بهذه الطرق تتجنب الإصابة بالتهاب الكبد

Untitled-1
Untitled-1

عمان- يعد الكبد أكبر أعضاء الجسم حجما؛ حيث يزن عند البالغين 1200-1400 غم لدى الإناث، و1400 - 1600 غم عند الذكور.
ويقع الكبد في الجهة اليمنى العليا من البطن، وله وظائف حيوية جمة أهمها أنه مخزن للجلوكوز اللازم للطاقة، مصنع البروتينات (الألبومين وعوامل التخثر التي تمنع تميع الدم الزائد)، عدا عن أهميته في تنقية الدم من السموم.
يطلق تعبير الالتهاب الكبدي على مجموعة واسعة من الحالات السريرية التي تترافق مع حدوث تغيرات مرضية تصيب الكبد، وهي ناجمة عن تعرضه لعديد من العوامل الممرضة، والتي تمثل الفيروسات الجزء الأعظم منها.
ويتم تقسيم التهاب الكبد تبعا لمعايير سريرية وكيميائية وتشريحية مرضية إلى نمطين: حاد ومزمن.
يدل تعبير التهاب الكبد الحاد على حدوث نخر في الخلايا الكبدية مع استجابة التهابية وخلل في وظائف الكبد، ولا تتجاوز مدته ستة أشهر، وقد ينتهي الالتهاب الكبدي الحاد بشفاء الكبد وعودة حالته إلى الوضع الطبيعي أو تتردى الإصابة سريعا نحو النخر الشامل مؤدية إلى الوفاة، أو يتطور الالتهاب الحاد نحو الإزمان الذي يعني دوام الأعراض.
الإصابة الفيروسية

  • فيروسات متخصصة في إصابة الكبد مثل: A,B,C,D,E,…etc.
  • فيروسات غير مخصصة لإصابة الكبد، ولكنها تصيبه خلال إصابتها أعضاء الجسم الأخرى.
  • الإصابة البكتيرية.
  • السموم والأدوية.
  • تعاطي الكحوليات.
  • أمراض الكبد المناعية.
  • أمراض الكبد الموروثة: ترسب الحديد أو النحاس في الكبد، وغيرها العديد من أمراض الكبد.
    يمكن تقسيم فيروسات التهاب الكبد طبقا لطرق نقل العدوى، إلى مجموعتين:
  • المجموعة الأولى تنتقل العدوى بها عن الطريق المعوي (البرازي الفموي) مثل فيروسات: A, E.
  • المجموعة الثانية تنتقل العدوى بها عن طريق الدم ومشتقاته مثل فيروسات: B, D, C.
    التهاب الكبد الفيروسي (A)
    ويطلق عليه أيضا الالتهاب الكبدي الوبائي أو التهاب الكبد المعدي أو اليرقان الوبائي.
    وهو واسع الانتشار على مستوى العالم وتحدث الإصابة به بشكل فردي أو على شكل وافدات صغيرة أو حالات وبائية والمرض أكثر انتشارا في بلدان العالم النامية، والفئات الأكثر تعرضا لخطر العدوى هم: مخالطة الحالات والمسافرون إلى المناطق المتوطن بها المرض، والأطفال في دور رياض الأطفال وتلاميذ المدارس.
    وتنتقل العدوى بالتماس المباشر مع المريض بالطريق البرازي الفموي، وكذلك عن طريق تناول الأطعمة والأشربة الملوثة بالفيروس.
    الوقاية من فيروسات التهاب الكبد المنقولة معويا
    التثقيف الصحي للعامة واتباع أساليب النظافة الشخصية مع التشديد على العناية بغسل اليدين بعد التبرز، وقبل تناول الطعام وكذلك التخلص الآمن من الفضلات.
    يفضل تطعيم المسافرين إلى المناطق المتوطن بها المرض بطعم ضد الالتهاب الكبدي (A) أو تحصينهم بالمصل الواقي IG قبل سفرهم، ويفضل التطعيم للأشخاص الذين يمكثون لفترات طويلة أو يترددون على هذه المناطق.
    يتم التشخيص سريريا مع فحوصات الدم، والمتابعة من قبل الاختصاصي ضرورية لعلاج الأعراض المرافقة مثل الاستفراغ والألم وارتفاع الحرارة، ونادرا جدا حصول فشل كبدي حاد يتعامل معه الاختصاصي وفقا للبروتوكولات العالمية. الإصابة عند البالغين عادة أكثر شدة بسبب نضج الجهاز المناعي عندهم.
    يحمل المصاب بعد الشفاء مناعة أبدية للمرض، ولا يوجد حالات مزمنة من التهاب الكبد الوبائي (A).
    التهاب الكبد الفيروسي (B)
    الإصابة غالبا ما تحدث بشكل إفرادي، والفئات الأكثر تعرضا لخطر العدوى هي: الشركاء الجنسيون والمخالطون المنزليون للمصابين بالفيروس ومدمنو المخدرات الذين يتشاركون المحاقن، ومتعددو العلاقات الجنسية، والعاملون في المهن الطبية، والمرضى المعرضون بكثرة لنقل الدم ومشتقاته، وكذلك مرضى نقص المناعة وأبناء الأمهات المصابات بالفيروس.
    بعد الإصابة بالمرض في الغالبية يبقى صامتا لسنوات طويلة الى أن ينتهي في تشمع الكبد ويبدأ حصول مضاعفات، أو في نسبة قليلة من المرضى قد تحصل أعراض بصورة متسللة على هيئة فقدان للشهية وإحساس غير محدد بعدم الارتياح بمنطقة البطن وغثيان وقيء، وأحيانا آلام بالمفاصل وطفح جلدي، وفي معظم الأحوال يظهر اليرقان، وتتدرج شدة الأعراض من حدوث حالات بدون أعراض إلى حالات تصاب بقصور كبدي حاد يؤدي إلى الوفاة.
    تدل الأبحاث على أنه كلما حدثت الإصابة في سن مبكرة ارتفعت نسبة حدوث الإزمان، فمثلا المواليد الذين أصيبوا بالفيروس عند الولادة تصل نسبة الإزمان بينهم إلى حوالي 90 %.
    يجب أن يتلقى مواليد الأمهات المصابات جرعة من المصل المناعي حقنا بالعضل، وأيضا الجرعة الأولى من الطعم ضد الالتهاب الكبدي (B)، وذلك خلال 12 ساعة من ولادتهم، ثم بعد ذلك يستكمل التطعيم بالجرعة الثانية عند إتمام الشهر الثاني من العمر، والجرعة الثالثة عند إتمام الشهر السادس. ويعد الأردن البلد الأول في المنطقة الذي أدرج المطعوم ضمن البرنامج الوطني للتطعيم.
    وبشكل عام، يجب تطعيم المخالطين المباشرين لحالات الالتهاب الكبدي (B) بغض النظر عن العمر بثلاث جرعات من الطعم في المواعيد المقررة أو استكمال التطعيمات في حالة تطعيمهم من قبل، كما هو الحال مع شريك حياة الشخص المصاب، علما بأن المطعوم يعد إجراء كافيا للوقاية.
    المتابعة مع الاختصاصي ضرورة ملحة لتحديد لزوم العلاج أو فقط المتابعة السريرية والمخبرية للكشف المبكر عن المضاعفات وعلاجها في الوقت المناسب.
    التهاب الكبد الفيروسي (C)
    التهاب الكبد (C) واسع الانتشار على مستوى العالم، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن حوالي 3 % من سكان العالم مصابون بالفيروس، وأن ما يربو على 170 مليون شخص أصبحوا من الحالات المزمنة.
    الفئات الأكثر تعرضا لخطورة العدوى تتشابه إلى حد كبير مع الفئات الأكثر تعرضا لخطورة العدوى بفيروس التهاب الكبد (B).
    وأيضا تتشابه طرق نقل العدوى بمثيلتها للفيروس (B)، إلا أن نقل الدم ومشتقاته يمثل الجانب الأعظم من طرق نقل العدوى للفيروس (C)، أما انتقال العدوى عن طريق الجنس فتحدث بنسبة أقل كثيرا من الفيروس (B)، إلا في حالات الممارسات غير الطبيعية فتزداد الفرصة لنقل العدوى، وانتقال الفيروس من الأم إلى الجنين نادرا ما يحدث، إلا أن الفرصة تزداد عند وجود عدوى مرافقة بفيروس عوز المناعة المكتسبة (الإيدز).
    أيضا الإصابة تبقى صامتة على الأغلب حتى مراحل متقدمة من المرض أو اكتشافه عن طريق الصدفة خلال الفحص لأغراض أخرى. وعلى الرغم من أن أكثر من 90 % من المصابين بفيروس (C) لا تظهر عليهم أعراض أولية للمرض،
    إلا أن نسبة كبيرة تتراوح ما بين 50 % و85 % منهم تتطور حالتهم إلى الإزمان وعلى مدى فترة قد تصل إلى عشرين عاما تتطور حالة بعض من هؤلاء المرضى المزمنين إلى التشمع الكبدي والأورام السرطانية.
    أحيانا يصاحب الإصابة بفيروس (C) حدوث بعض الأمراض في أجهزة الجسم المختلفة؛ كالأمراض الجلدية وخلل الجهاز المناعي وأمراض الدم والأمراض الروماتزمية والأمراض النفسية، فضلا عن الارتباط الوثيق بداء البلهارسيا.
    كل مصاب يجب أن يعالج في حال لم تتقدم حالة المرض جدا وفقا لتقييم الطبيب المختص، وهنا تكمن أهمية الكشف المبكر عن الإصابة، ومن ثم العلاج.
اضافة اعلان

الدكتورة ميسم وعد عكروش
استشارية أمراض الجهاز الهضمي والكبد