"بيت العيلة" يفتح أبواب الخير للأسر في القرى النائية

Untitled-1
Untitled-1

تغريد السعايدة

عمان- سعيا لتجسيد التكافل الاجتماعي وفتح أبواب الخير في القرى الأردنية وكسر الحواجز بين أبناء البلدة الواحدة؛ جاء مشروع "بيت العيلة" لمساعدة الأسر وسد نواقصها من مستلزمات متعددة يحتاجها الأفراد.اضافة اعلان
كل ذلك كان نتيجة لتكاتف الجهود من أصحاب الأيادي الخيرة والمحبة للعطاء، وبدعم مؤسسة الجذل للتنمية المستدامة، والناشطة الاجتماعية جذل الهنداوي التي تقول لـ"الغد" إنها ومن خلال عملها التطوعي على مدار سنوات، ارتأت أن تكرس جهودها في القرى مترامية الأطراف.
وكانت الانطلاقة من قرية بمادبا، وقضاء أم الرصاص تحديداً. والمشروع، وفق الهنداوي، عبارة عن "هنجر" كبير، واسمه "بيت العيلة" يعكس كل ما يحتويه هذا المكان من متطلبات يحتاجها أفراد الأسرة، ويناسب مختلف الأعمار.
ويضم البيت العديد من المساعدات العينية بدءاً من الملابس، الأحذية، الأدوات المدرسية، الكتب الجامعية، الأدوات المنزلية. وتم تخصيص جزء من موجودات البيت لـ"خزانة العروس" التي تشمل مقتنيات يمكن أن تستفيد منها الفتاة المقبلة على الزواج للتخفيف من العبء المادي عليها قبيل الزواج.
الهنداوي تحدثت عن فكرتها لبيت العيلة الذي أطلقته بكل حب لمجتمعها المحيط، ولمست فيه النخوة وحب العطاء، مبينة أن الشخص الراغب بالمساعدة ما عليه سوى وضع عطاياه في مكان يستطيع آخرون الاستفادة منه، خصوصا مستلزمات البيت وكل ذلك "بالمجان".
وتوضح الهنداوي رؤيتها، بأن كل فرد منا مُعرض لأن تمر به أوقات عصيبة، كذلك الأسر التي تعاني من ضائقة مادية، ومن لديها طالب جامعي، فقد تم توفير كتب جامعية لأغلب التخصصات يمكن الحصول عليها، عدا عن باقي المستلزمات، كما في الأدوات المدرسية للأبناء، كما سيتم تكثيف الجهود في تزويد البيت بالملابس بفترة الأعياد.
وتعتقد الهنداوي أن مصطلح "بيت العيلة"، من شأنه أن يكسر الرهبة من الانضمام لحصول كل فرد على حاجته، فشخص لديه نواقص يحتاج لها سيجدها بهذا المكان، "فلا نريد أن يكون هناك حواجز بين الأهل".
وتنصح أن يأتي كل فرد ويحصل على ما يحتاجه بعيداً عن طرق التوزيع التقليدية التي لا يفضلها كثيرون من العائلات المعوزة"، على حد تعبير الهنداوي.
قضاء أم الرصاص الذي يضم 15 ألف نسمة، يعاني نسبة كبيرة من شبابه وفتياته من البطالة، وهذا يزيد العبء على الأسرة، ويبقى الأب متحملاً لمسؤولية أسرة كاملة من أطفال وطلبة وعاطلين عن العمل، لذا تسعى مؤسسة الجذل من خلال هذه المشاريع التنموية لتخفيف هذا العناء، ولو بنسبة قليلة.
وعن آلية عمل "بيت العيلة"، توضح الهنداوي أنه يفتح أبوابه ثلاث مرات في الشهر بالوقت الحالي؛ يوم للشباب ويوم للفتيات وآخر للأسرة بأكملها، يستطيع كل فرد منها أن يختار ما يناسبه من متطلبات، بكل خصوصية وسلاسة، لافتة إلى أن المشروع فيه مخزون كبير من المستلزمات.
وتم بناء البيت على مراحل بألواح "الزينكو"، كما تؤكد الهنداوي، حتى يكون جاهزاً وثابتاً ومستمراً بعطاء المتبرعين وأصحاب الخير. ومن خلال تعاون مجموعة من المتطوعات في البلدة، يتم التنسيق والترتيب ومساعدة الأهل القادمين للبيت، وتوفير ما يحتاجونه، بالإضافة إلى عملهن في ترتيب الأقسام الخاصة بالكتب الجامعية، واحتياجات الأسرة وأخرى للأطفال والمرأة، ومساعدة الفتيات المقبلات على الزواج من خلال "خزانة العروس".
وتشكر الهنداوي الداعمين لمشروع "بيت العيلة" الذي قام على تكاتف الجهود والدعم المتواصل والكبير وتقديم العون وتوفير المستلزمات عن "طيب نفس" وبأدوات وملابس أغلبها جديدة وكلها صالحة للاستخدام، بل وأصبح الكثيرون يتسابقون في تقديم أفضل ما لديهم ليكونوا جزءا من هذا العمل الخيري، الذي ينم عن كرم وطيب أبناء الأردن.
وتدعو الهنداوي كل شخص لديه ما يمكن أن يقدمه كمساعدة ودعم للآخرين أن يبادر في ذلك سواء من خلال مشروع بيت العيلة في مؤسسة الجذل، أو أي مشروع تنموي آخر، خاصة وأن هناك نسبة فقر وعوز كبيرة، ويجب أن يكون هنالك مبادرات للمساعدة والوقوف مع الآخرين.
ومؤسسة "الجذل" هي جهة تطوعية تعمل على تطوير العمل التنموي وخدمة المجتمعات المهمشة في القرى بشكل منظم ومؤسسي؛ حيث تم تسجيل المبادرة بشكل قانوني في وزارة الصناعة والتجارة، لتكون مؤسسة خيرية غير ربحية، هدفها إحياء المشاريع التنموية المستدامة، وتمكين المرأة.
ويشار إلى أن الهنداوي من الأردنيات اللواتي عملن لسنوات طويلة في مجال العمل التطوعي وهي سفيرة فخرية لمنظمة "عالم صغير للأطفال" ومقرها أبو ظبي تنظم الفعاليات الخيرية التي يذهب ريعها لموسسات تعنى بالأيتام والفتيات والمعنفات أسريا. وقامت كذلك خلال العام الماضي بالمشاركة في دعم ومساعدة 18 سيدة من الغارمات ومساعدة بعضهن في تأمين مشروع ربحي.