بلاتر يلمح لإمكانية استمراره في رئاسة الفيفا إلى ما بعد 2015

رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر يستمع لأسئلة الصحفيين في بنما سيتي أول من أمس - (أ ف ب)
رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر يستمع لأسئلة الصحفيين في بنما سيتي أول من أمس - (أ ف ب)

مدن - أصدر جوزيف بلاتر أقوى تلميح إلى الآن يشير إلى امكانية ترشحه لفترة ولاية جديدة في رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مدتها أربع سنوات بعد انتهاء ولايته الحالية في العام 2015 قائلا أن مجال الاصلاحات التي تواجه الاتحاد الدولي يحتاج لوقت.اضافة اعلان
والمح بلاتر (77 عاما) في الماضي إلى أنه لن يترشح لفترة ولاية خامسة عندما يحل موعد الانتخابات في غضون عامين إلا أنه قال لـ"رويترز" أول من أمس الجمعة انه لن "يترك سفينته" قبل أن يتأكد ان الاتحاد الدولي وصل إلى الشكل الملائم.
وقال بلاتر عقب حضوره اجتماع اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) "لم ننته من إصلاحتنا ومازلنا في الجزء الأول حيث نواجه كافة المخاطر التي تتعرض لها كرة القدم مثل التلاعب في النتائج وغيرها لكن علينا أيضا النظر إلى التنظيم السياسي للفيفا".
وتحدث بلاتر بشكل متزايد عن الحاجة لتقوية الشخصية "العالمية" للفيفا مضيفا أن هناك حاجة للتعامل مع موضوع تمثيل كافة الاتحادات في اللجنة التنفيذية بالفيفا، وأضاف "هذا يعني (التساؤل) عما إذا كان إعادة توزيع أعضاء اللجنة التنفيذية مايزال يتماشى مع حال كرة القدم (في الوقت الحالي)".
وتابع في إشارة لإصلاح وضع اللجنة التنفيذية "أيضا -وهذا بجب ان يتم بناء على مطالب كافة الاتحادات- هل هناك طريقة أفضل للوصول إلى كأس العالم نظرا لامتلاك أوروبا وأميركا الجنوبية ثلثي المقاعد في البطولة".
وبسؤاله بصورة مباشرة عما إذا يريد التأكد من وجود توازن على الصعيد الكروي العالمي قبل أن يرحل قال بلاتر "بالتأكيد إلا أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا بشكل يتجاوز الذهاب إلى مجلس الاتحاد الدولي لنصفق بعدها".
وأضاف "سيستغرق الأمر مزيدا من الوقت لأن هذا سيعني الغوص في الأعماق وبالتالي فانني لن أترك السفينة وأقول إلى اللقاء".
وتابع "في يوم ما يجب ان نعود إلى منازلنا إلا أنني لن أترك هذه السفينة".
وانتخب بلاتر رئيسا للفيفا العام 1998 إلا أنه يعمل في الاتحاد الدولي منذ العام 1975.
من جهة ثانية، جاء في تقرير قدمه ديفيد سيمونز رئيس لجنة النزاهة في اتحاد أميركا الشمالية والوسطي والكاريبي لكرة القدم (كونكاكاف) أول من أمس الجمعة أن مسؤولي الاتحاد السابقين جاك وارنر وتشاك بليزر "ارتكبا مخالفات فساد خلال إدارتهما للاتحاد".
وقدم سيمونز تقرير مفصلا إلى الاتحاد في الادعاءات بارتكاب الرئيس السابق وارنر والأمين العام السابق الأميركي بليزر مخالفات مالية اعتمد في اعداده على وثائق وشهادة 38 شخصا.
وكشف التقرير ان وارنر لم يفصح لاتحاد الكونكاكاف ولا الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن أن مركز جواو هافيلانج للتميز الذي بني في بورت اوف سبين في ترينيداد وتكلف 25.9 مليون دولار جرى تشييده على قطعة أرض تملكها شركاته.
وقال سيمونز إن بليزر وهو عضو باللجنة التنفيذية للفيفا تلقى أكثر من 20 مليون دولار من الكونكاكاف منها 17 مليونا أثناء الخدمة. وعمل بليزر بدون عقد من 18 تموز (يوليو) 1998 وتم مناقشة مستحقاته ثلاث مرات فقط خلال 21 عاما.
وأوضح التقرير انه "لم يجد سببا" لتأجير شقق سكنية استخدمها بليزر في مانهاتن بالولايات المتحدة وقال إنه حاول أيضا شراء عقار في جزر الباهاما العام 2007 مقابل أربعة ملايين دولار من أموال كرة القدم.
ووصف سيمونز بليزر بأنه "مهمل تماما" لأنه لم يقدم بيانا بضريبة دخل الكونكاكاف في الولايات المتحدة مما أدى إلى فقدان الاتحاد وضعه المعفي من الضرائب كمنظمة لا تهدف للربح.
واختتم سيمونز التقرير بالقول إن المراجع المالي الذي استعان اتحاد كونكاكاف به خلال حقبة وارنر لم يكن مستقلا وأورد وثائق توضح ان وارنر وبليزر كانا من عملاء المؤسسة، وينفي وارنر وبليزر ارتكاب أي مخالفة.
وقال سيمونز كبير القضاة الأسبق في جزيرة بربادوس إن وارنر وبليزر لم يتعاونا معه في التحقيقات التي أجراها.
ونفى وارنر صحة ما جاء في تقرير سيمونز، وقال في بيان تعقيبا على النتائج التي توصلت لها اللجنة "تركت الكونكاكاف وأدرت ظهري لعالم كرة القدم قبل عامين. منذ ذلك الوقت لم أهتم بأي شيء له علاقة بكرة القدم".
وأضاف "تقرير الكونكاكاف الصادر اليوم (أول من أمس) لا يحمل أي أهمية بالنسبة لي وعلى حد علمي فانه لا يوجد سند له وينم عن الحقد".
وتابع البيان "بعد عشرين عاما من شغلي منصب رئيس اتحاد الكونكاكاف فإن كل ما تتوصل له لجان الاتحاد الآن يمكن أن يصبح مزاعم بلا أساس فيما يخص مركز التميز (الخاص بجواو هافيلانج) وهو ما يعني انني سأنام قرير العين خلال الليل".
ولم يتم الوصول إلى بليزر على الفور للتعليق على التقرير مثلما فعل وارنر. وكان بليزر قد نفى سابقا ارتكاب اي مخالفات.
وقال جيروم فالك الأمين العام للاتحاد الدولي ان التقرير سيرسل لغرفة التحقيقات التابعة للفيفا وهو التصرف الذي قد يقود للمزيد من الاجراءات واحتمال فرض عقوبات على الثنائي وارنر وبليزر.
ويمكن ان يواجه وارنر وبليزر تحقيقا جديدا وعقوبات محتملة، وسيظل بليزر في اللجنة التنفيذية للفيفا حتى نهاية اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الدولي في الثلاثين من أيار (مايو) المقبل حيث سيحل مواطنه سونيل غولاتي الذي انتخب مؤخرا بديلا له. إلا أن أعضاء الكونكاكاف طالبوا خلال اجتماعات الجمعية العمومية لاتحادهم يوم الجمعة باتخاذ قرار باستبعاد بليزر من عالم الرياضة قبل موعد اجتماع الجمعية العمومية للفيفا.
ولاقت الدعوات التي تقدم بها عدد من الوفود المشاركة في الاجتماعات دعما من جيفري ويب رئيس اتحاد الكونكاكاف الذي قال انه لا يريد ان يتشارك نفس المنصة مع بليزر خلال اجتماعات الفيفا المقبلة، وقال للصحفيين "سمعتم آراء اعضاء الجمعية العمومية. السيد بليزر مايزال جزءا من الرياضة ومايزال منتخبا حتى الثلاثين من أيار (مايو) حتى يتسلم العضو الجديد مهامه خلال اجتماع الجمعية العمومية".
وأضاف "أما بالنسبة لرأيي الشخصي فإن الأمر سيكون صعبا علي للغاية عقب تلقي هذا التقرير من لجنة النزاهة أن أجلس أمام العالم وفي تلك الساحة العالمية إلى جواره باعتباره عضوا في اللجنة التنفيذية للفيفا وأمام جمعيتها العمومية".
وكان ويب يجلس في المؤتمر الصحفي إلى جوار بلاتر رئيس الاتحاد الدولي الذي رد على تعليقات جزر كايمان بطلبه من جيروم فالك أن يوضح الكيفية التي سيتعامل بها الفيفا مع التقرير، وقال فالك "تحدثت إلى رئيس اللجنة القانونية وهو في انتظار وصول الوثائق ليسلمها إلى مايكل غارسيا رئيس غرفة التحقيقات ليتعامل بعدها مع القضية".
وتجنب وارنر المثول امام لجنة القيم بالفيفا باستقالته من كافة مناصبه الخاصة بكرة القدم لكنه يمكن ان يواجه من الناحية النظرية عقوبات اذا ما اتخذ الفيفا إجراءات بناء على تقرير الكونكاكاف.
إلى ذلك، سيطلب مسؤولو كرة القدم في استراليا ردا رسميا من اتحاد الكونكاكاف بشأن مصير أكثر من 400 الف دولار خصصت لإنشاء ملعب في ترينيداد لكن التقرير زعم انها تعرضت لاختلاس من قبل وارنر.
وقال التقرير "تظهر القرائن التي راجعتها اللجنة ايضا ان وارنر حصل عن طريق الاحتيال والاختلاس على مبلغ 462200 دولار كان قد قدمها الاتحاد الأسترالي لكرة القدم الى الكونكاكاف في 2010". وقال الاتحاد الأسترالي انه يقدم المساعدة للكونكاكاف في التحقيقات التي يجريها. -(رويترز)