بين التذبذبات انتبهوا إلى بني بيغين

يديعوت أحرنوت ايتان هابر 15-12-2010 درج عيزر فايتسمان، من كان ذات مرة رئيس الدولة، وكذا رئيس شعبة العمليات في هيئة الاركان، من بناة سلاح الجو الإسرائيلي، درج مرات عديدة على الهزء والسخرية من نوع معين من السياسيين، "هوائيين" بلغته التصويرية. والهوائيون كانوا في نظره رجالات الدولة الذين يخرجون كل صباح إلى شرفة منزلهم، يرطبون الابهام ويفحصون وجهة الريح في تلك اللحظة، وبعد ذلك، في يوم العمل، يتصرفون حسب وجهة الريح. أما اليوم فنحن نسمي هذا "تذبذب". بنيامين نتنياهو هو هوائي. من جملة أقواله يمكن أن نجد كل شيء، بيانات صقرية للمستوطنين وعناصر اليمين، وتصريحات حمائمية لليسار وأمم العالم. كل ما هب ودب، منوط على أي شرفة يوجد في ذاك اليوم وإلى أين تهب الريح. والسؤال هو إذا كان نتنياهو حقيقيا وصادقا في أقواله واقتراحاته، اذا كان يقصد بالفعل أن ينفذ حل الدولتين، يشغل اليوم بال كل من لديه أي اهتمام في السياسة: من زئيف "زمبيش" حفير، من آباء الاستيطان في يهودا والسامرة وحتى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. سؤال تتقاطع فيه الدول، السياسيون، الاحزاب والشخصيات: عندما تقول نعم، فماذا تقصد؟ اقتراحي، في محاولة لحل لغز نتنياهو، هو الانتباه إلى بني بيغين، وزير في الحكومة وابن بيغين. بني بيغين هو حالة اختبار، ورقة فحص، مثال وقدوة: اذا كان بني بيغين ما يزال يواصل وسيواصل، كونه وزيرا في حكومة نتنياهو، فهذا مؤشر، دليل ورمز على ان نتنياهو ما يزال يوجد في مرحلة "النضوج" وبعيد عن أن ينفذ أفكار السلام التي بشر بها. اذا لم يلقِ بني بيغين بعد المفاتيح، فمعنى الامر أن نتنياهو ما يزال بعيدا عن تنفيذ وعوده. من هذه الناحية، على الاقل، يمكن لزمبيش أن يطلق في هذه الايام صافرة التهدئة لرفاقه في يهودا والسامرة. وعليه ينبغي لـ يريف اوفينهايمر، "السلام الان" وهيلاري كلينتون أن يشمرا عن اكمامهما. متى يتعين على المستوطنين ورجال اليمين أن يقلقوا؟ عندما ينهض بيغين ويقول، مثل أبيه ولكن في سياق آخر تماما، "لم يعد بوسعي"، ويستقيل من الحكومة. سيقول القائلون: ولكن هذا هو ذات بني بيغين الذي وافق على تجميد البناء في المستوطنات. من أين لنا أن نعرف بأنه سيواصل هذه الطريق؟ وهذا بالضبط هو الموضوع: بيغين يقدر على ما يبدو بان التجميد هو مثابة مهر، بعده يتواصل البناء في يهودا والسامرة كرغبته وكحلمه. في حكومة نتنياهو يوجد عدة وزراء آراؤهم تشبه آراء بني بيغين. بوغي يعلون، مثلا، دانييل هيرشكوفتس وآخرون، ولكن نظرة سريعة إلى المعرض الحالي يشير إلى امكانية ان يتذبذب وزراء آخرون، يناورون، يبتلعون الضفدع ويسيرون حتى النهاية مع حل الدولتين. أما بني بيغين، لسبب ما، فلا يتخذ صورة من يساوم. هو سياسي من نوع آخر، خيرا كان هذا أم شرا. بني بيغين هو أيضا هذا الذي كل سياسي في العالم، كل سفير اجنبي في إسرائيل وكل سياسي هنا ينبغي أن ينظر نحوه. سلوكه سيكون مثابة الحمامة التي تخرج من عشها لترى اذا كان انتهى حد الماء. مع خلاف أن هذه المرة لن تكون هذه حمامة، بل صقر.اضافة اعلان