بريطانيا: مؤيدون لترامب يدعمون ناشطا معاديا للإسلام

الرئيس الأميركي دونالد ترامب- (أرشيفية)
الرئيس الأميركي دونالد ترامب- (أرشيفية)

لندن- يبدي مؤيدون للرئيس الأميركي دونالد ترامب دعما لناشط معاد للإسلام حكم عليه بالسجن بتهمة إهانة المحكمة، ما يثير مخاوف من صعود جديد لليمين البديل.اضافة اعلان
وحكم على ستيفن ياكسلي لينون المعروف باسمه المستعار تومي روبنسون بالسجن 13 شهرا لنقله بثا مباشرا من أمام محكمة في انتهاك للقيود على نقل الأخبار في محيط المحاكم.
وروبنسون هو مؤسس رابطة الدفاع الإنجليزية وهي مجموعة هامشية من اليمين البديل تندد بالتهديد الذي يشكله التشدد الإسلامي كما أدين في سلسلة من الاتهامات من بينها الهجوم والتزوير وحيازة مخدرات.
والاسم المستعار الذي يستخدمه هو لمشجع كرة قدم مثير للشغب معروف.
وانتشرت إشاعات عدة حول القضية على وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا في الولايات المتحدة بين أوساط مؤيدي ما يعرف ب"اليمين البديل". واشتدت الحملة عندما اعاد دونالد ترامب جونيور نجل الرئيس الاميركي ارسال تغريدة تتضمن تعليقا حول روبنسون.
وكان ترامب نفسه تعرض لانتقاد شديد في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عندما اعاد ارسال ثلاث تغريدات تتضمن تسجيلات فيديو مضللة ومعادية للمسلمين كانت نشرتها مجموعة "بريطانيا أولاً" وهي أيضا من اليمين البديل.
ودافع ستيف بانون مسؤول الاستراتيجية السابق في البيت الابيض عن روبسون في مقابلة مع اذاعة "بي بي سي" الاسبوع الماضي وقال بعيدا عن الميكروفون ان هذا الاخير "دعامة" لبريطانيا.
ووصلت القضية إلى الأوساط الدبلوماسية بعدما أثار سام براونباك مبعوث ترامب للدفاع عن الحريات الدولية المسألة مع السفير البريطاني كيم داروتش خلال غداء في حزيران/يونيو الماضي.
إلا أن مجموعة "هوب نوت هيت" (الأمل لا الحقد) المعادية للعنصرية قالت ان القول بان روبنسون سُجن ظلما "غير صحيح وعمل تآمري"، مضيفة انه "عنصري عنيف من اليمين المتطرف".
وحذر فرانسيس ايليوت الصحفي لدى "تايمز" من أن قضية روبنسون إذا أضيفت إليها خيبة الأمل نتيجة بريكست والخوف من الهجرة يمكن ان تؤدي الى "عودة اليمين المتطرف" بتمويل "من اليمين البديل".
ونظمت تظاهرتان مؤيدتان لروبنسون مؤخرا في وسط لندن أدى خلالها بعض المشاركين التحية النازية وشهدتا صدامات عنيفة مع الشرطة ومتظاهرين مضادين.
كما تعرض عضو الكونغرس الجمهوري بول غوسار لانتقادات شديدة لالقائه كلمة في أحد هذه التجمعات خلال زيارة ترامب الى بريطانيا السبت الماضي.
وأعلن عمران صديقي المدير التنفيذي لفرع اريزونا لدى مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية في بيان "لا يمكن تفسير ان يلقي عضو في الكونغرس كلمة لا بل حتى يشارك في تجمع لصالح شخص يبث هذا الكم من الحقد والتعصب مثل تومي روبنسون".
بدأ اسم روبنسون يلفت الانظار عندما نظمت حركته تظاهرات في العام 2013 انتهت في الغالب بصدامات مع معارضين للفاشية.
وكان أودع السجن قبلا لاستخدامه جواز سفر شخص آخر لدخول الولايات المتحدة بعد ان كان ممنوعا من ذلك بسبب تهم متعلقة بالمخدرات.
في ايار/مايو أوقف روبنسون خارج محكمة في ليدز بشمال انجلترا وأقر بتهمة إهانة المحكمة. وحكم عليه آنذاك بالسجن عشرة أشهر وثلاثة أخرى لانتهاكه حكما مع وقف التنفيذ ايضا بازدراء المحكمة في قضية منفصلة.
وتخضع كل الاجراءات في المحاكم لقيود حول بث الاخبار من أجل تفادي أن تؤثر تقارير الاعلام على هيئة المحلفين.
وقال رحيم قسام رئيس التحرير السابق لدى موقع "برايتبارت لندن" والمساعد السابق لنايجل فاراج أكبر الداعين الى بريكست لفرانس برس انه يعمل على "تدويل" قضية روبنسون وتنظيم تجمعات لدعمه.
وتابع قاسم "عندما يرى اليسار ظلما فهو يسعى الى كسب دعم دولي ولسنا نبذل جهودا كافية من جانبنا"، مضيفا ان هذا التغيير في التكتيك هو "البداية فقط".
يقدم منتدى الشرق الاوسط ومقره الولايات المتحدة والذي ينتمي اليه قاسم دعما الى روبنسون "على المستوى القضائي والدبلوماسي والسياسي"، بحسب مدير المنتدى غريغ رومان.
فقد أنفق عشرات الاف الدولارات على نفقات الدفاع عن روبنسون ولتنظيم التظاهرات، بما في ذلك رحلة غوسار الى لندن.
وندد متحدث باسم "هوب نوت هيت" بالاهتمام الاميركي المتزايد في القضية واعتبر ان روبنسون "نقطة جذب لزمرة دولية من اليمين المتطرف والناشطين المعادين للمسلمين".
واضاف مشيرا الى "خطة واضحة" من شخصيات من اليمين البديل على غرار بانون "من أجل الضغط على سلطاتنا لتخفيف الحكم الصادر" بحق روبنسون، ان "يجب ان لا ندع هذه المحاولات للتأثير على نظامنا القضائي ومسار العدالة تنجح".
وكان روبنسون طعن بالحكم ومن المفترض ان تبت هيئة من ثلاثة قضاة في الامر بحلول نهاية الشهر الحالي.-(ا ف ب)