بعد ضم بوتين الأقاليم الأوكرانية الأربعة.. أميركا والغرب: "احتيال"

موسكو - "سنستعيد كافة أراضينا".. بتلك الكلمات خاطب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شعبه والعالم، حيث أعلن رسميا ضم 4 أقاليم أوكرانية إلى روسيا، بحضور نواب البرلمان وممثلي الأقاليم.اضافة اعلان
وأوضح بوتين، في كلمته، أن "هناك تاريخا مشتركا بين روسيا والأقاليم الأربعة، ولذلك صوت الجيل الناشئ من أجل مستقبلنا المشترك".
مكاسب شخصية
قال أبوبكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية ورئيس منتدى تطوير الفكر العربي للأبحاث، إن الضم حقق للرئيس الروسي مكاسب شخصية وهي: زيادة شعبيته وسط الشعبويين الروس الحالمين بعودة الاتحاد السوفيتي، وظهوره كبطل يعيد أمجاد روسيا البيضاء ويضم الأراضي التي يروها ملكًا لروسيا.
والعمل على تسويق الضم كانتصار حربي في ظل التقدم الأوكراني من خلال الهجوم المضاد.
واتساع مساحة البلاد وضم أقاليم جديدة غنية بالموارد الطبيعية، ولكن بفاتورة باهظة، حيث سيفرض الغرب عقوبات شديدة عليها ولن يعترف بها.
مكاسب جيوسياسية
تشير الإحصائيات إلى أن نحو 70 بالمائة من ثروات أوكرانيا تتركز في هذا الجزء من البلاد، فضلًا عن أنها تعد عقدة مهمة لشبكة المواصلات البرية والبحرية، التي تعبرها صادرات البلاد باتجاه البحر الأسود ومناطق الشرق الأوسط وغيرها.
أما منطقتا زابوريجيا وخيرسون، فتقعان داخل سهل أوروبا الشرقية، ولهما حدود مشتركة.
رسائل لأوكرانيا والغرب
وخلال خطابه، وجه الرئيس الروسي رسالة إلى أوكرانيا، قائلا: "ندعو كييف لوقف الأعمال القتالية فورا".
وشدد على أن "سكان أقاليم دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا سيظلون من المواطنين الروس إلى الأبد".
وفيما يتعلق بالعلاقات الروسية مع الغرب، قال بوتين: "الغرب يسعى بكل طاقاته إلى الإبقاء على المنظومة الاستعمارية والاستمرار بالهيمنة على العالم"، مضيفا: "الغرب يسعى لتحويل روسيا إلى (مستعمرة)".
في هذا الصدد، تقول سمر رضوان، الباحثة في العلاقات الدولية ونائب مدير مركز رياليست للدراسات، إن رد فعل الغرب تجاه الضم لن يتعدى نطاق العقوبات.
وأكدت أن الضم الروسي للأقاليم الأربعة، "يعزز من دور موسكو في النزاع القائم ويؤكد صدق كلام بوتين وهو عدم التراجع عن فرض الأمن لروسيا بالقوة من خلال تقليم أظافر أوكرانيا".
من جهته، أكد الديب أن "السيناريوهات المقبلة تبدو قاتمة، خوفا من استخدام السلاح النووي أو اتساع الحرب لتشمل أطرافا أخرى، في ظل ضم روسيا مناطق يعتبرها الأوكرانيون ملكهم فلو شنوا عليها هجوما بعد عملية الاستفتاء فسيكونون قد شنوا حربا على أراض روسية وهو ما تحذر منه موسكو وتعتبره مبررا لاستخدام السلاح النووي".
في أول رد على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ضم 4 أقاليم أوكرانية إلى روسيا بحضور نواب البرلمان وممثلي الأقاليم، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، امس، إلى تسريع قبول عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وقال زيلينسكي في مقطع مصور بث على مواقع التواصل الاجتماعي: "نتخذ قرارا حاسما عبر توقيع ترشح أوكرانيا بهدف الانضمام العاجل إلى حلف شمال الأطلسي".
ودعا مجلس الأمن القومي الأوكراني إلى تعزيز التحالف الدولي لدعم أوكرانيا لمواجهة قرارات الضم الروسية.
وأعلن الاتحاد الأوروبي الجمعة أنه "لن يعترف مطلقا باستفتاءات غير قانونية أجرتها روسيا كذريعة لانتهاك استقلال أوكرانيا"، ردا على إعلان روسيا ضم أقاليم أوكرانية، ومثله انضمت دول عديدة بالتنديد بخطوات موسكو.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "سنعزز عقوباتنا لمواجهة الإجراءات الروسية".-(وكالات)