بطولة العالم لألعاب القوى تنطلق بانتصار ثأري لفرح

البريطاني محمد فرح يعرض ذهبيته بجانب ابنته ريانا أول من أمس - (رويترز)
البريطاني محمد فرح يعرض ذهبيته بجانب ابنته ريانا أول من أمس - (رويترز)

موسكو - أشعلت مشاركة محمد فرح وأوساين بولت منافسات اليوم الأول في بطولة العالم لألعاب القوى في موسكو أول من أمس السبت لكن الحدث الرياضي تأثر بضعف حضور الجماهير وفضيحة منشطات لعداءة بارزة.اضافة اعلان
وقدم الرياضيون العرب أداء متباينا وأخفق معظمهم في اجتياز التصفيات، ورغم الحرارة العالية والرطوبة فإن بولت اجتاز بسهولة تصفيات سباق 100 متر وبلغ الدور نصف النهائي للسباق بعدما سجل 10.07 ثانية.
ويأمل المنظمون - الذين قالوا إنهم باعوا 80 بالمئة من تذاكر البطولة المقرر إقامتها في الفترة بين العاشر والثامن عشر من آب (أغسطس) الحالي - أن يحضر عدد أكبر من المشجعين في الأيام المقبلة.
ولم يحضر سوى عدة آلاف متفرج في ستاد لوجنيكي البالغ سعته 81 ألف متفرج في حفل الافتتاح الذي حضره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقدم البطل الأولمبي البريطاني فرح أداء قويا وفاز بلقب سباق عشرة آلاف متر بينما توجت الكينية ادنا كيبلاغات بذهبية سباق ماراثون السيدات.
وبدأ بولت المنافسات كمرشح بارز لإضافة ذهبية جديدة لرصيده الحافل في ظل غياب مواطنه الجامايكي اسافا باول والأميركي تايسون غاي بسبب سقوطهما في اختبارات للمنشطات.
وغاب أكثر من متسابق آخر عن البطولة بسبب المنشطات منهم شيرون سيمسون وفيرونيكا كامبا براون وأول من أمس السبت انضمت عداءة إلى قائمة الغائبين وهي كيلي آن بابتيست عداءة ترينيداد وتوباجو الفائزة ببرونزية بطولة العالم منذ عامين.
وأكد مسؤولون في ترينيداد انسحاب بابتيست وسيموي هاكيت من البطولة بينما ذكرت صحيفة ترينيداد اكسبريس أن سبب ذلك هو السقوط في اختبارات للمنشطات.
ومع تزايد حالات سقوط الأبطال في اختبارات للمنشطات تزداد قيمة بولت الذي بدا جادا في التصفيات.
ورغم حدوث بداية خاطئة في الخط المجاور لبولت فإن العداء الذي استبعد من سباق 100 متر ببطولة العالم لهذا السبب منذ عامين لم يفقد تركيزه، وقال بولت "كنت أضع تركيزي على البداية بشكل صحيح. البداية الخاطئة لم تؤثر علي إذ سبق أن ارتكبت هذا الخطأ في دايغو والآن أحتفظ بتركيزي."
وسجل الثنائي الأمريكي مايك رودجرز وجاستن غاتلين زمنين أقل من عشر ثوان في تصفيات سباق 100 متر بينما خطف الصيني بيمينغ تشانغ الأضواء أيضا بعدما سجل 10.04 ثانية وهو رقم قياسي صيني.
ومنذ عامين أخفق فرح في التتويج باللقب بعد منافسة مع الاثيوبي ابراهيم جيلان في نهائي سباق عشرة آلاف متر لكن هذه المرة الوضع اختلف وبدا فرح المولود في الصومال واثقا من الفوز.
وبدأ فرح السباق ببطء قبل أن يركض بسرعة في آخر 800 متر ويحسم الميدالية الذهبية، وتلقى فرح دفعة مؤخرا من تحطيم الرقم القياسي الاوروبي لسباق 1500 متر ولم تكن سرعته النهائية محل الشك ورغم محاولة جيلان التمسك بالصدارة فإن سرعة فرح في اللفة الأخيرة منحته الفوز بعدما أنهى السباق في 27 دقيقة و21.71 ثانية متقدما على جيلان والكيني بول تانوي.
وقال فرح "كنت أركض بأقصى سرعة وكان من المهم ألا أخسر مجددا. كنت أنظر إلى المنافسين حتى أتأكد من عدم قدرتهم على اللحاق بي".
وسيحاول فرح الآن التفكير في الجمع بين هذا اللقب ولقب سباق خمسة آلاف متر في الأيام المقبلة.
وأصبحت كيبلاغات أول رياضية تنجح في الدفاع عن لقب سباق الماراثون على مستوى بطولة العالم لألعاب القوى عندما فازت بالسباق للمرة الثانية على التوالي، وحصلت كيبلاغات بذلك على أول ذهبية في بطولة العالم الحالية بعدما قطعت المسافة في ساعتين و25 دقيقة و44 ثانية.
واحتلت الايطالية فاليريا سترانيو المركز الثاني وحصلت على فضية السباق بعد أن سجلت ساعتين و25 دقيقة و58 ثانية بينما كانت الميدالية البرونزية من نصيب اليابانية كايوكو فوكوشي.
وشهدت منافسات العشاري إثارة كبيرة بعدما خرج الأميركي تري هاردي المدافع عن اللقب من المنافسات بسبب اخفاقه في القفز العالي تاركا المنافسة لمواطنيه اشتون ايتون وجونار نيكسون.
ودخل هاردي - الذي أحرز ذهبية بطولة العالم في برلين ودايغو ونال الفضية في اولمبياد لندن العام الماضي - منافسات القفز العالي وهو يحتل المركز الخامس في الترتيب العام. والقفز العالي كان المسابقة الرابعة في العشاري وليس من الفئات التي يتألق فيها هاردي.
ويشكل القفز العالي اضعف نقاط أداء هاردي اذ أن أفضل رقم له يبلغ 1.99 متر . وعانى هاردي من شد في عضلات الفخذ الخلفية في المحاولة الثانية ثم فشل بعدها.
وجاءت نتائج المتسابقين العرب متباينة إلى حد كبير، وتأهل خمسة عدائين عرب إلى الدور نصف النهائي لسباق 800 متر هم السعودي عبد العزيز لادان والقطري مصعب عبد الرحمن بله والمغربيان سمير جامع وأمين المناوي والجيبوتي ايانليه سليمان.
ولم يتمكن المصري حمادة محمد والجزائري محمد الأمين بلفرار من التأهل الى الدور قبل النهائي للسباق ذاته.
كما أخفق ثلاثة متسابقين عرب في منافسات الإطاحة بالمطرقة واحتل المصري حسن محمد محمود والقطري محمد أشرف الصيفي مركزين متأخرين ولم يتمكن الكويتي علي الزنكوي من خوض المنافسات.
وبلغت المغربية سليمة الوالي الدور نصف النهائي لسباق ثلاثة آلاف متر موانع بينما فشلت الجزائرية أمينة بطيش والمغربية كلثوم بوعسرية في التقدم كما أخفقت اللبنانية غريتا تاسلاكيان في اجتياز تصفيات سباق 400 متر.
إلى ذلك، تشتد المنافسة اليوم الاثنين في الدور النهائي لسباقي 110 م حواجز رجال و100 م سيدات، وتوزع اليوم 6 ذهبيات هي فضلا عن سباقي 110 م حواجز و100 م سيدات، رمي المطرقة والقفز بالزانة (رجال) والكرة الحديد و400 م سيدات.
في سباق 110 م حواجز، أحرز الأميركيون الاربعة المشاركون في السباق والمرشحون للمنافسة بقوة على لقبه، المراكز الاولى في مجموعاتهم في التصفيات وهم ارييس ميريت بطل اولمبياد لندن وحامل الرقم القياسي العالمي للمسافة، وجايسون ريتشاردسون بطل العالم، وراين ويلسون بطل الولايات المتحدة، وديفيد اوليفر صاحب افضل توقيت هذا العام (03ر13 ث) وصاحب برونزية اولمبياد بكين 2008.
وأكد ميريت استعداده الجيد لتأكيد تتويجه باللقب الاولمبي الصيف الماضي، بيد انه انتقد غياب الجماهير في ملعب لوجنيكي، واوضح ميريت "سباق الغد سيكون مثيرا وحماسيا لكنه بحاجة الى الجماهير التي تعطي نكهة خاصة الى السباقات وتحفز المشاركين".
من جهته، ابدى ريتشاردسون حماسا كبيرا للدفاع عن اللقب العالمي الذي ناله العام قبل الماضي عقب تجريد الكوبي دايرون روبلس منه بسبب ارتكابه خطأ ضد الصيني جيانغ ليو في الدور النهائي.
ويغيب روبلس عن نسخة موسكو بسبب استبعاده من صفوف منتخب بلاده لمشاركته في لقاء باسم بلد غير بلده، ويغيب أيضا الصيني الظاهرة ليو صاحب فضية دايغو، بسبب الاصابة.
من جهته، أكد تايلور سعيه لوضع حد لنتائجه المخيبة في البطولات الكبرى والتي اكتفى فيها ببرونزية اولمبياد بكين فقط، وقال "أنا سعيد بما حققته حتى الآن، وأعتقد ان حظوظي كبيرة في الظفر باللقب".
وحقق أوليفر افضل توقيت في التصفيات هو 05ر13 ثانية، وأحرز ميريت المركز الأول في المجموعة الثالثة بزمن 32ر13 ث، وريتشاردسون في المجموعة الأولى بزمن 33ر13، وويلسون في المجموعة الثانية بزمن 37ر13 ث.
وفي سباق 100 م سيدات، ترغب الجامايكية شيلي-ان فرايزر برايس على غرار بولت في استعادة اللقب العالمي الذي فقدته في دورة دايغو قبل عامين لصالح الأميركية كارميلا جيتر، بيد ان مهمتها لن تكون سهلة في ظل تألق الأخيرة ومواطنتها انغليش غاردنر صاحبة افضل توقيت في الدور الأول.
وكانت برايس فقدت لقبها العالمي في دايغو بسبب انطلاقة خاطئة على غرار بولت الذي تنازل عن لقبه لمواطنه يوهان بلايك الغائب الابرز عن مونديال موسكو بسبب الاصابة.
وبلغت المرشحات الثلاث للقب الدور نصف النهائي بسهولة وكانت غاردنر الابرز بتسجيلها 94ر10 ثوان مقابل 15ر11 ثانية لبرايس بطلة اولمبيادي بكين ولندن في السباق، و24ر11 ث لجيتر.
ولن يخرج اللقب من الولايات المتحدة وجامايكا حيث تأهلت أيضا الاميركيتان الكسندريا اندرسون واوكتافيوس فريمان والجاماكيتان كيرون ستيوارت وشيري-ان بروكس.
وتسعى النيوزيلندية فاليري فيلي ادامس بطلة اولمبيادي بكين ولندن في الكرة الحديد الى اللقب العالمي الرابع على التوالي وهي تبدو مرشحة بقوة لتحقيقه بعد تسجيلها افضل رقم في التصفيات هو 89ر19 م، وتواجه أدامس منافسة من وصيفتها في دورة الالعاب الاولمبية الروسية يفغينيا كولودكو والصينية غونغ ليجياو صاحبة البرونزية.
وكانت أدامس حلت ثانية في اولمبياد لندن خلف وصيفتها في دايغو البيلاروسية نادية اوستابشوك، بيد ان الاخيرة ثبت تناولها منشطات فاستبعدت لتعود الذهبية للنيوزيلندية.
وفي سباق 400 م، ستحاول البوتسوانية امانتلي مونتشو ان تصبح ثاني عداءة تحتفظ باللقب العالمي منذ الاسترالية كاتي فريمان عامي 1997 و1999. بيد أن مهمة مونتشو لن تكون سهلة امام تألق البريطانية كريستين اوهورووغو بطلة مونديال 2007 في اوساكا وصاحبة افضل توقيت في التصفيات (20ر50 ث). ويبدو الفرنسي رينو لافيلني مرشحا بقوة لاضافة اللقب العالمي لمسابقة القفز بالزانة الى اللقب الاولمبي.
وتشهد المنافسات مشاركته وشقيقه فالنتان، وهي المرة الأولى التي يخوض فيها شقيقان الدور النهائي للمسابقة منذ الأسطورة سيرجي بوبكا وشقيقه فالنتين في شتوتغارت العام 1993.
وفي رمي المطرقة، تشتد المنافسة بين الثلاثي المجري كريستيان بارس بطل اولمبياد لندن ووصيف بطل العالم، والسلوفيني بريموس كوزموس وصيف اولمبياد لندن وحامل برونزية المونديال، والياباني كوجي موروفوشي بطل العالم وصاحب برونزية الاولمبياد. -(وكالات)