بالتزامن مع ذكرى "النكبة": الاحتلال يطوق "الأقصى"

نادية سعد الدين

عمان- أحيا الفلسطينيون، أمس، الذكرى الـ"74" "للنكبة"، بفعاليات وأنشطة شعبية حاشدة جابت عموم فلسطين المحتلة، في ظل انتشار كثيف لقوات الاحتلال الإسرائيلي لقمع الغضب الفلسطيني أثناء تأمين الحماية الأمنية المشددة لاقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، الذي طوقه الاحتلال بعناصره المُدججة بالسلاح.اضافة اعلان
وتقاطر الفلسطينيون في مهرجان مركزي حاشد نظم في مدينة رام الله بالضفة الغربية، تحت شعار "كفى 74 عاماً من الظلم والكيل بمكيالين"، بمشاركة رسمية وشعبية فلسطينية واسعة، وسط دوي صفارات الحداد لمدة 74 ثانية، بعدد سنوات "النكبة"، وهتافات تؤكد التمسك بحق العودة، ومواصلة النضال الفلسطيني ضد عدوان الاحتلال.
فيما انطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة من أمام ضريح الشهيد الفلسطيني ياسر عرفات باتجاه ميدان المنارة في رام الله، ورفع خلالها علم فلسطين، والرايات السوداء، ومفاتيح العودة، كما عمت الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والمهرجانات الخطابية، المطالبة بإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني.
وقال الرئيس محمود عباس، بكلمة له في ذكرى "النكبة"، إن "الصمود على الأرض والتمسك بها والبقاء عليها، مهما بلغت الصعاب والتعقيدات وجرائم الاحتلال الوحشية، هو الرد الأمثل على النكبة، وعلى عقلية التطهير العرقي والاستيطان والتهويد".
وأكد تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعة، خاصة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمته القدس المحتلة، وتأكيد حق العودة وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس القرار 194 ومبادرة السلام العربية، داعياً للوحدة الوطنية في مواجهة عدوان الاحتلال.
ودعا الرئيس عباس، المجتمع الدولي إلى التخلي عن صمته وعن سياسة الكيل بمكيالين، التي كانت سببا في إمعان الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائمه والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، وتقويض كل جهود السلام.
وبالمثل؛ دعا المجلس الوطني الفلسطيني، لإنهاء الإنقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية، في مواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي، منوها إلى إن الشعب الفلسطيني يحيي ذكرى النكبة، التي كانت محصلة لأبشع جريمة ارتكبت بحقه على يد العصابات الصهيونية المدعومة من قوى الاستعمار الغربي.
فيما أكدت حركة "حماس" أنه "لا شرعية ولا سيادة للاحتلال" على شبر من أرض فلسطين التاريخية، "وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى، الذي كان وسيبقى إسلاميا خالصا"، مؤكدة أن "المقاومة الشاملة، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة، السبيل والخيار في مواجهة الاحتلال، وصولا لانتزاع الحقوق الوطنية المشروعة".
ودعت إلى تشكيل جبهة وطنية، وفق استراتيجية نضالية مقاومة، حتى إنجاز تطلعات التحرير والعودة وتقرير المصير"، داعية جماهير الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، إلى "تعزيز تضامنهم، وحشد التأييد لصمود الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع".
بدورها؛ أكدت حركة "الجهاد الإسلامي" المضي في "النضال ضد الاحتلال حتى تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال والعيش بكرامة على أرض فلسطين من بحرها إلى نهرها".
ودعت الحركة إلى "تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني وفصائله في مواجهة العدو الصهيوني، وجعل المقاومة أولوية أساسية لكل القوى والتيارات"، بوصفها "السبيل الوحيد للخلاص من المحتل، واسترداد الحقوق الوطنية السليبة".
وكان الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء قد أشار، أمس، إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الغوث الدولية "الأونروا" حتى كانون أول 2020، بلغ نحو 6.4 مليون لاجئ فلسطيني، فيما بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ نكبة عام 1948 (داخل وخارج فلسطين) نحو مائة ألف شهيد، منهم 11,358 شهيداً، منذ العام 2000 حتى نهاية الشهر الماضي.
وبالتزامن مع ذكرى النكبة؛ اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، باحات المسجد الاقصى المبارك، من جهة "باب المغاربة"، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، في ظل تصدي الفلسطينيين لهم بالصلوات والتكبيرات.
فيما رفعت شرطة الاحتلال حالة التأهب، وعززت من قواتها في القدس المحتلة، استعدادا لأحداث ذكرى النكبة، وقمع الغضب الفلسطيني أثناء تأمين اقتحامات المستوطنين للأقصى.
وانتشرت شرطة الاحتلال عند أبواب الأقصى وفي ساحاته، كما رافقت المقتحمين خلال جولتهم في المسجد، واحتجزت هويات الوافدين إلى المسجد، قبل السماح لهم بالدخول اليه.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، بأن المستوطنين اقتحموا المسجد من باب المغاربة على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وقام بعضهم بتأدية شعائر تلمودية في الجهة الشرقية وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.
وفرضت شرطة الاحتلال قيوداً مشددة على دخول الفلسطينيين من أهل القدس وفلسطين المحتلة عام 1948 للأقصى، واحتجزت هويات بعضهم عند البوابات الخارجية للمسجد.
وتأتي هذه الاقتحامات استجابة لدعوات ما تسمى "جماعات الهيكل"، المزعوم، لجمهورها من المستوطنين المتطرفين إلى "اقتحام مركزي" للمسجد الأقصى، لإحياء ما يسمى "الفصح العبري الثاني"، وأداء الصلوات وتنفيذ الجولات الاستفزازية داخل باحاته.
في المقابل، وجه الناشطون الفلسطينيون دعوات لتكثيف الرباط والتواجد في المسجد الأقصى، والتصدي لاقتحامات المستوطنين، وإفشال مخططات التهويد في مدينة القدس المحتلة.
من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، عزت الرشق، أن قيام ما يسمَى "جماعات الهيكل الصهيونية" المتطرفة باقتحام المسجد الأقصى، أمس، وبحماية قوات الاحتلال، استفزاز خطير، وينذر بتصعيد مفتوح تتحمَل سلطات الاحتلال مسؤوليته.
في حين طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، المجتمع الدولي والإدارة الأميركية بالتدخل والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الاقتحامات، منوهة إلى التنسيق الأردني والفلسطيني المتواصل ومتابعة القضية على المستويات الأممية والدولية لدفعها لتحمل مسؤولياتها تجاه الانتهاك الخطير للواقع القائم في القدس ومقدساتها.