عمان - قال سفير روسيا الاتحادية لدى الأردن بوريس بولوتين إن جريمة قتل الطيار الشهيد معاذ الكساسبة على يد عصابة داعش الإرهابية، تؤكد من جديد ضرورة توحيد جهود المجتمع الدولي لمكافحة التطرف والإرهاب.
وأضاف في لقاء مع وكالة الأنباء الأردنية "بترا" استعرض خلاله مستجدات الأزمة الأوكرانية وموقف روسيا من الأوضاع في المنطقة، أن موسكو "نددت بشدة ودانت جريمة اغتيال الطيار الكساسبة وقدمت لأسرة الطيار الكساسبة والشعب الأردني الصديق العزاء".
ووصف طريقة اغتيال الطيار الكساسبة بأنها "دلالة على طابع غير إنساني وبربري للإرهاب الدولي". وحول مستجدات الأزمة الأوكرانية وصف السفير بولوتين المرحلة الحالية "بالحاسمة" في إطار جهود إيجاد حل سياسي وفي ظل وقف إطلاف النار التي يحترمها الطرفان بشكل عام، مشيرا إلى أن هناك "أوضاعا غير مستقرة ونشهد بعض الخروقات".
وقال إن مفاوضات (مينسك) التي استمرت 16 ساعة مسجلة رقما قياسيا في تاريخ العلاقات الدولية المعاصرة، أفضت الى (بيان مينسك) الذي عقد بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بترو بوروشينكو والفرنسي فرنسوا أولاند والألمانية أنغيلا ميركل الذي نص على وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ فجر يوم الأحد الماضي وضرورة الحل السلمي للأزمة. كما نص على ضرورة سحب الأسلحة الثقيلة من طرفي النزاع ومن ثم تنفيذ الحل السياسي الذي سيتم الاتفاق عليه على أساس إجراء إصلاح دستوري في أوكرانيا، وتنفيذ قانون الوضع الخاص لمناطق شرق أوكرانيا (لوغانسك ودنتسك).
وأعرب السفير بولوتين عن خشيته من تأثير ما وصفه بـ(حزب الحرب) في كييف وهو "صاحب نفوذ قوي لقوى رافضة للحل السياسي"، مشيرا الى أن حربا إعلامية ضد روسيا تشن مقابل صمت دولي على الضحايا المدنيين الذين سقطوا بشكل شبه يومي نتيجة استهداف مناطق شرق أوكرانيا.
وفي ما يتعلق باللقاء الاستشاري السوري-السوري الذي استضافته موسكو أخيرا قال السفير بولوتين إنها الخطوة الأولى نحو حوار يسهم في إيجاد حل سياسي للأزمة، مشيرا الى أن روسيا وجهت الدعوات لـ54 ممثلا عن المعارضة والمستقلين ومؤسسات المجتمع المدني السوري "إلا أن أعضاء الائتلاف الوطني واثنين من مجموع وفد لجان التنسيق لم يحضروا اللقاء".
وقال إن 30 شخصا مثلوا 20 جهة سياسية معارضة (داخلية وخارجية) شاركوا في اللقاء الذي قال لأن أحدا "لم يتوقع منه أن يتوج بحل لجميع المشاكل إلا أنه أنتج حوارا جديا من جميع الأطراف، وتم التوافق خلاله على نص يوجه الدعوة للمجتمع الدولي".
كما قدم ممثلو المعارضة للحكومة السورية، وفق السفير، "وثيقة فيها عشرة مطالب وتوافق المشاركون في اللقاء على ضرورة إطلاق حوار سوري داخلي لوقف معاناة الشعب السوري وعدم السماح بالتدخل في الشأن الداخلي، وبناء دولة علمانية والحفاظ على وحدة أراضي سورية من خلال حل سياسي سلمي على أساس مبادئ مؤتمر جنيف الذي عقد في شهر حزيران(يونيو) العام 2012، وضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة بما فيها الجيش، وضرورة الرد على المنظمات الإرهابية في سورية".
وتطرق السفير بولوتين الى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى القاهرة أخيرا، واصفا مصر بأنها "شريك قديم ومتين لروسيا في المنطقة، ولدى الجانبين رغبة في التعاون في جميع المجالات، وهناك توافق على مواقف سياسية حول ضرورة مكافحة الإرهاب".
وأضاف أن الجانبين أكدا ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، نافيا أن يكون هناك تنافس بين بلاده ومصر حول استضافة الحوار السياسي السوري "وإنما يكمل الجانبان بعضهما".
وأشار السفير الروسي الى مجالات تعاون مشترك اتفق عليها الطرفان في مختلف المجالات لاسيما الطاقة النووية للاستخدامات السلمية، لافتا الى أن عدد السياح الروس الذين زاروا مصر العام الماضي بلغ ثلاثة ملايين سائح.-(بترا)
الثلاثاء 23 نيسان 2024
