لندن - سيستمتع فريق بورتسموث الفائز بكأس الاتحاد الانجليزي لكرة القدم بحذر بأول مشاركة له في المنافسات الأوروبية والتي ستتمثل في لعبه بكأس الاتحاد الأوروبي الموسم المقبل عقب فوزه بلقب كأس الاتحاد الانجليزي لأول مرة منذ عام 1939.
وفاز بورتسموث بقيادة هاري ردناب على كارديف سيتي 1-0 في النهائي الذي اقيم أول من أمس السبت ليضمن أول لقب كبير منذ الفوز بالدوري الانجليزي في عام 1950 الا ان المدرب جو جوردان أكد ان النادي يجب ان يتطلع الى المزيد من التقدم، وقال جوردان لمحطة "سكاي سبورتس نيوز" قبل ان يتوجه الفريق للقيام باستعراض النصر عند الساحل الجنوبي في وقت لاحق من أمس الاحد: "عملنا بجد كي لا يقف النادي محلك سر، رئيس النادي كان عظيما مع هاري وسمح له بالقيام بذلك وتحقيق التقدم واستقدام المزيد من اللاعبين. الان سنشارك في كأس الاتحاد الانجليزي وسنسعى بكل تأكيد لتعزيز التشكيلة".
ويتطلع بورتسموث قدما للعب في أوروبا لأول مرة وهو يعلم انه مع وجود لاعبين دوليين مثل لاسانا ديارا وديفيد جيمس وسول كامبل ونيكو كرانيكار وجيرمين ديفو يمكن للفريق المنافسة.
وعقب انهاء الفريق موسمين متعاقبين ضمن النصف الأول من جدول ترتيب الدوري الانجليزي فان الفريق يدرك بشدة طبيعة التأثير الخطير الذي قد يمثله خوض موسم طويل في كأس الاتحاد الأوروبي على الدوري المحلي، وقال جوردان لاعب خط وسط اسكتلندا السابق: "اندية أكبر منا حاولت التأقلم وتحملت هذه المسؤولية الاضافية لخوض التحدي في أوروبا وان لم تكن مستعدا فانك من الممكن ان تعاني، نريد ان نكون قادرين على اللعب في كلا الجبهتين وسنحاول الموازنة بين التشكيلة للسماح بحدوث هذا".
وتسببت مسيرة ايفرتون بكأس الاتحاد الأوروبي الموسم الماضي في اعاقة مشواره نحو التأهل لدوري ابطال أوروبا الموسم المقبل بينما هوى بولتون واندرارز من المركز السابع الى المركز السادس عشر على الرغم من اشراك تشكيلة ضعيفة في المراحل الاخيرة من منافسات البطولة الأوروبية الثانية.
ويعلم بورتسموث ان النجاح في الدوري الممتاز سيكون الاختبار الحقيقي للتقدم، وقال جوردان: "بورتسموث بات في المنافسات الأوروبية ونريد ان نقدم عرضا جيدا. الا اننا نتطلع الي ان نكون ضمن العشرة الاوائل وسنكون في منافسة من اجل نيل لقب كأس الاتحاد الأوروبي عن طريق موقعنا في الدوري الممتاز وهو ما سيكون اشارة على التحسن والنجاح في النادي".
من جهة ثانية لعب نوانكو كانو في أول ظهور له في كأس الاتحاد الانجليزي دور الوغد بعد ان خرق تقليدا عريقا في الروح الرياضية، لكنه ترك ستاد "ويمبلي" أول من امس السبت وهو يصف الانتصار الذي حققه بورتسموث بأنه أفضل لحظة في حياته.
وبالنسبة للاعب شارك في نهائيات كأس العالم وفاز بذهبية دورة الالعاب الاولمبية مع منتخب بلاده نيجيريا واختير مرتين كأفضل لاعب في افريقيا وفاز بلقب دوري ابطال اوروبا وكأس الاتحاد الأوروبي والدوري الانجليزي والدوري الهولندي بالاضافة الى كأس الاتحاد الانجليزي مرتين من قبل فان ما قاله بالتأكيد يعد ادعاء، وقال كانو (31 عاما) لمحطة "سكاي سبورتس" التلفزيونية: "إنها أفضل لحظة في حياتي. لقد لعبت في التشكيلة الأساسية وأحرزت هدف الفوز الذي منح اللقب لبورتسموث.. لم أشعر بشيء مماثل من قبل".
وكانت الأمور مختلفة قبل تسع سنوات عندما شارك كانو الذي فاز مع اياكس امستردام الهولندي بدوري ابطال أوروبا عام 1995 في أول مباراة له في كأس الاتحاد الانجليزي مع فريقه ارسنال أمام شيفيلد يونايتد في الدور الخامس للمسابقة.
وخلال هذه المباراة ذهب كانو ليستقبل كرة من رمية تماس كان من المفترض ان يعيدها الى الفريق المنافس الذي أخرج الكرة من أجل علاج لاعب مصاب. وبدلا من ذلك انطلق كانو بالكرة ومرر الى زميله الهولندي مارك اوفرمارس ليحرز هدف الفوز.
وثار الجميع ضد كانو ووصف بأنه "وغد" واعيدت المباراة وفاز ارسنال مرة أخرى قبل ان يودع البطولة في الدور نصف النهائي أمام مانشستر يونايتد.
وبعد ثلاث سنوات حملت البطولة ذكريات أفضل للاعب النيجيري بعد ان شارك في اخر عشر دقائق في اللقاء الذي فاز به ارسنال على تشلسي 2-0 ليحرز لقب كأس الاتحاد الانجليزي ويحقق الثنائية المحلية. وكان كانو ضمن البدلاء عندما فاز ارسنال باللقب مرة أخرى عام 2003.
وترك كانو ارسنال عام 2004 لينضم الى وست بروميتش البيون قبل ان ينتقل الى بورتسموث عام 2006 ورغم انه لم يعد ذلك الفتى المراهق الذي لمع نجمه قبل 15 عاما الا انه ما زال يحتفظ بمهارته ومستواه، وقال هاري ريدناب مدرب بورتسموث: "عندما قررت ضمه الى الفريق بدون مقابل اعتقد الجميع انني مجنون لكن كانو اثبت انه مكسب كبير لنا".
وكانو لاعب فريد يتمتع بمهارة عالية تخطف الأنظار وبوسعه ان يترك المشجعين في حالة ذهول وارتباك بالقدر نفسه، وفي المباراة النهائية التي جرت أول من امس السبت اظهر كانو مهارته عندما راوغ بمهارة المدافع روجر جونسون ثم الحارس بيتر اينلكمان.
وبينما هيأ مشجعو بورتسموث انفسهم لرؤية الكرة في الشباك بدا وان كانو فقد تركيزه وبدلا من ان يسكن الكرة في شباك كارديف سيتي الخالية سددها في القائم الأيسر.
وبعد نحو 15 دقيقة أخرى ارتقى كانو لمستوى التوقعات عندما حول كرة ارتدت من اينكلمان بعد تمريرة عرضية من جون اوتاكا بلمسة بسيطة الى الشباك محرزا هدف المباراة الوحيد.
ولم يكن غريبا ان يحظى كانو الذي سجل ايضا هدف الفوز في شباك وست بروميتش البيون في الدور نصف النهائي بتحية حارة من المشجعين عند استبداله قبل ثماني دقائق من نهاية اللقاء، وقال كانو: "إنهم ينادونني 'الملك'.. لذا يتعين علي ان اكون عند مستوى امال المشجعين ولحسن الحظ نجحت في ذلك".
وأضاف كانو الذي أشار الى رغبته في البقاء مع الفريق في الوقت الذي يستعد فيه للعب على المستوى الاوروبي للمرة الأولى: "بورتسموث ليس من الفرق الاربعة الكبيرة ولم يعتقد أحد ان بوسعنا الفوز باللقب لكننا حققنا ذلك، اتمنى ان يتذكر المشجعون وهاري (ريدناب) وجميع من في النادي هذا اليوم وان يقرروا تجديد تعاقدي".
