بعد 25 عاما على اتفاق السلام يعاد للأردن "جيب نهرايم"

6
6

هآرتس

بقلم: نوعا شبيغل

اضافة اعلان

10/11/2019

رئيس المجلس الاقليمي غور الأردن، عيدو غرينباوم، والمتحدث باسم المجلس عامي كفري، وصلا أول من أمس بعد الظهر الى قاعة صغيرة في متنزه نهرايم "الباقورة" وكان لديهما توجيهات للدورية الأخيرة بالتأكيد الخروج من هذا الجيب، بعد 25 سنة على توقيع اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل، ولتنتهي سيطرة اسرائيل على الجيب "الباقورة والغمر"ويعود للأردن بعد فشل المحاولات السياسية لتمديد تأجير المنطقة. غرينباوم شرح بسرعة لعدد من المخضرمين وعدد من المراسلين كيف ستتم الجولة التي في نهايتها سيتم اغلاق البوابة التي تؤدي الى الجيب. والمناطق التي قام سكان الكيبوتسات بفلاحتها لسنوات طويلة قبل التوقيع على اتفاق السلام وقال إنه سيعاد الى الأردن. "بعد انتهاء الجولة أغلقت البوابة".
قافلة السيارات دخلت الى الجيب وتوقفت لزيارة محطة الكهرباء التاريخية لبنحاس روتنبرغ، التي تم بناؤها في 1927 وانتهى في 1932. هذه المحطة توجد في الجانب الأردني، لكن حتى أول من أمس كان الوصول اليها مسموحا للاسرائيليين. مدير موقع نهرايم، شاي هدار، وعد بابتسامة بأنه رغم الشائعات، فقد فحص في كل الاتجاهات "ولم يبق هناك أي مخبأ". وحسب قوله "لقد تنازلنا عن الموقع بدون معركة. لم يحارب أحد من اجل المكان"، واضاف "عندما شاهدت أمس الشاحنات الأردنية، تأثرت. شعورا بإضاعة الفرصة".
عضو كيبوتس أشدوت يعقوب من الكيبوتس الموحد والعضو السابق في لجنة اسرائيلية – أردنية تم تشكيلها بعد اتفاق السلام، ايلي آرزي، ذكر بأن هذه المحطة تم تركها نهاية حرب الاستقلال عندما احتل العراقيون والفيلق الأردني المنطقة، ورغم أن المحطة بقيت في المنطقة الأردنية فانه باتفاق السلام وكبادرة حسن نية سمحوا لنا بالدخول الى هناك"، قال آرزي. وعضوة الكيبوتس روحيلا اميتاي عرضت صور من الايام التي كانت فيها المحطة تعمل. "هذا ألم كبير"، قالت، "الآن اعرف أن هذه ستكون المرة الاخيرة". واضافت "نحن في لحظة حزينة ومؤلمة".
غرينباوم اختار المحطة بين الآبار وأكوام الحديد القديمة كمكان ليلقي فيه خطابه القصير الوداعي الذي لم يمتنع فيه عن توجيه الانتقاد. "هذا وداع كله بفعل الانسان"، قال غرينباوم، "وداع يشكل سلوك غير صحيح من الحكومة الاسرائيلية في السنة الاخيرة". واضاف "نحن نخرج من هنا برأس مرفوع". في اوساط الجمهور كان شخص لم يضبط نفسه وقال "نحن سنعود مرة اخرى الى هنا". وخارج المبنى كانت بركة باطون التي هي جزء من المشروع امتلأت بسائل وردي، جزء منها قد يكون زيوت عسكرية تتناسب مع لون السماء. اشعة الشمس ستغيب بعد قليل للمرة الاخيرة على نهرايم تحت سيطرة اسرائيل".
سكان المنطقة غاضبون جدا على الحكومة مؤخرا. حسب اقوالهم هي لم تكلف نفسها عناء ابلاغهم بما يحدث، وقد اضطروا الى سماع كل شيء مباشرة من الأردنيين. اضافة الى ذلك الحكومة لم تقم بإرسال مندوبين للتحدث مع المزارعين الذين فقدوا اراضيهم في الجيب. في الطريق الذي يمر في الجيب نفسه، توقفت القافلة في محطة القطار الاسرائيلية التي كانت مليئة بالكتابات التي كتبها بالعبرية متنزهون في المنطقة منذ في الوقت الذي كان فيه تراكتور أردني يطلق الضجة وهو يمهد الارض امام السيارات الأردنية الكثيرة التي كان يتوقع أن تمر على هذه الطريق منذ الاثنين الماضي، كان اميتاي يلقي قصيدة "قطار الغور" لافرايم رحمان. الحضور توسلوا لاميتاي بأن ينهي لأنه يجب اجتياز البوابة التي تؤدي الى اسرائيل قبل غروب الشمس، لكن اميتاي صممت على قراءة البيت الاخير "نحن نتطلع الى يوم سيعود فيه القطار القديم وهو ينثر على سطح الحقول رائحة الدخان، وسيأتي اليوم الذي فيه سيسافر جميع أبناء اسرائيل مرة اخرى في قطار مرج ابن عامر".
الارض لا نتركها. النشيطة في منظمة "اربع أمهات"، اورنا شمعوني، والدة الملازم ايال شمعوني الذي قتل في معركة في لبنان، قالت إنها لا تصدق بأن هذا يحدث. وبعد اغلاق البوابة طلبت التحدث وهي جالسة لأن الامر كان صعبا عليها. لقد تأسفت على أنها لم تتمكن من الذهاب الى التلة التي قتلت فيها الفتيات السبعة في 1997. فوق نفس التلة يمكن رؤية أن الأردنيين اقاموا خيمة من اجل الاحتفال الذي سيتم اجراؤه في المكان.
بعد عودة القافلة، أغلق جنديان اسرائيليان البوابة الصفراء. وعند الغروب سحب الزوار والمراسلون الكاميرات حيث كان الجنود الأردنيون ينظرون اليهم.
أفنير رون، المزارع من اشدوت يعقوب، ارشد آخر المتنزهين. "لقد مر علي يوم صعب جدا"، قال، "يتم اغلاق الحاجز فجأة لأن هناك اخلاء. هذا سيستغرقني بضعة ايام كي أستوعب الامر. الارض لا يتم تركها، هذه هي المرة الاولى التي في اشدوت يعقوب يتم تركها". مثل سكان المنطقة الآخرين كان رون مليء بالانتقاد. "لم يأت الى هنا أي وزير"، قال، "حكومة اسرائيل منذ زمن وهي تبث رسالة بأن الثمن محتمل وهو غير فظيع". وحسب قوله، هذه هراءات، يجب على أحد ما أن يقف امام المرآة ويقول: "لم أفعل ما كان يجب علي فعله".