بن سلمان في واشنطن.. الصفقات المنتظرة

بالتزامن مع وصول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن، صوّت مجلس الشيوخ على قرار نهائي يضمن استمرار الدعم الأميركي لحرب التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن.اضافة اعلان
يمكن اعتبار هذا القرار أول ثمار زيارة بن سلمان المقرر لها أن تستمر لثلاثة أسابيع، وقد استهلها باجتماع مهم مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ثمة صفقات كثيرة منتظرة من هذه الزيارة. على المستوى الثنائي أشارت التقارير والتصريحات من الطرفين لاستثمارات مشتركة بقيمة تناهز 200 مليار دولار، لم يخفِ ترامب شغفه بالحصول عليها كما صرح خلال استقباله ولي العهد السعودي.
الملف الذي يحوز على اهتمام بالغ من الجانبين هو إيران. السعودية ماضية في مشروع المجابهة مع إيران ومستعدة لكل الصفقات الممكنة لتحجيم نفوذها في المنطقة. ويتطابق موقفها تماما مع إدارة ترامب الماضية في طريقها للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، والعودة من جديد لسياسة العقوبات المغلظة بحقها، رغم المعارضة الأوروبية الشديدة لهذا الموقف.
ينبغي على إيران أن تتوقع قرارات أميركية مختلفة بحقها بعد زيارة بن سلمان لواشنطن. تصريحات ترامب خلال اجتماعه مع بن سلمان تشي بذلك.
لقاء لافت ومهم عقده بن سلمان أمس مع الشخصيتين المعنيتين بملف عملية السلام  بين الفلسطينيين وإسرائيل؛ كبير مستشاري البيت الأبيض وصهر الرئيس جاريد كوشنير ومبعوث الرئيس للشرق الأوسط جيسون غرينبلات.
كوشنير وغرينبلات هما المكلفان من قبل ترامب بإعداد خطة للحل النهائي بين الفلسطينيين وإسرائيل، أطلق عليها اسم "صفقة القرن".
الصفقة الموعودة لم تر النور بعد وإن تسربت تفاصيلها "المرعبة" لوسائل الإعلام، وترددت في الآونة الأخيرة معلومات عن نية الرئيس الأميركي تأجيل طرحها لأجل غير مسمى بعد تحفظات من قبل نتنياهو على بعض بنودها ورفض السلطة الفلسطينية المسبق التفاوض حولها مع الجانب الأميركي.
لكن ترامب أظهر على الدوام التزاما بوعوده، وقال منذ البداية إن الصفقة تتطلب تنازلات مؤلمة من الطرفين، أي أنه أخذ في عين الاعتبار سلفا بالاعتراضات الإسرائيلية عليها مع الاحتفاظ بتصميمه على طرحها، ودون أدنى اكتراث بالموقف الفلسطيني.
لقد ارتبط اسم ولي العهد السعودي مبكرا بالصفقة، وأشارت تقارير صحفية لتفاصيل المناقشات السعودية الأميركية حول "صفقة القرن" بعد زيارات متكررة للرياض قام بها الثنائي كوشنير وغرينبلات.
والسعودية لم تنف أبدا رغبتها بالعمل من أجل حل نهائي للصراع يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، والجميع على معرفة بالمناقشات التي دارت بهذا الخصوص بين بن سلمان والرئيس  الفلسطيني محمود عباس.
لكن السعودية لم تشارك بعد حلفاءها التقليديين في المنطقة بما دار ويدور من مناقشات حول الصفقة مع الإدارة الأميركية.
 أعتقد أن مباحثات بن سلمان مع كوشنير وغرينبلات يوم أمس في واشنطن ستكون حاسمة لجهة تقرير مصير الصفقة من عدمها. ويمكن بعد الأسابيع الثلاثة المقبلة لولي العهد السعودي في أميركا أن يتضح ما إذا كانت القضية الفلسطينية إحدى صفقات هذه الزيارة أم لا.