بين زهران وسيميوني!

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين، بصور ومقاطع فيديو تظهر مدافع فريق الفيصلي عدي زهران، وهو يقوم بحركة مشينة تخدش الحياء العام احتفاء بفوز فريقه على الوحدات، بدوري المحترفين يوم الخميس الماضي، في مباراة قيل عنها مجازا أنها "قمة كروية"، وفي الواقع كانت مباراة في تقاذف الشتائم المقززة وقذف عبوات المياه على اللاعبين، في مشهد مؤسف للغاية يقدم الكرة الأردنية بأبشع صورة.اضافة اعلان
من الناحية الفنية استحق فريق الفيصلي الفوز وتعزيز حظوظه بالمنافسة على اللقب، بعد أن عرف كيف يضحك أخيرا وكثيرا، واستحق الوحدات الخسارة نتيجة حسابات فنية خاطئة في الحصة الثانية، بعد أن كان صاحب الكلمة الأولى في المباراة، ومن الناحية السلوكية حدث ولا حرج، فما جرى في تلك المباراة وفي معظم المباريات التي تجمع بين الفريقين، لا يرقى في السلوك حتى الى مباراة بـ"دوري الحارات".
هل فكر هذا اللاعب في العواقب قبل أن يقوم بهذه الحركة المرفوضة من المجتمع الأردني الطيب؟، وهل كان على دراية بأنه أساء لنفسه ولناديه ولمنظومة كرة القدم الأردنية، خصوصا وأن المباراة كانت مشاهدة داخل وخارج الأردن، وقد تم تناقل تلك المقاطع بصورة كبيرة؟… ألم يفكر بأن هناك أطفالا ونساء تشاهد المباراة في الملعب وعلى شاشة التلفزيون؟.. أي رسالة وأي نموذج أراد أن يقدمه.
اللاعب قدم اعتذارا لجماهير الفيصلي ولكل من تضرر من تصرفه، لكن النادي الفيصلي رفض أن يقف موقف المتفرج، فاتخذ قرارا بايقاف اللاعب لمدة شهر وحسم منه رواتب شهرية ومكافأة الفوز، مستبقا قرار اللجنة التأديبية في اتحاد كرة القدم، التي من المنتظر أن تناقش الواقعة وتوقف اللاعب 3 مباريات رسمية وتغرمه 1500 دينار، استنادا الى نص المادة 69 من اللائحة التأديبية التي تقول: "إذا قام اللاعب بالبصق أو السب أو توجيه اشارات نابية أو حركات نابية على أي من المذكورين في المادة 4 من هذه اللائحة، أو مندوبي الاتحاد أو المتعاونين معه، باستثناء مسؤولي المباريات، سواء داخل الملعب أو خارجه، قبل أو اثناء أو بعد المباريات الرسمية أو الودية، يعاقب بالايقاف 3 مباريات رسمية وتغريمه 1500 دينار".
بالطبع لو كانت تلك الحركة تجاه مسؤولي المباريات، فيتم تطبيق المادة 64 والتي تنص على ايقاف اللاعب 4 مباريات رسمية وتغريمه 2000 دينار.
قبل أيام قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تغريم مدرب اتلتيكو مدريد دييغو سيميوني 22500 دولار من دون أن يوقفه، نتيجة ارتكابه مخالفة مشينة واحتفاله بطريقة مثيرة للجدل وبصورة غير أخلاقية عند الفوز على يوفنتوس بدوري الابطال.
ما اريد قوله أن اللاعب اخطأ وكل إنسان معرض للخطأ، وأن العقوبة يجب أن تستند لما ورد من نصوص في اللائحة التأديبية، فليس المطلوب أن تكون "تدميرية"، وفي ذات الوقت يجب أن تكون رادعة له ولغيره لأن ما بدر منه أمر مستهجن لا يمكن تبريره تحت أي ظرف.