمد عبيدالله".
وشكر جامعة اليرموك على احتضانها هذا المؤتمر ولمكتبتها التي مدت جسورا قوية مع المجتمع المحلي لنتشارك في خدمة الوطن وهو يحتفل بمئويته الأولى، ولمديرية ثقافة إربد على تعاونها الفاعل مع مكتبة الحسين بن طلال.
وتضمنت فعاليات المؤتمر التي حضرها عميد كلية الآداب الدكتور موسى الربابعة، وعدد من المسؤولين في الجامعة والمهتمين من المجتمع المحلي، افتتاح معرض كتب وزارة الثقافة.
وتضمنت فعاليات المؤتمر في يومه الأول عقد جلستي عمل، نوقشت خلال الجلسة الأولى مواضيع "تجليات الموروث الحكائي في السرد العربي المعاصر- إشارات وعلامات"، و"أنواع السردية القديمة: جولة في آفاقها"، و"مؤنس الرزاز وتوظيف الموروث السردي العربي"، و"السير الشعبية في الرواية الحديثة: "أعواد ثقاب" لرفقة دودين أنموذجا".
فيما تضمنت الجلسة الثانية مواضيع "نظرية الرواية عند لوكاتش والروايات العربية القديمة"، و"معجم مفاتيح التراث: معجم الأديان، والمعتقدات، والمعارف قبل الإسلام".