بروكسل تبحث آليات تجفيف مصادر تمويل الإرهاب

بروكسل - تستضيف بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي اعتبارا من الأربعاء القادم مؤتمرا حول الأمن ومكافحة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله في ظل تنامي خطر الجماعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين خاصة مع انكشاف مصادر دعمها المالي. ويأتي المؤتمر الذي تنظمه جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربي في باريس والمركز الأوروبي لسياسات المعلومات والأمن في مقر البرلمان الاتحادي البلجیكي في بروكسیل تحت عنوان "وقف تمويل الجماعات الإسلامية في أوروبا.. النتائج، العقبات، والحلول".اضافة اعلان
وينعقد هذا المؤتمر بينما تستشعر أوروبا خطرا متناميا للجماعات الإرهابية وعلى ضوء الإدراك المُتزايد في الدول الأوروبية للتحدّيات الأمنية الكبيرة التي تواجهها مؤخرا. وأصبحت الدول الأوروبية أكثر إدراكا لهذا الخطر بعد أن أتاح مناخ الحريات فيها فرصة لجماعات متطرفة مثل الإخوان المسلين التحرك بكل سلاسة وتمويل نشاطاتها.
كما أصبحت هذه الدول أكثر قناعة بأهمية بذل المزيد من الإجراءات لمكافحة الإرهاب، وذلك بالتوازي مع اعتماد آليات لوقف الدعم المالي للجماعات الإرهابية التي بات يتصدرها تنظيم الإخوان المُسلمين، خصوصاً وأنّ مصادر الدعم المالي لهم أصبحت مكشوفة.
وكانت بريطانيا التي ساهمت في نشأة واستمرار منظمة الإخوان من خلال تمويلها الذي بدأ منذ أن قدم رئيس شركة قناة السويس 500 جنية لمؤسس الجماعة "حسن البنا " في الثلاثينات لبناء مسجد ومدرسة في الإسماعيلية، حتى احتضانهم داخل أراضيها وفتح المجال لهم لإنشاء معاهد تعليمية ومدارس إسلامية أهلية تعتمد على مناهج مقررة من الجماعة، قد استفاقت مؤخرا للخطر الذي اقترفته ــ وستواصله حفاظا على مصالحا ــ مطالبة بحملة غربية ضد التظرف الإسلامي.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في السابع من الشهر الجاري " من الخطأ تماما أن يستغل الإسلاميون الحريات هنا في المملكة المتحدة ومن الواضح تماما أن بعض الجهات المرتبطة بالإخوان المسلمين مستعدة لغض الطرف عن الإرهاب".
ومن جانبه شدد ريكاردو بارتزكي، رئيس المركز الأوروبي لسياسات المعلومات والأمن على أهمية تجفيف منابع الإرهاب الدولي ومراقبة عملياته المالية، والتي تشهد توسعا نتيجة للفساد والجشع لدى بعض الأفراد من منظور مصالحهم الضيقة.
وقال "نسعى للقضاء على الفساد ودعم الإرهاب والعنف الدولي، لنتمكن جميعاً من جعل عالمنا أكثر آمانا ونحافظ على ثقافات وحضارات الشعوب كافة".
وتجدر الإشارة أن الندوة ستشهد مشاركة عدد هام من السياسيين وخبراء مكافحة الإرهاب في أوروبا، على غرار النائب في البرلمان البلجیكي نادیا سمینیت عمدة مدینة لوندرزیل، روبرتا بونازي رئیسة الجمعیة الأوروبیة للديمقراطية، جاك میارد عضو الشرف في البرلمان الفرنسي وعضو سابق في لجنة الشؤون الخارجیة، ریكاردو بارتزكي رئیس المركز الأوروبي لسیاسات المعلومات والأمن، كوین متسو رئیس لجنة مكافحة الإرھاب في البرلمان البلجیكي، ستیفین میرلي محققق وخبیر أميركي استخباراتي، وكریم إفراك عضو مؤسس لفیدیرالیة المسلمین الجمھوریین في فرنسا. ويُقدّم المؤتمر نضال شقیر رئیس جمعیة الصحافة الأوروبیة للعالم العربي.
يذكر أن المحقق الأميركي والخبير الاستراتيجي ستیفین میرلي، المُشارك في المؤتمر، قد انتهى من إعداد تقرير بحثي حول دور بعض الدول في دعم الإرهاب العالمي، وفي مقدمتها 
 دولة عربية ، حيث وثق لما توصّل إليه بالعديد من الإحصاءات والوثائق الداعمة.
واعتبر نضال شقير رئيس جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربي أن هذا المؤتمر يأتي في إطار حملة تقوم بها عدد من الجمعيات والشخصيات الأوروبية لمكافحة الجماعات الإسلامية في أوروبا، والتي أصبحت تشكل خطراً حقيقياً على المجتمعات والقيم الأوروبية.
وقال "إنها مناسبة لتوجيه رسالة صارمة للدول التي تدعم الجماعات الإسلامية في أوروبا، بضرورة وقف دعمهم فورا، تحت طائلة الملاحقة القانونية أمام القضاء الأوروبي والدولي".-( وكالات)