بازار الشمال ينهض من سبات "كورونا" ويزهو بمنتجات الجرشيات

Untitled-1-627
Untitled-1-627

صابرين الطعيمات

جرش- شاركت العشرات من السيدات المنتجات، مساء أول من أمس، في أحد المواقع السياحية في محافظة جرش، ببازار "الشمال الخيري" الذي عمل على تنظيمه فريق "انتماء" الذي يهدف إلى تسويق وترويج منتج السيدات الجرشي، الى جانب توفير وسائل دعم متعددة تدعم هذه المشاريع وتطورها وتنميها، لاسيما وأن هذه المشاريع تعرضت لانتكاسة كبيرة بسبب جائحة كورونا.اضافة اعلان
وافتتح محافظ جرش الدكتور فراس أبو قاعود البازار بحضور واسع ولافت من قبل المجتمع المحلي، ومختلف المؤسسات الأهلية والرسمية والمحلية، وحضور كبير من المواطنين الذين افتقدوا هذه المناسبات والنشاطات التي تركز على المنتج الجرشي وتسوقه وتوفره بين أيادي الزوار على مدار الساعة.
وتسوق الحضور من البازار لساعات طويلة بين أحضان الطبيعة الخلابة، ويقع بين بلدتي سوف وساكب، ويحتضن منتجات السيدات من المواد الغذائية والمونة المنزلية والحلوى الشعبية بمختلف أنواعها، فضلا عن إنتاج الخزفيات والفخاريات والملابس الشعبية والمطرزات التراثية والصابون البلدي وغيرها من مختلف المهن التي تتميز بها محافظة جرش.
وبدورها، قالت ضيف الشرف في البازار الشيف علا نيروخ، إن محافظة جرش مميزة منذ مئات السنين بمنتجاتها وخيراتها التي تؤرخ الماضي والحاضر، منتجات مميزة لأبنائها الفلاحين الذين ما يزالون يتمسكون بحضارتهم وإرثهم رغم كل الظروف التي تحيط بنا والاختلالات الطبيعية التي تمر بها المنطقة.
وأوضحت أن المرأة الجرشية أثبتت قدرتها على الإنتاج والعمل وإدارة المشاريع المنزلية الناجحة، التي لا ينقصها سوى التسويق والدعم المعنوي والمادي، وهذه البازارات والمهرجانات التي توقفت بسبب ظروف الجائحة هي من أهم الوسائل في إحياء المنتج الجرشي وتطويره وتسويقه محليا ودوليا.
وأكدت نيروخ أنها تحرص على حضور الفعاليات كافة التي تختص بها محافظة جرش وسيداتها؛ نظرا للأهمية السياحية والتاريخية والطبيعية للمحافظة، فضلا عن ميزات المنتج الجرشي الذي يسوق في دول العالم كافة، وهي ستعمل على المساعدة على تسويق المنتج الجرشي عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ومختلف وسائل الإعلام لجودة المنتج ونوعيته وأسعاره المناسبة وأهمية هذه المشاريع للسيدات المعيلات لأسرهن.
وأضافت أنها تدعم هذه الفئات من مشاريع تمكين المرأة، التي تعد مصادر دخل حقيقية للسيدات وللأسر ذات الدخل المحدود خاصة من تقطعت بهم السبل بسبب ظروف الجائحة، لا سيما وأن المنتج الجرشي يفرض نفسه من خلال الجودة وإتقان الصنع والمنتج البلدي الطبيعي.
إلى ذلك، تفترش الخمسينية نور شناعة الأرض وهي تنتج أنواع الخبز العربي والبلدي كافة والحلوى الشعبية من الزلابيا وأقراص العيد والمعمول البلدية واللزاقيات في محافظة جرش منذ أكثر من عشرين عاما، وهي تعد مختلف أنواع الخبز منها خبز القمح وخبر الشراك وخبز الحمام وفطاير الكشك واللحمة ومناقيش الزعتر والزيت والجبنة، وتحرص على استخدام المكونات الطبيعية وتعد كل ذلك في المناسبات والاحتفالات كافة.
وحرصت شناعة على أن تقوم خلال البازار بإعداد الخبز طازجا أمام الزوار، وإدخال الفرحة لقلوبهم في تناول الخبز البلدي الساخن والشهي أمام أعينهم.
وقالت، إن عودة البازارات والمهرجانات لمحافظة جرش هي إحياء لمشاريعها وأسرها وهو طوق النجاة لهم من شبح الفقر، خاصة وأن هذه المشاريع هي مصدر رزق لآلاف الأسر الجرشية.
أما السيدة المنتجة سعاد النظامي، فقالت إنها تنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر لإعادة إحياء عملها في إنتاج المواد الغذائية الجرشية من السماق البلدي والزعتر والمقدوس واللبنة الجرشية ومخلل الزيتون والمربيات بمختلف أنواعها، وقد أعدت منتجاتها منذ أسابيع حتى تتمكن من المشاركة في هذا البازار الخيري.
وبينت النظامي أن الجائحة أوقفت عملهم بشكل نهائي خلال الفترة الماضية، خاصة وأنهم يعتمدون على المواسم السياحية وفصل الصيف في تسويق المنتج الجرشي والترويج له من خلال المهرجانات والبازارات، وورشات العمل التي تتمنى أن تعود كما كانت سابقا.
وقالت المشاركة نبيلة محمود إن هذا البازار هو بمثابة طاقة الفجر التي تنتظرها آلاف المشاريع الجرشية التي تديرها سيدات جرش وتعتمد على منتجاتها الزراعية الطبيعية في إعدادها، خاصة في هذه الفترة التي تعد فترة الذروة السياحية للمحافظة.
وأوضحت أن عملها في إنتاج العسل الطبيعي من المناحل الخاصة التي تملكها أتاح لها الفرصة في تدريس أبنائها في الجامعات وإيفاء متطلبات منزلها.
وأضافت أن البازار فرصة لإحياء المنتج الجرشي الذي تعرض لانتكاسة اقتصادية كبيرة بسبب الجائحة، وهو بأمس الحاجة حاليا للدعم المعنوي والمادي والتدريب والتطوير والتأهيل. وتتمنى أن تمتد أيام البازار لوقت أطول، حتى يتسنى لهن بيع عدد أكبر من المنتجات.
وبدورها، قالت مسؤولة بازار الشمال الخيري من مبادرة "انتماء" نور البرغوثي، إن عدد الحضور ومدة البازار كانا محصورين بالظروف الصحية ووفق البروتوكول الصحي المعتمد حاليا في المملكة حرصا على صحة المواطنين والزوار والسيدات المنتجات، وفي حال تحسنت الظروف الصحية ستكون المهرجانات والأنشطة كافة على نطاق أوسع منذ ذلك.
وأوضحت أن البازار كان ناجحا بكل المقاييس نظرا لعدد الحضور وعدد السيدات المشاركات ونسبة المبيعات خلال البازار، رغم عدد الحضور ومدة البازار.
ومن الجدير بالذكر أن سيدات جرش أسسن فريق "انتماء"، الذي يهتم ويعنى بتسويق المشاريع الإنتاجية للسيدات الجرشيات والتركيز على تطوير المهارات الأساسية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي توفر مصادر دخل ثابتة للأسر، بحسب البرغوثي.
وأوضحت أن هذه المبادرة تعمل حاليا على إقامة البازارات والمهرجانات التسويقية التي تشارك فيها العشرات من السيدات المنتجات ويتم تسويق المنتج الجرشي من خلال الزوار والإعلان والتسويق والترويج للمنتج الجرشي الذي تميز منذ سنوات طويلة، وتعرض لانتكاسة كبيرة بسبب ظروف الجائحة.
ودعت السيدات المنتجات والمتميزات بحرف ومهن معينة للمشاركة بمختلف الفعاليات التي تنفذها المبادرة، خاصة وأن هذه المشاريع تركز على المشاريع الإنتاجية الصغيرة والمتوسطة، وأهمها المطابخ الإنتاجية والحرف والمهن اليدوية التي يطلبها زوار المملكة وسياحها من مختلف دول العالم.
وقالت المنتجة أم معاذ زريقات، إن الجائحة تسببت في خسائر فادحة لهم وأغلقت المئات من المشاريع؛ بسبب توقف كامل للمهرجانات والبازارات وقطاع السياحة بشكل عام، وهذه المشاريع الصغيرة التي تدير معظمها السيدات كانت تتميز بها محافظة جرش ويطلبها الزوار منها بشكل خاص.
وأكدت أن مبادرة "انتماء" تسهم في تسويق المنتج الجرشي وتطوره وتعمل على إحياء هذه المشاريع مجددا من خلال الترويج لها والتسويق، خاصة وأن تسويق المنتج الجرشي من أهم أساسيات العمل فيه وتطويره وتوسعته، وتوفير فرص عمل إضافية لسيدات المجتمع المحلي.
ومن جهته، قال محافظة جرش الدكتور فراس أبو قاعود، خلال رعايته افتتاح البازار، إن محافظة جرش تدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة كافة، خاصة التي تتعلق بتمكين المرأة، لاسيما وأنهن سيدات معيلات لأسرهن.
وأوضح أن السيدات العاملات هن من استفدن من الميزات السياحية والتاريخية والأثرية للمدينة الأثرية، وهي ميزة أخرى لمحافظة جرش يجب التركيز عليها ودعمها بكل الطرق، خاصة وأن هذه المشاريع مرتبطة بالجانب السياحي لمحافظة جرش، وهي عامل جذب سياحي آخر للسياحة.
وقال أبو قاعود إن المبادرات التي تنفذ وتخدم هذه الفئات من المبادرات تحتاج لدعم وعمل وجهد من الجهات المعنية كافة حتى تحقق الهدف الذي أسست من أجله، وأهم هذه الأهداف هو دعم المنتج الجرشي ودعم أرباب الأسر وتوفير فرص عمل جديدة لقطاع الشباب.
وأثنى مدير سياحة جرش فراس الخطاطبة على هذه المبادرات النسائية التي تسعى من خلال عملها إلى إقامة المشاريع والفعاليات التي تدعم المنتج الجرشي بمختلف أنواعه، وتركز على عمل السيدات فيها وتسوق للمنتج الجرشي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بقطاع السياحة.
وأضاف أن مديرية السياحة حريصة على تقديم أنواع الدعم كافة لهذه المشاريع والمبادرات التي تعد نافذة تسويقية وترفيهية وثقافية واقتصادية تنتظرها السيدات الجرشيات بفارغ الصبر، لتعويض جزء من خسائر الجائحة التي أثرت في عملهم وفي التسويق وكمية الإنتاج.