بينيت يقرع طبول الحرب

هآرتس

أسرة التحرير

20/8/2018

وزير التعليم نفتالي بينيت على قناعة بأن المفاوضات التي تجريها إسرائيل بشكل غير مباشر مع حماس، للوصول إلى تهدئة بعيدة المدى، هي بذرة الاضطراب التي ستحدث الحرب التالية. وقد بث لوسائل الاعلام أن "ليبرمان اختار استسلاما سيجلب حربا". وتحمس قائلا إن "تردده والفكرة التي تقول إن الحوار مع سكان غزة سيسقط حماس ويجلب الامن لسكان غلاف غزة هي هراء مطلق وعديم المسؤولية". اما قرار خوض المفاوضات فيصفه بينيت كـ "سياسة انبطاحية تحت ستار المسؤولية والعملية".اضافة اعلان
فضلا عن التهجم الشخصي غير الاعتيادي من وزير على وزير آخر في نفس الحكومة، وموجه أساسا إلى "القاعدة" اليمينية المتطرفة، من الاهمية بمكان النظر إلى هذه الاقوال من حيث المضمون.
ليس لدى بينيت ابتكار مجرب، يمكنه أن ينتج الهدوء الدائم الذي يتطلع اليه مواطنو إسرائيل. فعلى مدى السنين استخدم الجيش كامل قدراته ونفذ آلاف الهجمات من الأرض ومن الجو، صفى سلسلة من الزعماء الفلسطينيين وفرض اغلاقا وحشيا على مليونين من سكان القطاع. وبعد كل واحدة من هذه الحملات وعدت حكومات إسرائيل بأن "هذه المرة ضربت حماس ضربة ساحقة"، وذلك فقط كي يتبين أن الضربة الساحقة كانت مؤقتة، وان غزة تواصل الثورة ضد الاحتلال، وليس ضد قيادة حماس، وان حماس تصبح الجهة السلطوية المسؤولة في القطاع.
هذه المرة أيضا، بعد الهجوم على نحو 150 هدفا في غزة، تبين أن الحل للازمة في غزة واحتمال التهدئة لا يكمن في القوة العسكرية، بل في ما يسمى الآن "تسوية". صحيح أن وقف النار ليس بديلا على اتفاق السلام، ومدى حياة الاتفاقات، إذا ما وعندما تتحقق، ليس مضمونا، ولكن عندما تقال الامور في نزاع قومي حله السياسي ليس في متناول اليد في المدى المنظور، فإنه حتى الهدوء المؤقت يعد انجازا، مثلما اثبتت فترة الهدوء، التي تميزت بها السنوات الأربعة، بعد حملة الجرف الصامد، والتي هي الاخرى انتهت بتسوية.
إذا كان بينيت يعتقد أن على إسرائيل أن تعيد احتلال غزة، ان تدير المعارك من بيت إلى بيت، وان تتسبب بعدد لا يحصى من الضحايا في الأرواح في الطرفين، وان تدير غزة مباشرة وتدفع الثمن عن الخدمات المدنية فيها، فليقل هذا صراحة. ولكن إذا كان هذا موقفه، فإن العنوان لهجمته ليس وزير الأمن بل رئيس الوزراء وباقي وزراء الطاقم الوزاري للشؤون العسكرية والسياسية، "الكابينيت"، وليس اقل من ذلك، رئيس الاركان.
غير أن بينيت يفضل أن ينثر الرمال في عيون الجمهور، ان يطلق بالونات حارقة لفظية وان يتاجر بالأفكار الهراء الخطيرة، كي يفوز بنقاط في الساحة السياسية. فمُ بينيت ليس بديلا عن الجهد المناسب الذي تقوم به الحكومة للتوصل إلى تهدئة، ويجدر برئيس الوزراء ان يوضح ذلك.