بسبب الجفاف والآفات.. توقع تراجع إنتاج الزيتون %50 بالكرك

مزارعون مع محصول الزيتون في معصرة بالكرك بانتظار عمليات العصر-(ارشيفية)
مزارعون مع محصول الزيتون في معصرة بالكرك بانتظار عمليات العصر-(ارشيفية)

هشال العضايلة

للموسم الثاني على التوالي، تواجه أشجار الزيتون حالة من الجفاف والتي تزامنت مع انتشار لافتي ذبابة الزيتون وتدرن الاشجار، في محافظة الكرك، وسط مخاوف بان يؤثر ذلك على جودة وكميات الانتاج.

اضافة اعلان


ومنذ أكثر من شهرين، بدا واضحا وخصوصا في مناطق زراعة الزيتون البعلية أن هناك مؤشرات واضحة على رداءة الموسم هذا العام لضعف الأحمال بسبب حالة الجفاف الناتجة عن تراجع كميات الهطول المطري، إضافة إلى انتشار لافت لآفة ذبابة الزيتون في مناطق زراعية واسعة بالمحافظة رغم حملات المكافحة التي تنظمها مديريات الزراعة.


ويخشى مزارعون بأن يكون الموسم الحالي مماثلا لموسم العام الماضي، حيث تراجع فيه الإنتاج إلى حوالي النصف مقارنة بالمواسم السابقة وبواقع 5 آلاف طن من الزيتون فقط.


وتعتمد الكثير من الأسر في مناطق عديدة من محافظة الكرك ومنها وادي الكرك ووادي بن حماد والعينا على موسم الزيتون كمصدر دخل أساسي، ما يعني أن تلك الأسر التي تراهن عن موسم الزيتون ستعاني مثل غيرها من المزارعين بسبب ندرة الامطار، وتلحق بمثيلتها محاصيل القمح والشعير جراء ضعف الموسم المطري، ما يتسبب بخسائر فادحة للمزارعين.


ويتوقع مزارعون ومسؤولون في مديرية زراعة الكرك، أن يشهد الموسم الحالي انخفاضا كبيرا في كميات إنتاج محصول الزيتون والزيت، ليكون شبيها للموسم الماضي، وأن تصل كميات الإنتاج بأحسن أحوالها إلى حوالي 5 آلاف طن من الزيتون وان تصل كميات الزيت المستخرج إلى حوالي 600 طن، إضافة إلى كميات.


وكان الموسم قبل الماضي شهد إنتاج زهاء 12 ألف طن من الزيتون في مختلف مناطق المحافظة، التي أنتجت بدورها نحو 1500 طن من الزيت، فيما تسببت كميات الإنتاج الكبيرة للزيتون إلى اكتظاظ معاصر المحافظة التي كانت تضطر للتوقف أياما عن استقبال زيتون المزارعين كي تتمكن من عصر الكميات الموجودة لديها، الأمر الذي دفع المزارعين بسبب فترة الانتظار الطويلة للانتقال إلى معاصر محافظتي العاصمة ومادبا للعصر.


ويؤكد مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة، أن الموسم الحالي سيكون مثل سابقه من حيث انخفاض كميات الإنتاج عن الوضع الطبيعي بالمحافظة والمقدر سنويا بحوالي 12 ألف طن، لافتا إلى أن الموسم الحالي يشهد ضعف أحمال الأشجار وخصوصا في المناطق البعلية، عازيا سبب ذلك إلى ضعف الموسم المطري من المعدل السنوي للمحافظة، إضافة إلى تأثر الأشجار في المناطق البعلية بالآفات الزراعية وخصوصا ذبابة الزيتون، معتبرا أن ذلك يعني انخفاض كميات الزيتون والزيت.


وأشار إلى أن تقديرات المديرية لكميات الزيتون للموسم الحالي لا تتجاوز 5 آلاف طن فقط، منها كميات كبيرة للعصر، يتوقع أن تنتج حوالي 600 طن من الزيت.


ولفت الطراونة إلى أن المناطق المروية سيكون إنتاجها جيدا للموسم الحالي وأفضل من بقية المناطق التي تعتمد على الزراعات البعلية، وهي التي تضررت كثيرا من موسم الجفاف والآفات الزراعية.


وأوضح أن المساحات المزروعة بالزيتون في الكرك تقدر بنحو 55 ألف دونم، بينها مساحات مروية وأخرى بعلية، مشيرا إلى أن هناك مساحات أخرى قيد الإنتاج خلال السنوات المقبلة، والتي ستعمل على زيادة الإنتاج السنوي من الزيتون والزيت.


وأضاف أن المحافظة تضم خمس معاصر منتشرة في جميع المناطق، وتخضع للرقابة الدائمة من قبل الكوادر الفنية في مديرية الزراعة، حرصا على سلامة المنتج وحقوق المزارعين والمواطنين بالحصول على زيت جيد وسليم، مشيرا إلى أن لجنة من الفنيين المختصين من المديرية تقوم بإجراء الفحص الميداني على معاصر الزيتون، للتأكد من جاهزيتها ونظافتها، لضمان جودة الزيت المستخرج منها، وإجراء الفحوصات المخبرية يوميا للزيت المستخرج من جميع المعاصر في المحافظة.


ودعا المزارعين إلى عدم قطف الزيتون قبل اوانه، للحصول على ثمار ناضجة وجيدة للكبس والعصر، كما دعا لتعبئة ثمار الزيتون في صناديق وأكياس الخيش لتهويتها وعصرها مباشرة بعد القطف لتلافي زيادة حموضتها، ولضمان جودة الزيت المستخرج .


وأكد أن المديرية تقوم العام الحالي وحرصا على سلامة البيئة المحلية بالتخلص السليم من مياه الزيبار الناتجة عن معاصر الزيتون، والتي كانت تسبب مشكلة للمديرية بسبب رفض مكب النفايات الصلبة استقبالها، بحيث تقوم المديرية حاليا بالتعاون مع جهات مختلفة بانشاء مكب خاص لمياه الزيبار قريبا من مكب المياه السائلة العادمة في منطقة اللجون بمساحة 50 دونما وبطاقة استبعابية تصل إلى حوالي 50 ألف متر مكعب.


وللعام الثاني، يشكو مزارعو زيتون بالكرك من تردي الموسم، بسبب ضعف الموسم المطري، وانتشار ذبابة الزيتون، الأمر الذي يعني تعرضهم لخسائر مالية كبيرة بسبب الكلفة الكبيرة للعناية بالأشجار الفترة الحالية وخصوصا ري الاشجار الدوري بسبب الجفاف.


وطالب المزارعون مديرية الزراعة بمراقبة المعاصر بشكل دائم أثناء تشغيلها في موسم العصر، حرصا على سلامة العملية، ولضمان حصول المزارعين والمواطنين على كمية زيت جيدة ومتناسبة مع الكميات التي يحضرونها للمعصرة، خصوصا على اثر شكاوى من تراجع كميات الزيت المستخرج من العصر في الموسم الماضي.


وتوقع المزارع محمد الجعافرة وهو من مزارعي الزيتون في منطقة ذات رأس بلواء المزار الجنوبي، أن الموسم الحالي سيكون أسوأ من سابقه، حيث أن أعدادا كبيرة من أشجار الزيتون ليس عليها أي جمل من الثمار جراء حالة الجفاف وتردي الهطول المطري في حين أن الثمار الموجود في الغالب هي مصابة بآفة ذبابة الزيتون التي تهلك الثمرة وتحولها الى جوفاء بدون مادة.


ويبين أن الموسم الحالي سيلحق خسائر بالمزارعين الذين ينتطرون طوال العام لتمنحهم شجرة الزيتون إنتاجا مناسبا في نهاية الموسم، خصوصا تلك العائلات التي تعتمد على موسم الزيتون لتلبية احتياجاتهم الضرورية.


يذكر أن محافظة الكرك تضم زهاء 60 ألف دونم من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في مختلف المناطق، وتتوزع بين مروية في مناطق وادي الكرك والعينا ولواء عي ووادي بن حماد، وبعلية في باقي مناطق المحافظة.

اقرأ المزيد :