بين جلبوع وغزة

معاريف

بقلم: تل ليف رام

اضافة اعلان

من المتوقع للأيام القادمة أن تكون متوترة جدا من ناحية أمنية. فللأحداث الاخيرة إمكانية كامنة بالتأثير في ما يجري في قطاع غزة. اذا كانوا في اسرائيل يرون عملية قطاع غزة التي أودت بحياة مقاتل حرس الحدود برئيل حدارية شموئيلي والهروب من سجن جلبوع كتواصل للقصورات بالنسبة للفلسطينيين يعد هذا تواصلا في احداث رمزية وذات معنى وطني.
سلسلة الاحداث كفيلة بأن تجر وراءها تصعيدا من شأنه أن يشتعل من حدث موضعي كحدث شاذ في السجون او اعتقال تحت النار في اعضاء الخلية الهاربة. نشاط في جنين وليال اعتقالية لنشطاء في المدينة من شأنها ان تجر وراءها رد فعل هذا او ذاك في الضفة، ولكن الاحتمال الاعلى للتسخين هو في الحدود الجنوبية، حيث ترتقب اعمال اخلال بالنظام قرب الجدار، اطلاق بالونات حارقة بل وربما صواريخ تساند بنار النشطاء في الضفة.
في جبهة يهودا والسامرة بالذات، التي صمدت في تحديات استقرار كبرى في السنوات الاخيرة، فان الاحتمال للتصعيد الكبير لا يعتبر عاليا في جهاز الامن. باستثناء جنين حيث من المتوقع للجيش الاسرائيلي أن يعمل في الايام القريبة القادمة ايضا.
في الاشهر الاخيرة جنين عدمية قدرة الحكم اصبحت بؤرة عنف خاصة، وتقريبا في كل اعتقال لمطلوبين في المدينة او في مخيم اللاجئين تتطور ليلة قتالية مع نشطاء محليين. معقول الافتراض انه وفقا لحجم نشاط الجيش الاسرائيلي في محاولة للعثور على الهاربين يبدو أننا سنرى مزيدا من النشاطات والمواجهات في جنين.
من جهة اخرى، في المرات الاخيرة انتهى هذا لعدد قتلى عالٍ تكبدته منظمات في مخيم اللاجئين. ومن هنا كما اسلفنا فإن الطريق للتأثر على قطاع غزة قصير على نحو خاص.
على مدى سنوات طويلة اعتبرت مصلحة السجون الابن غير الشرعي والمظلوم في اجهزة الامن في اسرائيل. اما الاحداث الاخيرة فانها تجسد، ان لم يكن شك، الثمن الباهظ الذي يدفع على سلوك الهواة وتعيين المسؤولين الذين لا يستوفون المعايير الاساسية من حيث التجربة والملاءمة للمنصب.
ان لسلوك مصلحة السجون في الاحداث الجارية في مجال مسؤوليتها قد يكون تأثير على الوضع الامني في اسرائيل. فليست الاخفاقات الموضعية هي التي ادت الى الهروب من سجن جلبوع، ولا السجانة التي غفت في حراستها في البرج. فهذا مجرد خلل واحد آخر في سلسلة مواضع الخلل من المستويات المتدنية وحتى المستويات الاعلى في مصلحة السجون.
كما أن المستوى السياسي لا يقوم بعمله اللازم في السنوات الاخيرة. والاخطر من هذا: مسؤولون كبار سابقون يطرحون ادعاءات خطيرة تفترض فحصا عميقا، بينها تعيينات تنبع من اعتبارات سياسية لها علاقة بمركز الليكود. لا اعرف اذا كان هذا الادعاء صحيحا ولكني سمعته في الايام الاخيرة من أربعة ضباط كبار سابقين في الجهاز.
وبالفعل، فقد عين رئيسا لقسم الاستخبارات، للمرة الثانية على التوالي، ضابط لم يعنى ابدا في المجال، ولرتبة لواء سجون، وهي الموازية لرتبة لواء في الجيش الاسرائيلي، يعين ضباط ادى بعضهم دورا قصيرا جدا في رتبة عميد سجون، بينما ضباط كبار في هذه الرتبة يجدون أنفسهم خارج الجهاز.
في سجن جلبوع وسجن شطة المجاور على حد سواء، سجلت في 2014 محاولات لحفر انفاق هروب. قبل نحو سنة ونصف انهوا في شطة قسما امنيا خاصا في ميزانية عشرات ملايين الشواكل، والذي سمي الخزنة. والقسم غني بالتكنولوجيات المتطورة، منظومة تشويش خلوية وغيرها.
"الجمهور المستهدف" لهذا القسم الخاص كان نواة الصلة للسجناء الامنيين – من سجن جلبوع ومن سجون اخرى ايضا. بعد تسلمها مهمات منصبها للمسؤولة الجديدة وزع القسم الجديد وعاد السجناء الى سجونهم الاصلية بمن فيهم زكريا الزبيدي ايضا. من حدث الهروب تظهر نقاط خلل قاسية في مصلحة السجون، في السجن، في الاستخبارات، ولكن في القيادة السياسية ايضا التي فشلت في الاشراف والرقابة على الجهاز وعلى السياسة التي يتبعها.
يمكن السماح بتخفيف معين لوزير الامن الداخلي عومر بارليف الذي تسلم مهام منصبه قبل ثلاثة اشهر فقط، ولكن هذا لن يعفيه من المسؤولية عن تنفيذ تنظيف جذري للاسطبلات وقلب كل حجر في مصلحة السجون من الان فصاعدا.