بعد تعليق دوام المدارس.. تحصين 100 ألف طالب ضد الدفتيريا والكزاز رهن المستقبل

طالبات إحدى المدارس الحكومية خلال فعاليات الطابور الصباحي -(تصوير: امير خليفة)
طالبات إحدى المدارس الحكومية خلال فعاليات الطابور الصباحي -(تصوير: امير خليفة)

حنان الكسواني

عمان - أربك التعديل الوزاري الأخير الذي جرى يوم الأحد الماضي، وقرار حكومي بتعليق التعليم الوجاهي، جدول أعمال برنامج التطعيم الوطني الذي باشرت الفرق الصحية الشهر الماضي بتنفيذه في أغلب المدارس الحكومية والخاصة لطلبة الصف الأول ليصار إلى استكمال تحصين طلبة الصف العاشر لاحقا.اضافة اعلان
وفي خضم تحضيرات وزارة الصحة لتحصين طلبة الصف العاشر بلقاح "الدفتيريا والكزاز" (المطعوم الثنائي للكبار) في المدارس الحكومية تفاجأت بقرار وزارة التربية والتعليم، القاضي بتعليق الدوام الوجاهي والعودة للتعليم عن بعد، في جميع مدارس المملكة لجميع المراحل الدراسية، بما فيها رياض الأطفال، اعتبارا من صباح أمس وحتى إشعار آخر، وذلك بسبب الوضع الوبائي "المقلق" في المملكة.
وكانت وزارة الصحة طلبت من "التربية" الأسبوع الماضي بكتاب رسمي السماح للفرق الصحية بتحصين 100 ألف طالب وطالبة في الصف العاشر ضمن الفئة المستهدفة بمطعوم (ثنائي الكبار) وذلك تحسبا لإصدار أي قرارات "مفاجئة" فيما يتعلق بعودة الطلبة للمدارس بطريقة آمنة أو عودتهم للتعليم عن بعد.
وما أن أعلنت الحكومة عن استمرار دوام الهيئتين الإدارية والتعليمية في المدارس بالحد الأدنى، وبما يضمن ديمومة تقديم الخدمة للطلبة، طالبت "الصحة" من وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي محمد أبو قديس "منح ملف المطاعيم أولوية لتحصين الفئات المستهدفة من المطاعيم"، في الوقت الذي باشرت فيه مدارس القطاع الخاص بتطعيم طلابها الأسبوع الماضي، وهو ما أعاد وزارة الصحة إلى المربع الأول.
وستضطر الوزارة بناء على المعطيات الجديدة إلى وضع سيناريوهات ومخاطبات وموافقات جديدة لاستكمال برنامج مطاعيم المدارس.
إلى ذلك، اشترطت وزارة الصحة على إدارات المدارس الخاصة بضرورة تزويد أولياء أمور طلبة الصف العاشر بمعلومات حول "اسم المطعوم وتوعية الطلبة بعد تطعيمهم بالآثار الجانبية، علما بأن شكاوى وردت للوزارة من قبل عدد من أولياء أمور الطلبة في المدارس الخاصة مفادها "عدم معرفتهم بسبب إعطاء المطعوم، ولا اسمه ولا الأعراض الجانبية للمطعوم".
ويعتبر مرض الخناق (الدفتيريا) من الأمراض المعدية وتسببه السموم التي تنتجها بكتيريا تدعى بكتيريا الخناق الوتدية.
ويؤثر المرض على الحلق واللوزتين وهما الشكلان الأكثر شيوعا من المرض، ما يؤدي إلى انسداد المسالك التنفسية والتسبب بالخناق، وفق منظمة الصحة العالمية التي أشارت عبر موقعها الإلكتروني الى أن الكزاز مرض معد تسببه جراثيم لاهوائية؛ وظهور الأعراض الأولية للإصابة بالكزاز تتراوح بين يومين إلى شهرين، لكنها في العادة تستغرق 14 يوماً.
وتوضح تعليمات وزارة الصحة جملة من الإجراءات المعتمدة للتحصين في المدارس الخاصة والتي يتطلب احضار كشوفات رسمية بعدد طلبتها للصفين الأول والعاشر، بغية الحصول على المطاعيم.
أما المطاعيم الروتينية، التي تُعطى للأطفال في المدارس الحكومية والخاصة فهي استكمال لبرنامج التطعيم الوطني الأردني، الذي يبدأ من عمر شهرين وحتى 6 أعوام، حيث أكدت الوزارة عبر حملات تثقيفية تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا أنه "لا علاقة للمطاعيم الروتينية بلقاح كورونا، وهدفها حماية الطلبة من أمراض سارية تمت السيطرة عليها في الأردن منذ سنوات مضت.
بحسب احصائيات راشحة من وزارة التربية والتعليم فإن عدد الطلبة الملتحقين في الصف الأول الأساسي في العام الدراسي الحالي يبلغ نحو 200 ألف طالب وطالبة، يتوزعون على المدارس الحكومية والخاصة، ومدارس الثقافة العسكرية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
يشار إلى أن الأردن تمكن من السيطرة التامة على وباء الكوليرا منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وكان من أوائل دول الإقليم الذي استأصل أمراض الجدري والطاعون وشلل الأطفال، كما وشهدت أمراض الطفولة القاتلة الأخرى انحسارا شديدا منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي كأمراض الدفتيريا (الخانوق) والسعال الديكي وكزاز حديثي الولادة والحصبة والتهاب الكبد الوبائي نتيجة تطبيق برنامج التطعيم الوطني الموسع عام 1979.
وتحصن وزارة الصحة الأطفال في عمر 6 أعوام بالمطاعيم المدعمة وهو عبارة عن مطعومي الدفتيريا والكزاز، إضافة إلى شلل الأطفال الفموي، حيث تقوم المدارس بتفقد بطاقة التطعيم للأطفال كل عام، كما تتم مراجعة بطاقة التطعيم قبل إعطاء
الطالب المطعوم.