بنزيمة وأوبلاك يغيبان عن "ديربي مدريد" وسط جدل "رقصات" فينيسيوس

الحارس السلوفيني يان أوبلاك يلتقط الكرة أمام متابعة من كريم بنزيمة - (أرشيفية)
الحارس السلوفيني يان أوبلاك يلتقط الكرة أمام متابعة من كريم بنزيمة - (أرشيفية)

مدريد - أكد الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لفريق ريال مدريد، أن البرازيلي فينيسيوس في حالة معنوية رائعة قبل خوض مباراة الديربي أمام أتلتيكو مدريد عند الساعة العاشرة من مساء اليوم، وذلك بعد الجدل الذي أثارته الرقصات التي يؤديها احتفالا بأهدفه، مشيرا أنه "لا يرى عنصرية في إسبانيا".اضافة اعلان
وقال أنشيلوتي في مؤتمر صحفي عشية الديربي: "لا شيء مما حدث من جدل حول رقصات احتفال فينيسيوس أو لون بشرته، شتت تركيزه عن مباراة الديربي".
وأضاف "يجب أن أبرز أنني لا أرى عنصرية في إسبانيا، اكتفي ببيان النادي وبيان فينيسيوس وبعد ذلك نتحدث عن الكرة، هو في حالة جيدة ومتحمس لخوض المباراة ومساعدة الفريق لتحقيق الفوز".
وأبرز: "يمكنني تأكيد أن الأمر لا يؤثر على الفريق أو فينيسيوس لأنها مسألة لا نتطرق لها في غرفة خلع الملابس، نحن نستعد للمباراة ونركز جيدا ونفكر فقط في هذا الأمر. إنها أمور لا نتحدث فيها في غرفة تغيير الملابس. فقط نتحدث عن كرة القدم".
وأضاف "العنصرية شيء وما يحدث في الملاعب شيء آخر، لا يتم الحديث كثيرا عن الاستفزاز، العنصرية أهم بكثير مما يحدث في الملعب، لم أتحدث عن الأمر مع اللاعب. لقد تعامل معه جيدا للغاية في بيانه، ولم أقدم له النصيحة لأنني لست والده، ولست شقيقه، أنا فقط مدربه".
وعن رد الفعل العدائي الذي يمكن أن يواجهه لاعب مثل فينيسيوس من مشجعي أتليتكو مدريد، قال أنشيلوتي: "لست قلقا لأننا سنلعب مباراة كرة قدم في ملعب منافس، من الطبيعي جدا أن يدعم مشجعو أتلتيكو مدريد، الذين أحترمهم كثيرا، فريقهم، وليس هناك ما أقوله، مخاوفنا تكمن في أمور مثل التغلب على خصم قوي".
من جانبه، أكد الأرجنتيني دييغو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو مدريد، عودة الحارس السلوفيني يان أوبلاك إلى قائمة الفريق لمواجهة الديربي، وذلك بعد غيابه عن لقائين إثر معاناته من إصابة في الفخذ اليسرى.
وقال سيميوني عشية الديربي المقرر خوضه ضمن الجولة السادسة من الليغا: "نعم، أوبلاك سيشارك"، حيث كان أوبلاك قد شارك بشكل طبيعي في تدريبات الفريق الجماعية أمس، لأول مرة منذ تعرضه للإصابة.
في المقابل، يستمر غياب كل من ستيفان سافيتش وخوسيه ماريا خيمينيز وتوماس ليمار وسرخيو ريجيلون عن اتلتيكو للإصابة، في الوقت لم يتجاوز فيه لاعب ريال مدريد كريم بنزيمة أي من الاختبارات الطبية، ليتأكد غيابه عن المباراة بسبب الإصابة العضلية التي قد تستمر معه حتى 2 تشرين الأول (اكتوبر) المقبل.
مهمة غير مستحيلة
ويخوض ريال مدريد مباراة الديربي أمام جاره اللدود أتلتيكو مدريد، في ظل غياب أحد أهم أعمدة الفريق الرئيسية؛ المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، والمرشح بقوة للفوز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام، لكن بدونه حقق "الميرينجي" 16 انتصارا وأربعة تعادلات وست هزائم.
وكان بنزيمة قد شعر بمتاعب في ركبته اليمنى خلال مواجهة سيلتك في دوري الأبطال وبدا أن الأمور لا تسير على ما يرام وبالفعل تم تشخيص تعرضه لإصابة مزدوجة في العضلات والركبة اليمنى.
وتمكن ريال مدريد حتى الآن من البقاء بدون بنزيمة بفضل تألق الأوروغوياني فالفيردي والبرازيلي رودريجو، فضلا عن ارتفاع مستوى فينيسيوس جونيور ليتفوق على نفسه بعد الأداء الأسطوري الذي قدمه الموسم الماضي.
وفي غياب بنزيمة فاز ريال مدريد على سيلتك 0-3 (كانت النتيجة تعادلا سلبيا حتى لحظة خروجه مصابا)، وعلى مايوركا 4-1، وعلى لايبزيج 2-0، وهو نمط لا ينطبق على جميع المباريات التي غاب فيها الفرنسي عن ريال مدريد في المواسم السابقة، لكنه يقدم مؤشرات إيجابية، رغم أن الأرقام لا تعكس كل شيء.
فعلى سبيل المثال، فاز ريال مدريد بدون نجمه الأبرز على إنتر ميلان وإلتشي، لكنه تعادل أمام فياريال وقادش، بينما خسر أمام أتلتيكو مدريد وبرشلونة وأثلتيك بيلباو. بمحصلة خمسة انتصارات وتعادلين وثلاث هزائم.
إلا أن لكل مباراة ظروفها الخاصة، فيما تعد الخسارة أمام بيلباو تجسيدا لتأثير غياب بنزيمة حين اضطر إيسكو للعب كمهاجم وهمي نظرا لعدم وجود بدائل أمام المدرب كارلو أنشيلوتي، وقد اعترف لاعبو الميرينجي عقب الهزيمة على يد البرسا أنهم دخلوا المباراة بشعور مفرط في الثقة نظرا لفارق الـ12 نقطة في الليغا، وقد كان عدم وجود الحافز واضحا منذ الدقيقة الأولى وكانت النتيجة 0-4 للبلوجرانا رغم أن الهزيمة لم تؤثر على سير الأمور في الدوري ولا وجهة الدرع.
وكان آخر لقاء يخوضه الريال بدون بنزيمة الموسم الماضي هو ديربي مدريد، وبعد ضمان ريال مدريد الفوز بالليجا وبعد أيام معدودة من بلوغ نهائي التشامبيونز عقب ريمونتادا تاريخية أخرى، أجرى أنشيلوتي تغييرات على نطاق واسع وخسر الميرينجي بهدف نظيف. علما أن الدافع سيكون مختلفا تماما في مواجهة اليوم وسيكون تحديا قويا بالنسبة لريال مدريد في غياب بنزيمة ولزملائه، الذين سيعملون بالتأكيد على تأكيد عدم تأثرهم بغيابه.
وكان أنشيلوتي قد كشف منذ اللحظة الأولى في فترة الإعداد للموسم، والتي انضم إليها بنزيمة متأخرا بعض الشيء، أن خياره الأول لتعويض عدم وجود الفرنسي سيكون الدفع بالبلجيكي إيدين هازارد كمهاجم وهمي، في محاولة لإعادة اللاعب إلى أجواء المباريات بعد توالي الإصابات عليه خلال الأعوام الثلاثة الماضية منذ وصوله ريال مدريد، واستعادة بريق أحد أفضل لاعبي العالم.
ونظرا لسيطرة فينيسيوس المحكمة على الجبهة اليسرى، ابتعد هازارد عن مركزه الأصلي، ما دفع أنشيلوتي للبحث عن بدائل لكن الأمر لم ينجح رغم أنه سجل هدفا وصنع آخر أمام سيلتك، إلا أنه ما يزال أبعد ما يكون عن الاستمرارية ولعب فقط 158 دقيقة منذ بداية الموسم.
كورتوا يبحث عن نظافة الشباك
بدوره، كان البلجيكي تيبو كورتوا أفضل حارس مرمى وأحد أبرز اللاعبين خلال الموسم الماضي الذي حصد فيه فريقه ريال مدريد ثلاثة ألقاب، وهي (كأس السوبر الإسباني والليجا ودوري أبطال أوروبا )، ويرجع فضل كبير في ذلك إلى التصديات التي قام بها الحارس العملاق الذي يعود لمواجهة فريقه القديم أتلتيكو مدريد.
ولم يتمكن كورتوا من الحفاظ على نظافة شباكه حتى الآن في الليجا هذا الموسم ، إذ خاض الفريق خمس مباريات وتلقى مرماه خمسة أهداف. فشباك الريال تهتز من الجولة الأولى لكن حامل اللقب في المقابل حقق الفوز في الجولات الخمسة.
وانتفض الريال أمام ألميريا (من 1-0 إلى 1-2) وكسر التعادل أمام كل من إسبانيول (من 1-1 إلى 1-3) وبيتيس (من 1-1 إلى 2-1) ومايوركا (من 1-1 إلى 4-1) في الشوط الثاني، وهي سيناريوهات اضطر الفريق إلى تكرارها بسبب خلل في الدفاع يعاني منه فقط بالليجا.لكن الأمر يختلف في دوري الأبطال، حيث خاض حامل اللقب حتى الآن مباراتين انتصر فيهما ولم تتلق شباكه أي أهداف، كما أن كورتوا تصدى لسبع تسديدات.
وكان كورتوا قد حافظ على نظافة شباكه أيضا في كأس السوبر الأوروبي الذي توج به الملكي في العاشر من آب "أغسطس" الماضي أمام آينتراخت فرانكفورت الألماني بهدفين دون رد.ويبدو أن كورتوا يشعر بالمزيد من الأريحية في أوروبا ولكن في الليجا سيعود إلى ملعب يعتبر فيه "شخصا غير مرغوب فيه".
ولعب كورتوا 154 مباراة بقميص أتلتيكو في ثلاثة مواسم أعاره خلالها تشيلسي الإنجليزي إلى النادي المدريدي، مما جعله يحصل على لوحة خاصة به في ممر أساطير الروخيبلانكوس، وهو التكريم الذي أثار الجدل في نهاية أيار "مايو" الماضي وقام مشجعون بانتزاعها.
وبعيدا عن الجدل بشأن ماضي كورتوا مع أتلتيكو، سيكون تحدي الحارس البلجيكي بلا شك الحفاظ على نظافة شباكه، الأمر الذي حققه الموسم الماضي 16 مرة بواقع 44.4 % من المباريات التي لعبها.-(إفي)