باب الأمنيات والحكومة الجديدة

 الحكومة اليوم في عهدة سمير الرفاعي، شاب لا يعرفه الناس كثيرا، بقدر ما تعرفه النخبة. ينظر إلى حكومته على انها ستكون مختلفة، من جهة كتاب التكليف فهو جامع شامل، والحكومات كلها كان استمرارها او ذهابها مرهونا بتنفيذ كتب التكليف السامي.

اضافة اعلان

من جهة التشكيل والمدة، سمير الرفاعي طُلب إليه في كتاب التكليف التأني بالتشكيل وأخذ ما يلزم من وقت، وذلك الطلب دال على أن ولي الأمر لا يريد العجلة أن تدخل في أمر اختيار الفريق، ولا يريد الحكومة أن تأتي "خبط عشواء" بحجج مكرورة منها التمثيل للمناطق والتمثيل لهذه الجهة او تلك، بقدر ما يريد  فريقا حكوميا مختارا بعناية ودقة لا تطاول حد الندرة والكمال، بقدر ما يريدها أن تصلنا بمسؤولين نقنع بهم ونؤمن أنهم قادرون على استعادة ما فات من هيبة الدولة ولملمة الجراح.

لا اظن -وظني من باب التمني- أن سمير الرفاعي معني بالمجاملات، وأحسب أننا لا نريد رئيسا لمجرد مواصفاته وشمائله وعراقة حسبه، بقدر ما نأمل أن يكون الخيار فقط لمصلحة شيء واحد وهو الدولة والديمقراطية، الدولة التي ستدخل بحكومة الرفاعي عقدها العاشر، والدولة التي ناضل الأردنيون لأجل بقائها وصمودها برغم العاتيات.

اما الديمقراطية، فلا اظن أيضا أن من شأن الرئيس المكلف، إلا أن يؤمّن الطريق إليها فذاك المبتغى، وهو المتعظ من تاريخها واحسبه العارف حق المعرفة أنها قبل عشرين عاما بدلت وجه الأردن، وكأن القدر يريد له أن يكون في حكومة مختلفا تماما.

يأتي تكليف سمير الرفاعي بتشكيل الحكومة في مرحلة حساسة وصعبة خدشت فيها هيبة الدولة وضاعت كرامة بعض معالمها لمصلحة الغوغائية والترضيات والعصبيات، فإذا ما استعاد الرجل وفريقه تلك الهيبة فإنه يكون قد أرضى العباد وسيد البلاد.

الأردنيون يعون جيدا الصعوبات وتحديات الاقتصاد، ولو أن الحكومة السابقة صارحتهم بعجز موازنتها التي مررتها في آخر أيامها وطلبت من الناس قرضا شعبيا لدفع الاردنيون الغالي والنفيس، ولتحملوا وما هم بعاجزين عن الصبر.

لا لسبب يمكن التفاؤل بحكومة أو بأخرى، إلا بمقدار صدق هذه الحكومة أو تلك مع الناس، ما نريده مراجعة للوظائف التي استحدثت والتنفيعات التي كلفتنا الكثير، ونريد وزراء قادرين على مواجهة الناس، والتواصل الطيب معهم، ونريد ثقافة وطنية سليمة في المؤسسات قوامها مدونة السلوك الأخلاقي في العمل، والوفاء بالقَسَم.

لا نريد لمستثمر مسكين حمل ماله ومستقبله للوطن أن يكون عرضة لابتزاز أحد  بحجة أنه "ميسر طلبات". نريد أن يعود المستثمرون الذي غادروا البلد، والرئيس الجديد يعي ويعرف لماذا غادروا.

ندخل مع الرئيس مرحلة جديدة أرادها جلالة الملك مكرسة للإصلاح والبناء، ووضع قاطرة الأردن على سكة الحداثة والتمدن.

[email protected]