باحث: الأزمة المالية فرصة لإبراز ريادة وإنجازات المصارف الإسلامية

MCT
MCT

عمان - الغد - قال باحث في التمويل الإسلامي إن ما يحدث من أزمات مالية واقتصادية عالمية في العصر الحاضر يمثل فرصة للمفكرين الاقتصاديين المسلمين ورجال الأعمال لإبراز ريادة المصرفية الاسلامية عن طريق إبراز مكاسبها وإنجازاتها.اضافة اعلان
وسلط الباحث محمد علي أبو شعلة، من الأردن، الضوء على التوجهات الغربية نحو المصرفية الإسلامية في ورقة عمله بعنوان "الأزمة المالية العالمية وأثرها في التوجهات الغربية نحو المصرفية الإسلامية"، داعيا الى توخي الحذر عند الابتكار والتجديد بحيث لا تكون هذه التحديات شكلية ومرتهنة بما تنتجه الأسواق المالية، بل يجب أن يكون التجديد منضبطا بضوابط المشروعية الى الجوانب العملية.
ولفت الى أن الأزمة المالية العالمية باتت تشكل تحديدا لكل الاقتصاديات العالمية، ومنها الاقتصاديات العربية والإسلامية بمختلف القطاعات وخصوصا القطاعات المصرفية، مشيرا إلى أن الصيرفة الإسلامية برزت لصمودها أولا، ولابتعادها النسبي عن التأثر بالأزمة.
ودعا أبو شعلة إلى تبني حلول إسلامية للأزمات التي تتمتع بها المصارف الاسلامية التي نادى بها النظام الاقتصادي الاسلامي منذ قرون، مؤكدا بأن تلك الدعوات لم تكن وليدة لحظة بل كان لها جذور منذ أزمان بعيدة.
وقال "لا بد من الاستمرار في الابتكار والتجديد في المعاملات المالية الاسلامية عن طريق الهندسة المالية الاسلامية وهذا جهد ملقى على كاهل الباحثين والمختصين في الصيرفة الاسلامية".
واشار الى أن الهندسة المالية الاسلامية لها دور مهم في متابعة التطوير والتنظير لمعاملات مالية إسلامية مواكبة للتوسع المصرفي، عبر تجريد النموج الإسلامي من الاجتهادات الذيلية التي حاولت أن تؤلف الإسلام لنظام السوق، فالمحذور من أن تكون تلك الاجتهادات الممسوخة وتلك الحيل الرخيصة سببا في الصد عن الاسلام ومنهجه الاقتصادي.
وبين أبو شعلة أن الأزمة المالية العالمية الراهنة تمثل وجها من وجوه حرب جديدة ميدانها المصارف وأسواق المال وأسلحتها السياسات المالية وخطط الإصلاح وعوامل الاستقرار والثبات في هذه الميادين، لافتا الى وجود كتابات كثيرة تحدثت عن أن الحرب العالمية هي مالية، لأن الأفق المالي العالمي يزداد كآبة وخطورة يوما تلو الآخر.
وتابع "فما حدث من تداعي النظم العالمية كافة نحو تطبيق إصلاحات للأنظمة المالية العالمية وخطط الطوارئ لحل الأزمة الواقعة وما رافقها من دراسات استشرافية لبحث سبل عدم التعثر مجددا أو الانهيار الكامل كلها جعلت الميدان مفتوحا للمصرفية الاسلامية لاثبات وجودها باعتبارها الوجه الأكثر بروزا للنظام الاقتصادي الإسلامي الذي آن له يكون ندا في هذه الحرب الكونية التي لن تكون الغلبة فيها إلا لمن تسلح بسياسات ثابتة متينة، تملك الحلول لمشاكل نظم آذنت بالأفول".
وأشار إلى أن الشريعة الإسلامية لم تفتأ تبرهن يوما بعد آخر، وفي كل ما ينوب الإنسانية في مسيرها، تقدم حولها الربانية المبثوثة ومبادئها المستمدة من الكتاب والسنة، مبينا أن المسلمين المؤمنين بشمول هذه الشريعة وصلاحها لكل زمان ومكان.
واستدل الباحث على الدعوات الصادرة من المفكرين والاقتصاديين ورجال السياسة وصانعي القرار التي ما زالت تتوالى وكلها تشيد بالنظام الاقتصادي وفعالية أدواته في ظل ما عانته وتعانيه النظم الرأسمالية القائمة التي غرقت في ظلمات الكساد والركود، وأغرقت معها دولا في مستنقعات الديون والمقامرات التي أهلكت الحرث والنسل.
وتطرق الباحث الى نظام الرهن العقاري في الولايات المتحدة والذي يعتمد على تمليك عقارات الأميركيين مقابل أقساط طويلة الأجل ويحرر المدين للبنك مقابل هذا الدين سندات للوفاء بهذه الديون ثم يقوم البنك بطرح هذه السندات في بورصة الأوراق المالية والحصول على ثمن بيعها وإعادة طرحها قروضا عقارية جديدة والتوسع فيها، وهكذا وحيث أن هذه السندات  مضمونة برهن العقار وآمنة إلى حد ما، فإن هذه السندات تلقى رواجا في البوصات الأميركية.
وخلص بالقول إلى أن الأزمة المالية العالمية نتجت بتأثر فقاعتين وهما سعر الفائدة وبيع الديون، حيث ارتبطت الأزمة بصورة أساسية بالارتفاع المتوالي لسعر الفائدة من جانب الاحتياطي الفدرالي الأميركي منذ العام 2004.