بعثتان ألمانية وفرنسية للتنقيب والترميم بالمدينة الأثرية بجرش

سياح في المدينة الأثرية بجرش-(أرشيفية)
سياح في المدينة الأثرية بجرش-(أرشيفية)

صابرين الطعيمات

جرش – باشرت البعثة الفرنسية المرحلة الثالثة من التنقيب على الآثار في منطقة الحمامات الشرقية، بالتزامن مع بدء أعمال بعثة ألمانية أخرى تعمل حاليا على ترميم الآثار داخل المدينة الأثرية بمشاركة الجامعة الألمانية، وفق رئيس بلدية جرش الكبرى الدكتور علي قوقزة.اضافة اعلان
وأكد قوقزة ان بلدية جرش تقدم للبعثة كافة أشكال الدعم الفني واللوجستي في الموقع حتى تسير أمور التنقيب دون أي عوائق ، سيما وأن الموقع يتم العثور في كل مرحلة من مراحله على قطع أثريه وتماثيل ذات قيمة تاريخية وأثرية كبيرة جدا.
وتمنى قوقزه من الفريق الفرنسي العثور على مزيد من الآثار والاكتشافات، التي ستسهم في وضع مدينة جرش على خريطة السياحة العالمية، خاصة وأنها حققت خلال موسمها الاول احد أهم الاكتشافات، المتمثلة بثاني اكبر تمثال في العالم للآلهة اليونانية افروديت، والذي  يطمح الفريق العثور على نصفه الاعلى خلال هذا الموسم.
وأوضح قوقزة أن البعثة الألمانية تعمل حاليا في نفس موقع المدينة الأثرية، وتقوم بترميم وصيانة الأثار التي عثرت عليها البعثة الفرنسية السنة الماضية في الحمامات الشرقية، بالتزامن مع استمرار تنقيبات البعثة الفرنسية.
وأكد قوقزة ان البلدية ستقدم كل التسهيلات والدعم اللازم لإنجاح هذا المشروع، والذي تقدمه الحكومة الفرنسية من خلال منظماتها المختلفة وتدعمه بمختلف مراحله.
واضاف أنه سيستكمل مع السفير الفرنسي ديفيد بارتيلوتي عدة مشاريع تم وضع الفكرة الأساسية لها، مثل تطوير السوق التراثي القديم و منطقة امتداد الوادي، وتوأمة بلدية جرش الكبرى مع مدينة نيس الفرنسية كأقتراح تم التوافق عليه سابقا مع السفير الفرنسي.
 من جانبه أثنى د.ثوماس ليبون رئيس البعثة الفرنسية على دور بلدية جرش بتسهيل مهمته في موسمه السابق، وقال انه متفائل بتحقيق المزيد من الاكتشافات، داعيا المجتمع المحلي للتعاون مع جميع الاطراف للمحافظة على هذا الموقع الاثري الهام من أي عبث، مبينا ان هذا الموسم سيستمر لمدة 45 يوما.
وتتبع ملكية ارض الحمامات الشرقية لبلدية جرش الكبرى و وزارة الاوقاف، في حين تشرف دائرة الآثار العامة على المباني الأثرية للحمامات الشرقية والجسر الأثري الواقع فوق هذه الاراضي.
ومن الجدير بالعلم أن مدينة جرش من أكبر المدن الأثرية وتزخر بالآثار الكبيرة التي بحاجة إلى تنقيب.
وكانت نفس البعثة قد اكتشفت العام الماضي تمثالا يبلغ ارتفاع الجزء منه وباسم "فروديت" من ايام الرومان يبلغ طوله نحو 164 سم، والتمثال موجود حاليا في متحف جرش.
وكان الخبراء الفرنسيون توقعوا أنذاك، أن الجزء الآخر الذي يمثل شقه العلوي، والذي سيتم التنقيب عنه بنفس الموقع لاحقا في مواسم التنقيب القادمة، يبلغ طوله نحو متر ونصف المتر، بحسب تصريح لرئيس البعثة خبير الآثار الفرنسي الدكتور ثوماس فيبر والخبير الأثري الفرنسي أيضا الدكتور ثوماس ليبون.
وأظهرت الكتابات التي اكتشفتها البعثة على قاعدة التمثال، بأنه يمثل آلهة الحب عند الرومان، حيث يعتبر هذا التمثال أكبر تمثال لآلهة الحب "العشق والجمال" تم اكتشافه حتى الآن، بينما كشف عن تمثال نسخة اصغر حجما منه بمنطقة بيسان في فلسطين.
ويظهر على نفس القاعدة تمثال صغير لطفل يمثل آلهة الحب ايروس يعتلي حيوان الفقمة، إضافة الى نقوش على قاعدة التمثال، تشير الى انه تم صنع هذا التمثال للطلب من الآلهة شفاء أحد الأباطرة المصابين بالمرض.