برشلونة وميسي يعطيان سانتوس ونيمار درسا في التواضع

دائرة فريق برشلونة تتسع مع الألقاب الجديدة -(ا ف ب)
دائرة فريق برشلونة تتسع مع الألقاب الجديدة -(ا ف ب)

نيقوسيا- لا احد بامكانه التشكيك بموهبة نيمار، النجم الصاعد في سماء الكرة البرازيلية، لكن نجم سانتوس تلقى أول من امس الاحد درسا في التواضع على يد الارجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه في برشلونة الاسباني الذين احرجوا بطل اميركا الجنوبية بالفوز عليه 4-0، ليتوجوا ابطالا لكأس العالم للاندية للمرة الثانية.اضافة اعلان
“يجب ان نتمتع بالتواضع...نحن خسرنا امام افضل فريق في العالم”، هذا كان لسان حال مدرب سانتوس موريسي راماليو بعد مواجهة برشلونة حيث اكد بان على فريقه ان لا يشعر بالخجل نتيجة هذه الهزيمة، مضيفا “واجه برشلونة الكثير من الفرق حول العالم ولا احد بامكانه الفوز عليهم. قد يتمكن احد الفرق من تحقيق ذلك في نهاية المطاف، لكن لا اعتقد ان الامر ممكن في الوقت الحالي. لا اعتقد ان الامر كان محرجا ولم يكن ضربة قاسية بالنسبة لنا”.
من المؤكد ان على نيمار، ابن التاسعة عشرة والمرشح انتقاله الى اسبانيا في المستقبل القريب، ان لا يشعر بالكثير من الاحراج لانه ليس النجم الوحيد الذي تذوق مرارة مواجهة النادي الكاتالوني، فليسأل النجمين الكبيرين الاخرين البرتغالي كريستيانو رونالدو والانجليزي واين روني عن صعوبة الارتقاء الى مستوى التحدي الذي يواجهه اي لاعب عندما يلعب وجها لوجه امام كتيبة المدرب جوسيب غوارديولا بقيادة ميسي الذي اكد مجددا انه افضل لاعب في العالم دون منازع بتسجيله ثنائية في مرمى بطل كوبا ليبرتادوريس، رافعا كأسه الثامنة عشرة مع “بلاوغرانا” منذ ان استهل مشواره مع الفريق الاول العام 2004، بينها سبعة خارج المنافسات المحلية (ثلاثة في دوري ابطال اوروبا واثنان في كأس السوبر الاوروبية واثنان في كأس العالم للاندية).
وسخرت صحيفة برازيلية بشدة من مواطنها نيمار،ولم ترحم صحيفة (مايس إسبورتس دي ساو باولو) اللاعب الصاعد (19 عاما) الذي لم يقدم أي شيء يذكر في المباراة وقالت في عنوان صفحتها الرئيسية “ابحث عن الطفل المفقود”، ووضعت صورة لنيمار على وجهه علامات امتعاض طفولية. وقالت الجريدة بكتابة بخط أصغر في الصفحة الرئيسية “شوهد آخر مرة وهو مسافر لليابان، تدور الشكوك حول أن بعض الإسبان بمساعدة أرجنتيني قاموا بتعذيبه، على من لديه معلومات الاتصال بجمعية أرامل الملك بيليه”.
يشار إلى أن نيمار نفسه قال عقب نهاية اللقاء يوم الأحد أن برشلونة “علّم” فريقه كيفية لعب كرة القدم، مؤكدا أن الفريق الكتالوني يعتبر “الأفضل” على مستوى العالم
ورغم احراج الهزيمة الكبيرة امام النادي الكاتالوني الذي توج امس بلقبه الخامس في 2011 بعد ان احرز القاب الدوري الاسباني وكأس السوبر الاسبانية ودوري ابطال اوروبا وكأس السوبر الاوروبية يضيف اليها اللقب العالمي للمرة الثانية بعد العام 2009 ليصبح اول فريق ينال هذا الشرف، تحلى نيمار، كما حال مدربه، بالشجاعة الكافية ليقول بان برشلونة لقن فريقه درسا في كرة القدم، مظهرا نضوجا ومنطقية لا يتمتع بهما نجم من طراز رونالدو الذي لم يعط “بلاوغرانا” حقه رغم الهزائم المتكررة التي الحقها بفريقه ريال مدريد واخرها قبل ايام معدودة في معقل النادي الملكي “سانتياغو برنابيو”.
“ما قدمه برشلونة اليوم كان رائعا”، هذا ما قاله نيمار لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد مباراة أول من أمس ، مضيفا “كانوا متفوقين تفوقا هائلا. لقد تعلمنا اليوم كيف نلعب كرة القدم. لطالما كنت اتعلم وانا اشاهد هذا الفريق يلعب، لكن ما يمكن تعلمه على ارض الملعب أكثر بكثير. من المؤكد اني سآخذ هذه المباراة كدرس لي”.
كانت هيمنة برشلونة على لقاء الامس واضحة من خلال استحواذه على الكرة بنسبة 71 بالمائة، و”ما تخيله اللاعبون في اذهانهم طبقوه على ارضية الملعب” بحسب مدربهم غوارديولا الذي اهدى لقبه الثالث عشر خلال ثلاثة اعوام ونصف مع “بلاوغرانا” الى مهاجم الفريق دافيد فيا الذي تعرض لاصابة في نصف النهائي امام السد القطري ستبعده عن الملاعب حتى نهاية الموسم.
واضاف غوارديولا “افتقدناه كثيرا. تحدثت اليه كثيرا (منذ تعرضه للاصابة) واريد التحدث اليه اليوم (أول من امس)”، مشيدا بلاعبيه الذين تذكروا زميلهم فيا بقمصان خاصة تحية له.
ولم تكن الاشادة ببرشلونة محصورة بغوارديولا او نيمار، اذ تحدث قائد سانتوس لموقع الاتحاد الدولي قائلا: “ان تسجيل هدف في مرمى هذا الفريق شيء صعب جدا جدا. لقد تحدثنا كثيرا بهذا الشأن، لكن الامر يختلف تماما على ارض الواقع، مع هذه السيطرة على الكرة والصبر والترابط التام فيما بينهم. ان الامور تبدو احيانا واضحة كل الوضوح، لكن فجأة يظهر احدهم داخل المنطقة ولا يعرف المدافعون من أين جاء”.
ورد نجم وسط برشلونة تشافي هرنانديز على الاشادة القادمة من سانتوس وعن الدرس الذي تعلمه لاعبوه الاخير، قائلا “حسنا، اذا كانوا يقولون هذا... اعتقد انه يعطي فكرة واضحة عن شخصيتهم”.
وتحدث تشافي عن المستوى المميز الذي اعتاد برشلونة على تقديمه في المباريات الحاسمة، قائلا “نحن نعشق المباريات النهائية. الخبرة التي اكتسبناها في كل هذه المباريات النهائية في الاونة الاخيرة تجعلنا ننزل ارض الملعب باعصاب هادئة. في يوم كهذا، نركز على اننا سنلعب فقط بطريقتنا التي ستمكننا من تحقيق نتيجة جيدة، وينجح الامر. لحسن الحظ، نجح الامر هذه المرة ايضا”.
اما المدافع البرازيلي لبطل اوروبا داني الفيش فقال بدوره: “الحقيقة هي ان القليل فقط من الفرق، ان كانت حتى موجودة، تملك الامكانات الفردية الموجودة في فريقنا. عندما نلعب بمستوى هذه الامكانات يصعب على اي فريق، وليس على سانتوس وحده، ان يهزمنا”.-(وكالات)