بن الشيخ: مواجهة التطرف تقتضي تقديم خطاب بديل - فيديو

Video thumbnail for youtube video 34cwq6ten8e
Video thumbnail for youtube video 34cwq6ten8e

إيمان الفارس

عمان - أكد رئيس مؤسسة الإسلام في فرنسا د. غالب بن الشيخ أن النموذج الأردني في التعايش بين الأديان نموذج على العالم أجمع أن يحتذي به، مؤكدا أن خط الدفاع الثاني في مواجهة التطرف تقديم خطاب إسلامي بديل والانفتاح الثقافي.

اضافة اعلان


وقال خلال زيارته الأخيرة إلى الأردن، وفي مقابلة أجراها مع "الغد"، إنه يعيش في كنف دولة علمانية تفصل ما يتعلق بالدين عن السياسة، وأصبح هذا المجتمع بلا مرجعية دينية، مؤكدا أن الإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن غالبية المجتمع الفرنسي ملحد وليس لديه عقيدة دينية.


وتابع "نحن ننتمي إلى حضارة إنسانية واحدة فعلى الجميع التركيز أكثر على النزعة الإنسانية والأخلاقيات والقيم الجمالية والحضارية".


وعن حرية التعبير وعدم الاساءة للأديان قال "في فرنسا اليوم، باب حرية التعبير مفتوح على مصراعيه، فلا يوجد قانون يجرم ازدراء الأديان أو المقدسات أو الرموز الدينية، منذ شهدت فرنسا في الماضي حادثة وقعت منذ قرنين عندما عذب شاب وقتل لأنه لم ينحن أمام موكب كنائسي، مما مهد تدريجيا للتحرر من الكنيسة".


وأضاف المفكر ابن الشيخ أنه على إثر قانون العلمانية الذي سن في 1905 في فرنسا أريقت الدماء ما بين العلمانيين والمدافعين عن الكنيسة، وكثير من القساوسة والراهبات طردوا حينها من البلاد، لافتا إلى أن أغلبية المجتمع الفرنسي لا توافق على تشريع يجرم المساس بالمقدسات والأديان.


وفي ما يتعلق بالعدالة بين أفراد المجتمع الفرنسي، قال: "في فرنسا نحن مواطنون فرنسيون مهما كانت انتماءاتنا فلدينا كلمة، ونحن مؤمنون بعدالتنا"، مضيفا أن للقضاء الكلمة الفصل في إرساء معايير العدالة في المجتمع الفرنسي، وليس هناك أي تغول لسلطة ما على المواطن.


وحول التطرف، بين أنه "موجود في فرنسا وأوروبا"، مضيفا: "أقولها كمواطن فرنسي، يجب ألا ننسى أن ثلث ضحايا الإرهاب في فرنسا من المسلمين، مثلا على جادة الإنجليز في مدينة نيس وقعت 86 ضحية، 33 منهم من المسلمين، وأيضا ضحايا يوم 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 أيضا كان منهم مسلمون".


وكانت مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة تعرضت لاعتداء إرهابي أوقع 12 قتيلا من هيئة تحريرها في كانون الثاني (يناير) العام 2015، بعدما أعادت نشر 12 رسمة كاريكاتورية لرسام دنماركي تحمل إساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في العام 2006، وأثارت موجة غضب في العالم الإسلامي.


وأوضح ابن الشيخ أن "خط الدفاع الأول في مواجهة التطرف أمني واستخباراتي، والخط الثاني يقع على عاتقنا نحن كمؤسسة ومسؤولين، بأن نقدم الخطاب البديل والانفتاح الثقافي، فيما يكمن الخط الثالث في السياسة التربوية".


وقال: "نحن في فرنسا نشجع على تطبيق تلك السياسة بشكل شامل، فمثلا يجب إعطاء المنح للطلبة الذين يحضرون أطروحات في الدراسات الإسلامية ومن المهم ان يكون في فرنسا مواد تدرس في الجامعات والمعاهد العليا حول الخطاب والعلم المتعلق بالإسلام دينا وحضارة، وأن يكون متاحا للمسلمين وغيرهم".


وأكد ضرورة مواجهة سيطرة فكرة "الصور النمطية" على المجتمع الداخلي الفرنسي فيما يتعلق بالإسلام والمسلمين، من خلال أنسنة القيم الأخلاقية والحضارية التي يدعو إليها الدين الإسلامي، داعيا صناع الرأي والمفكرين المسلمين للتركيز على رفع وعي الجيل الجديد وتحسين نشأته بما يتسق مع الدراسة والتعليم والتكوين.

إقرأ المزيد :