بنسبة 45% .. الأردنيون الثاني عربياً بعد السودانيين تفكيراً بالهجرة

4f0659e3-de52-4e2e-8f26-4bd0bccbabaf
4f0659e3-de52-4e2e-8f26-4bd0bccbabaf

تيسير النعيمات

عمان – اظهرت نتائج استطلاع مقياس الديموقراطية العربي 2018 / 2019 ان 90 % من المستطلعة اراؤهم من المواطنين الاردنيين لا يثقون باغلبية الناس وشهدت هذه النسبة ارتفاعاً كبيراً بنسبة الذين لا يثقون بأغلبية الناس منذ العام 2007 وهي في الوقت نفسه من أعلى الدول العربية.

اضافة اعلان

وبينت نتائج الاستطلاع الذي نفذه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية واعلن نتائجه في ندوة عقدت في الجامعة الاردنية مديره الدكتور موسى شتيوي ان نسبة (89%) من المستطلعة آراؤهم يعتقدون بأن الفساد منتشر في الأردن فيما تشير البيانات الى ان الأردن ضمن أعلى خمسة دول عربية يعتقد المواطنين بان الفساد منتشربها وهي ( العراق ، لبنان، وليبيا وفلسطين )، بالمقابل يعتقد (59%) من المستجيبين بأن الحكومة تقوم بالعمل على القضاء على الفساد في الأردن.

وبخصوص التحديات التي تواجه الأردن اليوم والوضع الاقتصادي فان غالبية من (71 % ) من المستطلعين آراؤهم أشاروا الى أن التحدي الأهم الذي يواجه الأردن اليوم هو الوضع الاقتصادي العام في البلد، تلاه تحدي الفساد المالي والإداري وبنسبة( 17%) بينما توزعت باقي التحديات وبنسب ضئيلة على الخدمات العامة والإرهاب والتطرف الديني والتدخل الخارجي.

وقيّمت الغالبية ( 77%) من المواطنين الوضع الاقتصادي الحالي بالأردن بأنه سيء وتشير المقارنات مع السنوات السابقة بأن تقييم الوضع الاقتصادي سيء قد كان مستقراً فوق الـ (50%) منذ العام 2011 وحتى 2016 ولكنه ارتفع بـ 23 نقطة بين عامي 2016 و2018. أما بالنسبة لمقارنة الوضع الحالي خلال السنوات القليلة القادمة (3-5 سنوات) فقد كانت نسبة الذين أجابوا بأنه سوف يكون سيئاً (45%) وهي أعلى نسبة منذ العام 2007.

وقال (45%) من المواطنين بانهم فكروا / يفكرون بالهجرة خارج الأردن وتعتبر النسبة ثاني أعلى نسبة عربياً بعد السودان (50%) والاعلى في الأردن منذ العام 2007 وهي ضعف ما كانت عليه العام 2016. حسب الفئات العمرية فكانت نسبة الاعلى لدى الفئات الشابة (18-29) وبنسبة (59%) والحاصلين على التعليم العالي (52%).

واحتلت الأسباب الاقتصادية النسبة الاعلى (83%) كسبب رئيسي للهجرة تلتها أسباب متعددة وبنسب ضئيلة اهمها فرص التعليم (4%). فيما احتلت امريكا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا) النسبة الاعلى كجهة مفضلة للهجرة (40%) تلتها دول مجلس التعاون الخليجي (31%) وأوروبا (16%).

وفادت غالبية العظمى من المبحوثين(91%) بتوفر الأمن والسلامة الشخصية لهم ولأفراد أسرهم وهي النسبة الاعلى بين الدول العربية التي تم تنفيذ الدراسة بها حيث جاءت أدنى النسب من نصيب لبنان وفلسطين.

السياسة والديمقراطية

وقال أكثر من ربع المواطنين بأنهم مهتمون بالسياسة بشكل عام، وتعكس البيانات تراجعاُ ملحوظاً بالاهتمام بالسياسة بين العام 2011 و 2018. ويأتي ترتيب الأردن الخامس بين الدول العربية المشمولة بالدراسة.

أما بالنسبة لدعم قرارات الحكومة بغض النظر عن اختلافهم مع قرارات الحكومة ، فقد أفاد أكثر من الربع (26%) بأنهم يدعمون قرارات الحكومة ، ويسجل هذا انخفاضاً حاداً للعام 2018 مقارنة بالعام 2016، حيث كانت النسبة غالبة أكثر من النصف 58% .

وحول اللمشاركة في الأنشطة غير التقليدية ، فقد أفاد نسبة (5%) بأنهم شاركوا بحضور اجتماع لبحث موضوع معين او التوقيع على عريضة، بينما أشار (3 %) بانهم شاركوا في احتجاج على شكل مظاهرة أو مسيرة او اعتصام ،ويعكس هذا تراجعاً عن العام الماضي، وتراجعا كبيراً عن العام 2011.

وتعتقد الغالبية (72%) أن الديمقراطية افضل من أي نظام آخر للحكم. أما أهم سمة للديمقراطية بالنسبة للمبحوثين فكانت أن تضمن الحكومة توفير فرص عمل للجميع (48%) تليها ضمان تطبيق القانون والنظام العام (25%) ثم حرية وسائل الإعلام في انتقاد الحكومة (17%) وتنافس الأحزاب السياسية بشكل عادل في الانتخابات. كذلك تعتقد الغالبية (85 %) بأن النظام الديمقراطي قد يكون له مشاكله لكنه أفضل من غيره.

واكدت الغالبية الكبرى (89%) أنه ينبغي إدخال الإصلاح السياسي بالتدريج بدلا من إجرائه بشكل فوري، ويسجل ارتفاعاً بعشرة نقاط عن العام 2011.

أما بالنسبة لتقييم مستوى الديمقراطية في الأردن على مقياس من صفر ( لا يوجد ديمقراطية إطلاقا) الى عشرة ( ديمقراطية الى أبعد الحدود) ، فكانت النتيجة أعلى من النصف بقليل (5.4) وهذا يعكس انخفاضاً واضحاً عن العام 2016 و 2011 حيث كان المعدل 6.7 و 6 على التوالي.

وتدل البيانات الى وجود نفس التوجه بالنسبة لدى ملائمة الديمقراطية للأردن، حيث كانت (5.9) على نفس المقياس مسجلة بذلك انخفاضاً عن الأعوام السابقة التي أجريت بها الدراسة ، حيث كانت اعلاها (6.5 ) في العام 2016.

العلاقات الخارجية /المساعدات الدولية

ويفضل المبحوثين وبنسب كبيرة تمتين العلاقات الاقتصادية بين الأردن والدول الشقيقة والصديقة وبنسب متفاوتة أعلاها مع تركيا ( 81%) وادناها مع إيران (25%) . وتبرز بالدول غير العربية والإسلامية الصين (70%) تليها المملكة المتحدة (63%) والولايات المتحدة ( 57%) وروسيا ( 47%).

اما بالنسبة لاعتقاد المواطنين بضرورة زيادة حجم المساعدات الخارجية للأردن ، فقد تصدرت السعودية ( 76%) قائمة الدول التي يجب أن يزداد حجم مساعداتها للأردن ، تلتها الصين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا بنسب متفاوتة ولكنها متقاربة.

وحول تقييم المواطنين لدوافع المساعدات الخارجية للأردن فكان أهمها كسب النفوذ للدول المانحة ( 52%) تلتها دعم التنمية الاقتصادية ( 17%) وتحسين حياة المواطنين العادية ( 14%) ودعم الاستقرار الداخلي في البلد ( 11%).

قضايا المرأة

ويعتقد البعض انه من اجل تحقيق تمثيل سياسي أكثر عدلا، يجب تخصيص نسبة معينة من المناصب المنتخبة للنساء، وقد قامت بعض الدول العربية بتطبيق نظام الكوتا للنساء في المناصب المنتخبة، وكان الأردن من ضمن هذه الدول. وقد اظهرت نتائج المؤشر العربي في جولته الخامسة بأن من يوافقون على تخصيص مقاعد للنساء في المناصب المنتخبة في الأردن (70%) من المواطنين، فيما كان اعلى نسبة موافقة في كل من السودان (79%) والعراق (78%)، فيما كان ادنى مستوى موافقة في الجزائر (50%).

وفيما يتعلق بالمبادئ التي تحدد سلوك المرأة ووضعها في المجتمع، تم طرح مجموعة من الفقرات على المستجيبين لقياس مدى موافقتهم على كل منها، وقد أظهرت النتائج ان المستجيبين في الأردن يوافقون (يوافقون بشدة او يوافقون) على انه يجب ان يكون للمرأة والرجل حقوق متساوية في اتخاذ قرار الطلاق وبنسبة (78%)، فيما يوافق (75%) على أن الرجال افضل في تولي القيادة السياسية من النساء، ويوافق نصف المستجيبين تقريباً (51%) على ان الرجل له القرار الأخير في كل الشؤون العائلية. فيما كان هنالك موافقة ضئيلة جداً على أن التعليم الجامعي للأولاد أهم من التعليم الجامعي للبنات (الموافقون 17%).

الاعلام، الانترنت، ومنصات التواصل الاجتماعي

اظهرت النتائج استخدام عالي للأنترنت من قبل المستجيبين، فقد افاد 67% بأنهم يستخدمون الانترنت معظم أوقات اليوم، فيما أفاد 14% بأنهم يستخدمونه مرة واحدة على الأقل في اليوم الواحد. وأفاد 16% بأنهم لا يستخدمون الانترنت على الاطلاق.

ويقضي ما يصل الى ساعتين في اليوم الواحد على مواقع التواصل الاجتماعي (مثل: فيسبوك، تويتر، يوتيوب،...) نصف المستجيبين (50%)، فيما يقضي ما يصل الى 5 ساعات في اليوم الواحد (29%) من المستجيبين.

ويعتمد (47%) من المستجيبين اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر أساسي لمتابعة الاخبار العاجلة والمستجدات فور حدوثها، فيما يعتمد 37% على التلفاز، ويعتمد 11% على الحوارات المباشرة (وجها لوجه) كمصدر أساسي لمتابعة الاخبار العاجلة.

ويوافق في الأردن (31%) على عبارة " انا اثق بالمعلومات التي تقدمها وسائل التواصل الاجتماعي اكثر من تلك التي تقدمها الصحف والبرامج الإخبارية التلفزيونية" ، فيما يوافق في لبنان على تلك العبارة 52% من المستجيبين، وفي مصر يوافق 46%، فيما كان ادنى موافقة في اليمن (29%). ومن الملفت في ان نسبة الموافقة على العبارة كانت الأدنى في اليمن ومن ثم الأردن وتليهم ليبيا.

واجمع المشاركون في ندوة اعلان نتائج الاستطلاع والتي اقيمت تحت رعاية وزير الشؤون السياسية والبرلمانية المهندس موسى المعايطة ان نتائج الاستطلاع تطرح العديد من الاسئلة المهمة والتي تحتاج الى اجابتها مزيدا من الدراسات والابحاث المتخصصة .

وعبر المعايطة عن اسفه لضعف ثقة المواطنين في الاحزاب السياسية عماد الديموقراطية

فيما نبه وزير التخطيط والطاقة الاسبق الدكتور ابراهيم سيف الى خطورة النتيجة التي تظهر ضعف ثقة المواطنين فيما بينهم وضعف ثقتهم بالبرلمان والحكومة ما يعيق تنفيذ الساسات الحكومية .

من جهتها عبرت العين وزير البلديات الاسبق رابحة الدباس عن معارضها لنظام الكوتا للمرأة مؤكدة في الوقت نفسه ان المرأة الاردنية لا تحظى بالمثيل المناسب في المواقع القيادية بما يتناسب مع قدراتها وامكانيتها

ودعا الدكتور محمد عيادات الى دراسات وابحاث معمقة للنتائج المتعلقة بالديموقراطية والحريات؟

[email protected]