باحثون شرعيون: توظيف الالتزام الديني يسهم ببناء وتقدم المجتمعات

عمان - أجمع باحثون وأكاديميون في علوم الشريعة الإسلامية، على أهمية توظيف الالتزام الديني في بناء المجتمعات وتقدمها وتطورها، وتوحيد جهودها للوقوف في وجه أعدائها، معربين عن أسفهم لواقع الحال بتوجيه هذا الالتزام لدى البعض بطريقة غير صحيحة.اضافة اعلان
أستاذ الفقه وأصوله في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة اليرموك الدكتور آدم نوح القضاة قال إن “دولا عربية وإسلامية، تشهد حالات صراع بين القوى المتنافسة في المجتمع، ما يظهر لدى البعض بأن هذا الصراع ديني، مشيرا إلى أنه وفي تقديره الشخصي فإن هذا الصراع سياسي وطبقي وليس دينيا”.
وأضاف ان “الإنسان الذي ينظر إلى الدين نظرة عميقة ومتفحصة، يجد انه لا يمكن في حال من الاحوال ان يدفع الانسان الى ما هو شر او ضرر او الى ما فيه افساد، والذي يقرأ القرآن الكريم، يلاحظ كم آية وردت في كتاب الله عز وجل لتحذير الناس من الفساد والافساد، حتى لو كان هذا الافساد على الارض او الزرع، قال سبحانه وتعالى عن بعض الناس “وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ”.
وقال القضاة ان “القرآن الكريم يدافع عن الحرث والنسل، ومن يقرأ كتاب الله سبحانه وتعالى قراءة متدبرة ومتكاملة، يفهم مقاصد هذا الكتاب العزيز وتعاليمه، مبينا ان المشكلة التي ظهرت لدى كثير من الناس، انهم يقرأون القرآن الكريم قراءة جزئية، فهو يأخذ بعض السور والآيات والفقرات التي تعجبه وتخدم مصالحه الدنيوية.
وبين ان شهر رمضان الفضيل بالاجواء التي نعيشها تتجلى فيها حقيقة الصيام في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه”.
وأشار الى ان الله اراد من المسلم في صيامه ترك الطعام والشراب كمقدمة وليس نتيجة، ومقدمة في ترك القول الباطل والعمل الباطل.
وقال القضاة إن الذين يصومون الصيام الحقيقي - صيام الفم والبطن والجوارح والقلب - تراهم بعيدين كل البعد عن اشكال التخاصم والتنافس غير المحمود بين الناس.
نائب مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتور عامر الحافي قال ان “رمضان فرصة لتهذيب النفس وارتقاء نفس المسلم وسمو روحه بنفحات ايمانية، وفيها اعادة اكتشاف روح العالم الاسلامي من الافكار التكفيرية والكراهية واشاعة البغضاء باسم الدين، فالافكار هي أصعب شيء عندما يتم الترويج لها بقناع الدين”.
وأوضح الحافي أن للدماء حرمة عظيمة عند الله سبحانه ، قال تعالى “ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”.
وقال الاستاذ في كلية الشريعة في جامعة آل البيت الدكتور محمد الزغول ان “الدين حالة منسجمة مع الفطرة، والدين الاسلامي هو دين انساني، واسم ديننا الحنيف الاسلام مشتق من السلام، وتحيتنا في الاسلام السلام والسلام يأتي من الامن والامان في قول رسولنا الكريم” المسلم مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ”، والمؤمن كما قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “ الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالهمْ “ .
وأشار الزغول الى ان شهر رمضان المبارك، مدرسة يتدرب فيها المسلم على الاخلاق الرفيعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي “قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك “، فأهمية الصوم بانه يعوّد المسلم على الصبر، والصوم نصف الصبر، كما ان تعود المسلم في رمضان على سلوكيات صحيحة والتعامل بالاخلاق الحميدة يؤدي الى تعوده في بقية الايام الاخرى”.
المدير التنفيذي لشركة الافق العالمية للصم احمد العايد الذي درس الماجستير في مجال تفسير القرآن الكريم قال انه يوظف دراسته في إعداد وتنفيذ برامج دينية وتفسير القرآن الكريم بلغة الاشارة للصم والبكم، مبينا انه يعكس صورة تعاليم دين الإسلام السمحة في ظل ما يشهده العالم من ثورة تكنولوجية”.
واضاف ان الاسلام هو دين الأخلاق والذي بُعث من أجلها الصادق المصدوق وهو من قال “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.- (بترا - بشرى نيروخ)