"بكفي نخبي".. نداء للفتيات "الصامتات" للإفصاح عن الإساءات الجنسية

تغريد السعايدة

عمان- جاءت حملة "بكفي نخبي" لتكون نداء مجتمعيا موجها للأصوات "الصامتة" لفتيات من مختلف الأعمار يخشين الحديث عن الإساءات "الجنسية" التي تعرضن لها على مدار سنوات، وما يزال جرحهن ينزف إلى الآن، ويعانين من مشاكل وانعكاسات نفسية مؤلمة.اضافة اعلان
قسم المرأة في المركز العربي للخدمات الاستشارية، أطلق ذلك النداء "بالبحث عن الدعم والمساندة"، بالتشارك بين "المرأة العربية اليوم" و"بلشي من هون".
المسؤولة عن "بكفي نخبي" من المركز العربي مارتينا قندح، تحدثت لـ"الغد" عن تفاصيل تلك النداءات؛ إذ يسعى القائمون على الحملة لأن يكونوا قادرين على الوصول إلى الفئة الصامتة، المقيدة بسبب الضغوط الأسرية والخوف المجتمعي، ومنحها العلاج والدعم والاحتواء؛ حيث انطلقت تلك الحملة في بداية شباط (فبراير) الحالي وتستمر إلى التاسع عشر من آذار (مارس) المقبل.
الحملة تتضمن بث الكثير من الرسائل والمضامين التوعوية التثقيفية التي تستهدف فئة "المُعنفات" والسيدات من مختلف الأعمار اللواتي تعرضن للإساءة، بحيث تستنهض فيهن الرغبة في الإفصاح والحديث عما تعرضن له في إحدى مراحل حياتهن، أدى فيما بعد إلى حدوث مشاكل صحية لهن سواء جسدية أو نفسية، قد تؤدي في بعض الأوقات إلى ظهور محاولات الانتحار لبعضهن نتيجة الضغوط.
وتشير قندح إلى أن المرأة في كل العالم معرضة للعنف بأشكاله كافة، "والمرأة الصامتة هي التي نسعى للوصول إليها"، وهي تأتي ضمن حملات سنوية موجهة لها؛ حيث كانت حملة "قوتك من قوتها" التي تم إطلاقها العام الماضي ناجحة، وأدت الهدف المنشود، ونتطلع إلى أن تكون "بكفي نخبي" على قدر كبير من النجاح، كونها تلامس السيدات، بعيداً عن المصطلحات والدعوات التي لا تبرح مكانها.
الكثير من الحالات بدأت بالتواصل مع القائمين على الحملة من منظمين ومستشارين يسخرون خدماتهم لتلقي الشكاوى من نساء قررن أن يخرجن عن صمتهن ويبحثن عن العلاج والدعم، ولكن ضمن أبجديات واضحة المعالم والشروط والتي تتسم بالسرية التامة، وضمن اتفاقية واضحة لحماية كلا الطرفين سواء المرأة أو الجهة الاستشارية.
وتؤكد قندح أن هناك دائماً ما يمنع من تغيير القوانين بحد ذاتها، ولكن نحن في الحملة، على حد قولها، نعمل على تغيير التفكير النمطي السائد الذي يزيد من الضرر والعنف على المرأة، كذلك الثقافة المجتمعية لدى الفتاة التي تعرضت للعنف الجنسي، والتي عادة ما تُحمل نفسها المسؤولية على ما حل بها، على الرغم من أنها ضحية، وأن قيود المجتمع هي المانع الأساسي من الحديث عما تشعر به من خوف وتردد في طلب المساعدة.
لذا، تبين قندح أن الحملة تستهدف كل الأعمار؛ إذ يمكن أن تكون الفتاة تعرضت للعنف الجسدي خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة، والكثير من الدراسات الخاصة بهذا الشأن كشفت أن 90 % من حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال تحدث من داخل البيت من خلال أقارب أو أصدقاء أو أشخاص معروفين لدى الأطفال، وقد يكونون من الأشخاص المفضلين والمحبوبين لدى الطفل ولا يجد ضيرا من التواجد معهم، على أساس أنه في "مأمن".
ومن خلال الصفحات الخاصة بحملة "بيكفي نخبي" على مواقع التواصل الاجتماعي أو الموقع الإلكتروني، بإمكان أي شخص الدخول إلى المضمون والاطلاع على الكثير من مقاطع الفيديو والصور والرسائل التي تتضمن مخزونا كبيرا وهائلا لما تحويه من معلومات ونداءات للفتاة بأن تكون قوية وتساعد نفسها بداية بالخروج من صمتها القاتل الذي يؤثر على كل مجرى حياتها، لذا، حان الوقت للحديث و"الفضفضة" أحياناً والتي تعد جزءا من العلاج الأولي.
وتؤكد قندح أن القائمين على الحملة لا يعملون على حث "الضحية" على الحديث فقط أو "فتح الجرح بدون علاجه"، على حد قولها، بل إن الحديث ما بين الفتاة والمستشارة، يتضمن الكثير من الخطوات التي قد تبدأ أولاً بكسر حاجز الصمت، ومن ثم تتبع العديد من الخطوات التي تأخذ بيد الفتاة المعنفة إلى شاطئ الأمان وتشبيكها مع جهة علاجية في حال احتاجت إلى ذلك، عدا عن تقديم الخدمات الاستشارية والعلاج بالتواصل لبعض الحالات التي يمكن مساعدتها بسهولة، كل ذلك يتم بسرية تامة للطرفين.
وتقول قندح، موجهةً حديثها للفتيات المُعنفات جنسياً "من حقك أن تعيشي حياة صحية وآمنة، والتخلص من الأفكار المغلوطة التي يتم تصحيحها من خلال ما يتم نشره عبر المواقع الخاصة والتواصل الاجتماعي".