بؤرة ساخنة جديدة بكورونا في كفرنجة تغلق أسواقا للخضار وتعزل قرى عن بعضها

علا عبداللطيف وحابس العدوان

محافظات - تستنفر الجهات الصحية في شمال المملكة كوادرها حاليا بحثا عن مخالطين لموزع خضار مصاب بفيروس كورونا، في منطقة تضم عدة قرى تتوزع بين محافظات اربد وعجلون والبلقاء، فيما لم تتمكن هذه الجهات من معرفة حدوث عدوى ام لا وتأكيد عدد الاصابات بانتظار ظهور نتائج العينات، في الوقت الذي تم فيه عزل هذه القرى عن بعضها واغلاق اسواق الخضار فيها.اضافة اعلان
وكان موزع الخضار الذي اكتشفت اصابته مساء اول من امس بسبب تعرضه للعدوى من شقيقه العائد من بريطانيا قبل اسبوعين واكتشفت اصابته قبل اسبوع، قد استمر في عمله بعد حصوله على تصريح مرور، كونه يعمل في قطاع غذائي مستثنى من حظر العمل، قد خالط الكثير من اصحاب محال الخضار والعمال في اسواق الخضار في عدد من القرى، وخاصة سوق العارضة المركزي.
ووفق المعلومات فقد تم اغلاق اسواق الخضار في قرى كفرنجة التي ينتمي لها موزع الخضار والمشارع وكريمة، و دير علا التي تضم سوق العارضة المركزي للخضار والذي يتواجد في وادي الاردن، ما ادى الى خلق معاناة جديدة للمزارعين الذين كانوا يوردون منتجاتهم الى هذا السوق.
وقال الناطق باسم لجنة الاوبئة الدكتور نذير عبيدات لـ"الغد"، إن "هناك بعض الإصابات بفيروس كورونا سجلت بسوق الخضار في كفرنجة، خالطوا موزع الخضار الذي ثبتت إصابته، وكان يتردد على عدة أماكن منها سوق العارضة المركزي في دير علا".
فيما قال مسؤول ملف كورونا بالشمال الدكتور وائل الهياجنة، ان فرق الاستقصاء تعمل على مدار الساعه لتتبع المخالطين، مشيرا الى ان "لجنة الاوبئة جمعت عينات لمخالطي موزع الخضار والذين يفوق عددهم الـ30 مخالطا.
و أكد محافظ اربد رئيس اللجنة التنفيذية لإدارة خلية الأزمة في محافظة اربد رضوان العتوم، أن فرق الاستقصاء الوبائي في لواء الغور الشمالي ما تزال تواصل عملها لتتبع المخالطين في منطقة الكريمة كإجراء احترازي، لمنع انتشار فيروس كورونا في اللواء، وخصوصا بعد ان تبين ان موزع الخضار المصاب خالط أهالي المنطقة، وكان يتردد عليها. وطالب العتوم من سكان اللواء التزام التعليمات المتصلة بحظر التجول أو اتباع وسائل السلامة العامة في فترة التسوق المسموح بها سواء للمواطنين أو المحال التجارية لأنها الطريق الأمثل والاكثر فاعلية لحصر الوباء ومنع انتشاره.
واضاف العتوم، انه من ضمن الاجراءت التى تم اتخاذها بعد ان تم اكتشاف الحالة، هو العمل على اغلاق سوق العارضة للخضار والفواكه احترازيا بقرار من وزيري الإدارة المحلية والزراعة، للعمل على تعقيم السوق تفاديا لاننشارالفيروس.
وقامت بلدية شرحبيل بن حسنة بالتعاون مع الجهات المعنية بتنفيذ حملة تعقيم شاملة شملت البنوك في منطقتي الكريمة والمشارع، والشوارع الرئيسة والفرعية، والمدارس والمراكز الصحية فيها.
كما تم العمل على اغلاق الطريق الفرعي بين منطقة الكريمة وكفرنجة من خلال وضع السلال الحديدية والسواتر الترابية، وتشديد المراقبة الأمنية لمنع دخول او خروج أي مركبة للبلدتين.
من جانبه قال مدير سوق العارضة المركزي ان موزع الخضار المصاب بفيروس كورونا حضر إلى سوق العارضة يوم الخميس لشراء الخضار قبل ان ينهي فترة الحجر الصحي، مضيفا انه وفي نفس اليوم ظهرت نتائج الفحص لتثبت اصابته بالفيروس بعد ان خالط عددا من التجار والعاملين في السوق.
ولفت إلى انه تقرر اغلاق السوق لإشعار آخر، كإجراء احترازي وتعقيم كامل مرافق السوق، مشيرا إلى انه جرى اخذ عينات من 13 شخصا خالطوا التاجر بشكل مباشر خلال فترة تواجده في السوق.
هذا الأمر بحسب الختالين أثار مخاوف التجار والمزارعين والعاملين الذين تواجدوا في السوق بالمئات خوفا من اصابتهم بالفيروس دون علم او نقله لعائلاتهم، مؤكدا ان اغلاق السوق هو اجراء ضروري رغم انعكاساته السلبية على المزارعين.
وتؤكد مصادر صحية ان النتائج الاولية للعينات التي تم اخذها من المخالطين جاءت جميعها سلبية، الا انه تقرر الزامهم بالحجر المنزلي لمدة 14 يوما كإجراء احترازي، حيث سيتم اعادة الفحص مرة اخرى.
من جانبهم يؤكد معنيون ان قرار فتح الاسواق المركزية كان خاطئا كونها عادة ما تشهد ازدحامات كبيرة، لافتين إلى انه كان من الاولى السماح للمزارعين ببيع منتوجاتهم بشكل مباشر من المزرعة ما يقلل من دائرة الاختلاط.
ويلفت مزارعون إلى ان اغلاق سوق العارضة سيجبرهم على توريد منتوجاتهم إلى السوق المركزي في العاصمة ما سيحملهم كلفا اضافية، ناهيك عن عدم قدرتهم على متابعة عملية البيع، اذ ان غالبية الذين يقومون بالنقل هم اصحاب مركبات وليسوا مزارعين.
ويؤكد احمد العجوري، ان على الحكومة وضع سقوف سعرية للبيع من المزارع حتى لا يقعوا فريسة الاستغلال من قبل التجار، موضحا انه "رغم ان البيع المباشر للتجار سيقلل من الكلف الا انه سيكون مجبرا على البيع بأي ثمن خوفا من تلف الانتاج.
ويؤكد ان اغلاق السوق في ظل الظروف الحالية اجراء سليم جاء للحد من عملية التجمع والتجمهر التي قد تشكل خطرا على حياة التجار والمزارعين وبالتالي المجتمع ككل، مبديا تخوفه من انتشار الفيروس في اوساط المزارعين.