باسل وشركاؤه: طلاب جامعيون يؤسسون شركة لتدوير الجينز في صناعة الأكسسوارات والحقائب

حلا أبو تايه

عمان- لم يكن يعلم باسل سلو، طالب السنة الخامسة في تخصص الهندسة المدنية بجامعة الزرقاء الخاصة أنّ تأسيس شركة "جنزاتكم" ستعلّمه الكثير من الانضباط وتنظيم الوقت بالشكل الأمثل وتحمّل ضغوط العمل الهائلة والعمل بروح الفريق.
واعتمد باسل وزملاؤه في تأسيس شركتهم على مفهوم يكاد يغيب عن المجتمع العربي بشكل عام وهو "إعادة التدوير"؛ إذ بدأوا بجمع قماش الجينز التالف والقديم من البيوت ليزينوا به منتجات الأقلام والدفاتر والحقائب.
يقول باسل: "شركة جنزاتكم "بدأت برأس مال لا يتجاوز 300 دينار واستغلّت قماش الجينز الموجود في منازل الأردنيّين والعمل على إعادة تدويره بحيث تقوم الشركة من خلال مادة الجينز القديمة بصناعة الأكسسوارات واستحداث غلاف للدفاتر والأقلام والحقائب، ما يعطي شكلا جديدا وأنيقا لتلك المقتنيات".
وأكّد باسل أنّ شركة "جنزاتكم" المؤسّسة من خلال برنامج تأسيس الشركة التابع لمؤسّسة إنجاز والمدعوم من وزارة التخطيط والتعاون الدولي استطاعت خلال فترة العمل الأولى من تحقيق أرباح تجاوزت 3 أضعاف رأس مالها في البداية.
وبيّن أنّ شركة" جنزاتكم "واجهت بعض المعيقات في بداية عملها؛ حيث أنّ السوق مشبع بالمنتجات المشابهة والمستوردة وبأسعار أقل من منتجات الشركة إلا أنّ جودة المنتجات التي صنعتها الشركة تفوق جودة الكثير من البضائع المستوردة.
وبيّن أنّ التحاقه ببرنامج تأسيس الشركة صقل شخصيته بشكل كبير بحيث تعلم قبول الرأي والرأي الآخر واحترامه، سيما ان أجواء العمل الجماعية تستدعي احترام الآخرين وآرائهم.
ويطمح باسل ورفاقه للعمل على إنشاء معمل خاص بهم، ما يزيد من إنتاجية الشركة ويقلل الكلفة على المنتجات ويؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة المبيعات، مشيراً إلى أن منتجات الشركة كانت مطلوبة في السوق المحلية بشكل كبير كون جودتها أعلى من المستورد.
وينصح باسل شباب الجامعات بالاستفادة من البرامج التي تقدّمها عمادة شؤون الطلبة التي تعمل على صقل شخصياتهم وإخراجهم للحياة العملية خلال فترة الدراسة.
ويرجع باسل وزملاؤه الفضل في ما وصلوا إليه الآن من نجاح في الحياة العملية إلى الدورات التي قدمتها شركة إنجاز وهم على مقاعد الدراسة، والتي أعلنت خلالها عن برنامج تأسيس الشركة والمدعوم من وزارة التخطيط والتعاون الدولي والتي تعلم منها الطلاب كيفية تأسيس الشركات وماهية المهارات التي تتطلبها إدارة الأعمال، فضلا عن كيفية التخطيط وإعداد الخطة المالية.
وبدأت مؤسّسة إنجاز أعمالها العام 1999 كبرنامج وطنيّ يُعنى بتحفيز وإعداد الشّباب الأردنيّ ليصبحوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم وينجحوا في مسيرتهم المهنيّة، ثمَّ انطلقت العام 2001 تحت رعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظَّمة وبدعم من الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّةUSAID لتصبح مؤسّسة أردنيَّة مستقلَّة غير ربحيَّة.
واستفاد حتى اليوم من برامج المؤسَّسة حوالي المليون طالب وطالبة في جميع محافظات المملكة من خلال شبكة متطوِّعي إنجاز التي تجاوزت 23200 متطوِّع على مدى السنوات ومن خلال الشراكة مع القطاع الخاص والعام وقطاع مؤسَّسات المجتمع المدني.

اضافة اعلان

[email protected]