بعد أزمة كورونا العالمية.. قتيبه لـ"الغد": بدي الأردن وما رح أهاجر (فيديو)

قتيبة البشابشة
قتيبة البشابشة

تغريد السعايدة

عمان- "قتيبة بده الأردن.. قتيبة ما رح يهاجر".. هكذا بدأ الشاب قتيبة البشابشة حديثه الخاص لـ "الغد"، وكله فخر بتراب وطنه وبكل ما قدمه لشعبه من أمن وحماية واحتضنه بين ذراعيه بحب، ليبعد عنه كل مكروه وأذى.

تعود الذاكرة بالشاب قتيبة، المعروف بـ #هاجر_يا_قتيبة، إلى ما قبل عامين من إطلاق هذا الهاشتاج، والذي رد عليه بعدها رئيس الوزراء عمر الرزاز عبر تويتر، بأن لا يهاجر، ويدعوه إلى البقاء في الأردن، ليكون هذا الحوار المقتضب، حديث الناس عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ويتكرر به الحديث عند ظهور كل ازمة تمر بها البلاد.

"الغد" طرحت تساؤلا على قتيبة: إن كان ما يزال يراوده حلم الهجرة؟ ليكون جوابه حاضرا بأن الوطن بيته وملجأه، يتلمس منه الحب والحنان والأمان كالطفل، وإن ضاقت به الدنيا إلا أنه يعود ليمسك بطرف ثوب أمه ليبقى معها، رغم قسوتها أحياناً عليه.

في ظل عالم يبحث عن فسحة للتخلص من شبح الكورونا، الذي يطارد الناس في كل مكان، يشعر قتيبة بالفخر الكبير بوطنه الذي حياة وصحة كل انسان فيه تعنى الكثير، وأهم من أي شيء آخر.

قتيبة (23 عاما) يعود بذاكرته ويتحدث بلسان اليوم ويقول، "لم يكن هاجس الهجرة يوماً من طموحاتي بل كان البحث عن فرصة عمل هي التي جعلتني أتساءل إن كان الحال في وطني أفضل"، ليطلق الناس عبارة "هاجر يا قتيبة".

الآن هو يقف ليراقب مشاهد كثير من الأردنيين اللذين يقيمون في الخارج، ويتمنون بالفعل العودة إلى الوطن بأسرع وقت بعد أن غزا فيروس "كورونا" العالم، فالوطن، كما يقول هو الحضن والمأمن، البيت والعائلة، بوجوه تحيط بنا و"تشبهنا" وجيش باسل يحتضن مواطنيه، يسهر على راحته ولا ينام لكي يحميه من كل مكروه، ويكون بجانبه إن احتاج شيئا.

ولكونه تخصص في "هندسة البرمجيات" حاول قتيبة ان يعمل في مجال عمله، إلا أنه يتمنى في هذه اللحظة أن يكون جندياً "عسكرياً" مع هؤلاء الجنود الذين يتحدث عنهم العالم كيف هبوا لحماية أهلهم في كل محافظات الوطن، ساعين لتأمين احتياجاتهم، والحفاظ على حياتهم من ذلك الفايروس، همهم الأول والأخير حياة كل مواطن تبقى محمية من الخطر.

ويقول "أتمنى أن أنال شرفاً رفيعاً مثلهم مستغنياً عن شغفي في الهندسة لصالح البندقية حتى وإن كان ذلك تطوعاً، فالوطن ملجأنا الدائم وبيتنا الحامي، هو أيضاً بحاجتنا لتخطي هذه المرحلة الحاسمة بوعينا وإلتزامنا وتكاتفنا جميعا يدا واحدة في مواجهة الخطر وتطبيق كل الاجراءات الاحترازية لحماية انفسنا وعائلاتنا والمحيطين بنا، فذلك يجسد حبنا العميق للأردن بأن يبقى شامخاً دائما وأبدا".

وكباقي شباب الأردن، الملتزمين بقرارات حكومية، هي الأنجع لمجابهة خطر كورونا؛ يقف قتيبة متحدثاً بلسان الشباب، عن الفخر والإعتزاز بوطنه، الذي رغم ما مرّ به من ظروف، تلاشت بها أحلام وطموحات، إلا أنه الآن يطرز الآن أجمل إطار لحفظ أبنائه من كل مكروه، يقرب البعيد منهم، ويطبطب على القريب، وكأنه يد حانيه تمسح على رأس أبنائها عند المرض. كذلك يعطي الأردن العبر للعالم أجمع كيف يكون الوطن الحامي لشعبه دائما وأبدا، المحب والعطوف والآمين على كل فرد من أفراده، يبعد عنهم الأذى والشر.

قتيبة يعمل بشكل جزئي في إحدى الشركات الخاصة ضمن تخصصه في هندسة البرمجيات، يشعر بسعادة كبيرة ومشاعر فخر، عندما يرى الكثير ممن كانوا يخاطبونه بـ "هاجر يا قتيبة" يقفون الآن يرفعون القبعات لما تقوم به الدولة من إجراءات حماية لمواطنيها، وما أفرزته أزمة كورونا، ما هي إلا فرصة ليوقن الشباب الباحث عن الأمان خارج سرب الوطن، أنه لا مفر من الوطن إلا إليه، وعودة المئات منهم في هذه الفترة، هي الدليل على انه لا وطن "كالأردن لابنائه" يقف معهم دائما.

وبنبرة الشاب الذي يتمنى دائماً الأفضل لمستقبله وحلمه، يتحدث قتيبة عن الشعور الغريزي للإنسان، الذي يدفعه عند الخوف والتيه في بلاد المهجر، ان يبحث عن فرصة للعودة إلى الوطن، وإن لم يكن بمقدوره ذلك، فانه يتمنى ان تتهيأ الظروف له للعودة، فالهجرة ليست هدف، بل هي محاولة للبحث عن فرصة مؤقتة، لكنها لا تنفي أن يكون الوطن برحابه الواسعة فيه البدايات والمستقر.

ويؤكد قتيبة انه وبعد حادثة تعليقه على التويتر ورد رئيس الوزراء عليه، وإجتياح الهاشتاغ الخاص بذلك عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أُتيحت له فرص للهجرة لبعض الدول الأوروبية، ولكنه لم يقبل بها ورفضها، ليؤكد على انه لا يبحث عن "الهجرة "، وما حدث الآن من وجود ملايين البشر يبحثون عن سُبل العودة إلى أوطانهم في ظل جائحة عالمية، دفعته مجدداً للتأكيد على انه لا تراب أطهر من تراب الوطن، ليدعو مجدداً الشباب إلى البحث دائماً عن الفرص المواتية داحل الوطن، لأنه عند الضيق في الغربة، لا يتلمس فسحة الأمل إلا في بلاده.

الشاب قتيبة وقف مجدداً عند أزمة كورونا، والتي تجرد الانسان من كل رغبة في الهجرة والإبتعاد عن عتبة الوطن، فمن كان يردد "هاجر يا قتيبة" لا اعتقد انه ما زال مصراً على ذلك، و"علينا كشباب ان نكون وطنيين بامتياز وحتى إن شعرنا بضيق في وقتٍ ما، فالأزمة الحالية جعلتنا نقف عند مفترق حنين، لا نغادر وطننا لنحميه، ويحمينا في ذات الوقت".

يتمنى قتيبة أن لا يرى اسمه في دعوات هجرة، فهو لن يبرح وطنه حتى يبلغ غايته ولن يمضي إلا بالبحث عن الفرصة فيه، ولئن وهبه الله ذلك، كان خيراً كثيرا، فالأحوال العالمية تتحكم الآن في تفاصيل الدول، والوطنية تحتم علينا ان نقف بجانب الوطن في محنته. ويختم حديثه بـ "#قتيبة_بده_الأردن.

اضافة اعلان

[video width="1920" height="1920" mp4=""][/video]