ايستوود يحصد الجوائز بالجملة ..ولا عزاء لسكورسيزي

ايستوود يحصد الجوائز بالجملة ..ولا عزاء لسكورسيزي
ايستوود يحصد الجوائز بالجملة ..ولا عزاء لسكورسيزي

في حفل الاوسكار

 هوليوود  -
      حقق فيلم "مليون دولار بيبي (فتاة بمليون دولار) للمخرج كلينت ايستوود نصرا كبيرا امس الاحد في هوليوود بفوزه بأوسكار افضل فيلم وافضل مخرج وافضل ممثلة لهيلاري سوانك وافضل ممثل في دور ثانوي لمورغان فريمان.

اضافة اعلان


     وقال ايستوود البالغ من العمر الرابعة والسبعين "ان اعداد هذا الفيلم في غضون 37 يوما مع ممثلين رائعين كان مغامرة رائعة". وشكر خصوصا والدته البالغة السادسة والتسعين موضحا "لقد ورثت جيناتها لذا فإني باق لفترة طويلة".
    ويروي فيلم "مليون دولار بيبي" قصة بروز ملاكمة شابة من عائلة محرومة تقوم بدورها هيلاري سوانك، ومدربها العجوز الذي يجسده ايستوود شخصيا برعاية ملاكم متقاعد (مورغان فريمان).


 سوانك..مرة أخرى


     من جهتها قالت هيلاري سوانك وهي تبكي لدى تسلمها جائزتها "لا اعرف ماذا فعلت حتى استحق هذه الجائزة". وتحدثت عن اسرتها ونشأتها البسيطة مشبهة فوزها بثاني جائزة اوسكار لها في خمسة أعوام رغم انها في الثلاثين بفوز "مجرد فتاة من عامة الشعب كان لديها حلم."


     جاءت كلمتها وهي تتسلم الجائزة مفعمة بالمشاعر وطالت مما اضطر فرقة الموسيقى ان تقاطعها وتتدخل مرتين لكي تذكرها انه حان وقت نزولها من على خشبة المسرح لكنها استمرت في حديثها مازحة وقالت "لا تفعلوا ذلك بي فأنا لم أصل الى ايستوود بعد."


وسبق لهذه الممثلة الشابة التي ارتدت فستانا ازرق من دار غي لاروش ان حازت اوسكار افضل ممثلة العام 2000 عن دورها في فيلم "بويز دونت كري" (الشبان لا يبكون). وقد انتصرت مرة اخرى على آنيت بينينغ التي كانت مرشحة هذه السنة عن دورها في فيلم "بيينغ جوليا" (ان تكوني جوليا).


     وانضمت سوانك بالتالي الى النادي المغلق للممثلات اللواتي فزن بهذه الجائزة مرتين على الاقل وهن: اليزابيث تايلور وجين فوندا وجودي فوستر واوليفيا دي هافيلاند وانغريد برغمان وكاثرين هيبورن.


     وقد فاز فيلم "مليون دولار بيبي" بالضربة القاضية في مواجهة منافسه الابرز "افييتور" للمخرج مارتن سكورسيزي الذي يروي قصة الملياردير الغريب الاطوار هاورد هيوز.


وحاز فيلم "افييتور" الذي كان مرشحا في 11 فئة، اوسكار افضل ممثلة في دور ثانوي الذي ذهب الى الممثلة الاسترالية كيت بلانشيت لتجسيدها الممثلة الاميركية كاثرين هيبورن التي توفيت عام 2003 عن 96 عاما. وهذه هي أول جائزة أوسكار تحصل عليها بلانشيت (35 عاما).


      والممثلات الاخريات اللواتي تنافسن على الفوز بهذه الجائزة هن صوفي اوكونيدو في فيلم "اوتيل راوندا" ولاورا ليني في فيلم "كينسي" وفيرجينيا مادسن في فيلم "سايدويز" وناتالي بورتمان في فيلم "بين راشدين موافقين". ويذكر أن بلانشيت رشحت من قبل للفوز بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "اليزابيث" في عام 1998  .


      وفاز "افييتور" ايضا بجوائز افضل ملابس وافضل ديكور وافضل مونتاح وافضل تصوير. في المقابل لم يحصل مارتن سكورسيزي خلال ثلاثين عاما أمضاها في اوساط السينما على اي جائزة اوسكار شخصية.


انتصار السود


      وكان الممثلون السود الفائزون الكبار ايضا في حفلة توزيع جوائز الاوسكار هذه السنة بحصول جيمي فوكس على اوسكار افضل ممثل لتجسيده شخصية عبقري موسيقى البلوز راي تشارلز في حين حاز مورغان فريمان جائزة افضل ممثل في دور ثانوي عن دوره كملاكم متقاعد في "مليون دولار بيبي". وهذه أول جائزة أوسكار يفوز بها الممثل البالغ من العمر 67 عاما.


      وأعرب فريمان في كلمة مقتضبة عن شكره للمثل كلينت إيستوود والنجم المشارك في البطولة هيلاري سوانك ووصف الفيلم بأنه"ثمرة حب". واعتبر فريمان في الكواليس ان فوزه مؤشر الى وجود تغير في هوليوود حيال الممثلين السود موضحا للصحافيين "هذا يظهر ان هوليوود تستمر في صنع التاريخ".


       في حين حيا النجم جيمي فوكس سيدني بواتييه اول ممثل اسود لمع نجمه في اوساط هوليوود. وتحدث فوكس عن جدته التي ربته واغرورقت عيناه بالدموع حين قال انها كانت أول من علمته التمثيل حين علمته كيف يقف "منتصبا ويشد ظهره واكتافه ويتصرف كشخص عنده قدر من التمييز." كما اشاد براي تشارلز .

 وسبق للممثلين السود ان حققوا العام 2002 ثنائية بفوز هالي بيري ودنزل واشنطن بجائزتي اوسكار افضل ممثلة وافضل ممثل.


افضل فيلم اجنبي


      وفي فئة افضل فيلم اجنبي فاز الفيلم الاسباني "مار ادينترو" (بحر داخلي)  للمخرج اليخندرو امينابار بالجائزة. وقال المخرج الاسباني ان هذه "الجائزة تعود الى رامون سامبيدرو" الذي استوحي الفيلم من نضاله للموت بكرامة.


      ويروي "مار ادينترو" قصة حقيقية وهي النضال الذي شنه رامون سامبيدرو وهو مقعد اسباني على مدى ثلاثين عاما للحصول على الحق بوضع حد لحياته. وكان "مار ادينترو" الفيلم الذي حصد اكبر نجاح في اسبانيا خلال العام 2004 وقد حضره 3.8 ملايين شخص.


 اما الافلام الاخرى المتنافسة على هذه الجائزة فكانت: "ليه كوريست" (مغنو الجوقة) للمخرج الفرنسي كريستوف باراتييه و"السقوط" للمخرج الالماني اوليفر هرشبيغل و"كما لو انها الجنة" للمخرج السويدي كاي بولاك "يسترداي" (الامس) للمخرج الجنوب افريقي داريل روت.


        وطغت اجواء الفكاهة على حفل توزيع جوائز الاوسكار الذي تم من دون اي حوادث تذكر. وقد تولى التقديم الممثل الكوميدي الاسود كريس روك في حين وصل الممثل روبن وليامز على المسرح وقد كمم فمه بشريط لاصق لتسليم احدى الجوائز.


       وفي بداية حفل توزيع الجوائز شدد كريس روك على الغياب شبه الكامل من المنافسة للفيلمين اللذين حققا نجاحا جماهيريا كبيرا العام المضي وهما الفيلم الوثائقي للمخرج مايكل مور "فهرنهايت 9/11" وفيلم ميل غيبسون "باشن اوف ذي كرايست" (الام المسيح).


وحصل كل من الكاتب والمخرج الكسندر باين والكاتب جيم تيلور على جائزة احسن سيناريو مأخوذ عن رواية عن الفيلم الكوميدي (طرق فرعية) بينما حصل تشارلي كوفمان على جائزة احسن سيناريو سينمائي عن الفيلم الرومانسي (الشروق الابدي لعقل ناصع). وفاز "ذي انكرديبلز" (الخارقون) بجائزة افضل فيلم رسوم متحركة متفوقا على "شريك ".


افضل فيلم وثائقي


      وحاز فيلم "بورن انتو بروذيلز"(ابناء المواخير) لروس كوفمان وزانا بريسكي جائزة افضل فيلم وثائقي طويل. وقد اجتذب الفيلم الذي صور في حي الدعارة في كلكتا، للحظات، بريق وأضواء احتفال هوليوود السنوي. القائمون على الفيلم اعطوا الاطفال كاميرات لتعلم التصوير وربما لتحسين حياتهم. واستخدموا جزءا كبيرا من عملهم في الفيلم.


      وتفوق الفيلم على فيلمي "الحجم الكبير" الذي حقق ايرادات ضخمة والذي يهاجم مطاعم الوجبات السريعة في الولايات المتحدة و"توباك.. البعث" ويحكي قصة مغني الراب توباك شاكور مستخدما كلمات وعبارات تفوه هو بها بنفسه.


      وقالت بريسكي في كلمة لدى تلقي الجائزة "نشكر الاطفال. انهم يشاهدوننا في كلكتا."


وقالت للصحفيين في الكواليس "كنا في كلكتا منذ اسبوعين وكانوا متحمسين جدا." وأضافت بريسكي وهي مصورة فوتوغرافية بريطانية المولد انها تعتزم القيام برحلة اخرى لكلكتا.


ومضت قائلة "نعتزم بالفعل بناء مدرسة في كلكتا تخصص لأبناء العاهرات وسنعود لنبحث عن الارض التي يمكن اقامة المشروع عليها." وهذا أول فيلم يخرجه كل من كوفمان وبريسكي.


      وفاز الفيلم الوثائقي الذي حظي بثناء واسع بمجموعة من الجوائر من بينها جائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان صندانس حيث رشح لجائزة لجنة التحكيم الكبرى للأفلام الوثائقية.


      وقال كوفمان للصحفيين "لم نحقق شيئا بعد." واضافت بريسكي "كنا نعتقد بشكل قاطع اننا الاقل حظا. لم يكن لدينا اي فكرة عما سوف يحدث. اعتقد اننا لازلنا في حالة ذهول."


ورشح ايضا لجائرة احسن فيلم وثائقي كل من "قصة الجمل الباكي" ويسجل حياة الرعاة المغول و"انحراف العقيدة" ويحكي قصة رجل اطفاء اعتدى عليه قس كاثوليكي جنسيا وهو طفل.


       ولم يشترك اهم فيلم وثائقي هذا العام "11-9 فهرنهايت" الذي اخرجه مايكل مور ويهاجم فيه الرئيس الاميركي جورج بوش إذ فضل مور المنافسة على جائرة افضل فيلم ولكن فيلمه لم يرشح لهذه الجائزة. وفي مفاجأة اخرى من مفاجآت الاوسكار لهذا العام ذهبت جائزة احسن اغنية سينمائية للأغنية الاسبانية (الضفة الاخرى من النهر) وهي من فيلم "مذكرات دراجة نارية" المأخوذ عن مذكرات الثائر الارجنتيني الراحل تشي جيفارا.


 تكريم لوميت


      ونال المخرج الاميركي سيدني لوميت (80 عاما) الذي اخرج افلاما كبيرة مثل "دوغ داي افترنون" و"نيتورك" جائزة اوسكار فخرية عن مجمل حياته الفنية.

 وهذه الجائزة هي الاولى التي يحصل عليها لوميت (80 عاما) الذي اختير خمس مرات في فئة افضل مخرج، لكنه لم يحصل ابدا على الجائزة خلال فترة عمله الطويلة في السينما التي تمتد حوالى خمسين عاما. وقد منح التمثال الذهبي اعترافا "بمشاركته الرائعة في فن السينما".


        وعلى خشبة مسرح كوداك ثياتر حيث يجرى الاحتفال ال 77 لجوائز الاوسكار، سلم الممثل آل باتشينو لوميت جائزته واشاد بالمخرج واصفا اياه بـ "العبقري الذي يدين له بالفضل حتى الان" ممثلون ومخرجون.  والتهبت القاعة بعاصفة من الهتاف والتصفيق.


 ولد لوميت في 1924 في فيلادلفيا (شمال شرق) من أب ممثل وأم راقصة، وبدأ في 1957 بفيلم "اثنا عشر رجلا غاضبون" فرشحه النقاد للفوز بجائزة افضل مخرج.


من النجوم الذين تألقوا على مسرح كوداك في هوليوود جوني ديب وجيمي فوكس وليوناردو دي كابريو وكيت وينسليت وهيلاري سوانك ووارين بيتي وأنيت بنينج وأوبرا وينفري وهال بيري وباقة من نجوم آخرين.


      وقد اتخذت الشرطة الاميركية إجراءات أمنية مشددة بمناسبة افتتاح مهرجان توزيع جوائز الاوسكار حيث أغلقت الشوارع الرئيسية حول الطريق المؤدية الى موقع حفل جوائز الاوسكار كما استخدم رجال الشرطة أجهزة استشعار متقدمة لاكتشاف غاز السارين السام والهجمات الاخرى غير التقليدية.