قبل الحديث عن اجتماع أندية دوري المحترفين لكرة القدم مع لجنة التعليم والشباب بمجلس النواب، أول من أمس، أود التطرق سريعا لملحوظة مهمة برزت في مباراة كأس السوبر بين فريقي الوحدات والجزيرة يوم الأحد الماضي، تتعلق بـ"تطبيق بروتوكول صحي مشدد حفاظا على السلامة العامة، والتي تشكل أولوية رئيسية لدى الاتحاد"، وهو أمر ثبت أنه "على الورق" فقط، وبعيد عن التطبيق على أرض الواقع، بدلالة حالة الاكتظاظ وغياب التباعد عند تسلم اللاعبين الميداليات خلال مراسم التتويج وغياب ارتداء الكمامات "إلا ما ندر"، ويضاف إلى ذلك حالة الاكتظاظ التي كانت ستتم في غرف غيار اللاعبين لولا رفض نادي الجزيرة القبول بغرفة واحدة.
أقول ذلك وقد شهدت الأيام الماضية ارتفاعا ملحوظا في عدد الإصابات ونتائج الفحوصات الإيجابية لفيروس كورونا بين أفراد المنظومة الرياضية العاملة في الأندية، وخصوصا اللاعبين، وبالتالي لا بد أن تتم الإجراءات الصحية بدقة، لاسيما وأن مسابقة دوري المحترفين ستنطلق غدا.
بالنسبة لاجتماع اللجنة النيابية الذي تم بحضور وزير الشباب محمد النابلسي مع رؤساء وممثلي أندية المحترفين، فإن الهدف من الاجتماع يفترض أن يفضي إلى نتائج ملموسة وتنفيذية من قبل الحكومة، التي سمعت بمطالب الحركة الرياضية ومنها الأندية أثناء جلسات مناقشات الموازنة قبل نحو شهرين ونيف، وبالتالي لا بد من وجود آلية معينة يمكن من خلالها دعم الأندية خارج نطاق الدعم البسيط الذي تقدمه وزارة الشباب والذي لا يغطي ربما قيمة فواتير الماء والكهرباء والاتصالات خلال العام.
ومع ذلك، فإن الاتحاد الذي يشتكي من تقلص الدعم الحكومي، معني أيضا بمساعدة الأندية بشتى الطرق، كما هي الأندية مطالبة بمساعدة نفسها، من خلال اختيار إدارات قادرة على العمل وجلب الاستثمار والقدرة على التسويق، والحديث عن إمكانية إجراء تعديلات على نظام الأندية الرياضية، يعيدنا إلى سؤال متكرر "لماذا فشلت الوزارات المتعاقبة في إقرار نص صريح يلزم جميع الأندية بعدم السماح لرئيس النادي بالترشح لأكثر من دورتين متتاليتين؟"، ما قد يؤكد تحريك المياه الراكدة في بعض الأندية ويساعدها على التنوع والمنافسة الإدارية لمصلحة النادي.
أعتقد أن هناك الكثير من العمل ينتظر الجهات المعنية والأندية على حد سواء، للخروج برؤية واقعية ومنطقية قابلة للتنفيذ، وتفضي إلى حلول متدرجة الآجال، بدلا من تكرار الكلمات نفسها سواء من خلال الحاجة إلى مزيد من المعونات، أو من التهديد المتواصل بأن مصير معظم الأندية هو الإغلاق، ليس بسبب جائحة كورونا فحسب، وإنما نتيجة الديون الكثيرة وعدم القدرة على تسيير أمور الأندية.
نقطة أخيرة لم أجد لها تفسيرا، تتمثل في غياب الحديث عن رابطة أندية المحترفين، التي يُجمع الجميع على مدى فائدتها في المرحلة المستقبلية، شريطة أن تكون ولادتها غير عسيرة إلى الحد الذي يهدد مصير "الجنين".