بيوت باردة على ساكنيها.. وأياد إنسانية تتبرع بالوقود لنشر الدفء

جانب من التبرعات من مبادرات لأسر عفيفة - (من المصدر)
جانب من التبرعات من مبادرات لأسر عفيفة - (من المصدر)
تغريد السعايدة أُسر عفيفة، ومدافئ في زوايا البيوت خالية من الوقود، وأبواب تنتظر من يطرقها، ويشعر بحاجاتها التي تتضاعف في فصل الشتاء؛ وهو ما لفت انتباه مجموعة من المتطوعين لحاجة تلك البيوت لـ”مادة الكاز”، كنوع من التبرعات التي تساعد بتدفئة بيوت المعوزين خلال هذا الموسم المطري البارد. ومنذ بدايات الشتاء، عكفت عشرات من المبادرات والجمعيات الخيرية على تكثيف توزيع تبرعاتها العينية من مادة الكاز تحديداً، والتي تساعد المئات من العائلات على كفاية نفسها من العوز، في تأمين الوقود للتدفئة، خاصة في ظل وجود عدد كبير منهم يقطنون في بيوت شبه متهالكة، ومنهم من “تحسبهم أغنياء من التعفف”، ولكن بيوتهم ترتجف من البرد. إحدى المتطوعات المشاركات في حملة لتوزيع مادة الكاز، نشرت صورة لعائلة شاركتها فرحتها بإشعال المدفأة التي طال الانتظار لتعبئتها بالكاز من أجل إشعالها وتدفئة البيت، حيث بعثت الأم صورة للمدفأة ويحيط بها أفراد الأسرة بحثاً عن الدفء. ياسمين كفراوي من جمعية باب الخير، قالت فيما يتعلق بالتبرع بمواد الوقود، يعتمد الناس على الكاز لفترة طويلة ويستطيعون التحكم به لفترة أطول وبالطريقة التي تناسبهم، عدا عن أن غالبية البيوت التي تم زيارتها لتقديم المساعدة تعتمد في تدفئتها على “صوبة الكاز”، ومراقبة الكمية المتوفرة لديهم من الوقود. لذلك، تؤكد كفراوي ان جمعية باب الخير التي تساعد في تقديم العون للعائلات المحتاجة على مدار العام، أدركت حاجة الناس للكاز أكثر، ونسبة لا تتجاوز 2 % فقط احتاجوا “مدافئ الغاز”، بينما الآخرون جميعهم يعتمدون على الكاز، حيث قامت الجمعية بالتكفل لتوفير الكاز طيلة “اربعينية وخمسينية الشتاء”، لـ”50 عائلة”، وتتم زيارتهم بشكل دوري لتوفير الكميات الكافية لهم، عدا عن بعض العائلات التي يتم تقديم المساعدة لها من خلال الطرود الخيرية، والتي يزيد عددها على 500 عائلة. وتقول كفراوي إن فريق العمل في باب الخير يقوم بتقديم مجموعة من الأغذية الخفيفة التي يفرح الأطفال بها خلال تقديم الكاز لعائلاتهم، حتى يتمكنوا من بث السعادة في نفوسهم، والدفء في بيوتهم، حيث تبين أن نسبة كبيرة من الأطفال يفتقدون لتلك الجلسات العائلية التي يلتفون فيها حول المدفأة، والتي قد يضطر الأهل إلى تركها لأيام وأسابيع إذا لم يتم توفير الكاز لهم. وفي مبادرات خيرية تطوعية أخرى كذلك، هناك مبادرة الخير للإغاثة والتنمية، التي أطلقت عليها حملة “شتاء الخير2023 “، والتي تتم من خلالها جمع تبرعات من المتبرعين لتأمين كميات من مادة الكاز، لتوزيعها على المحتاجين في عدة مناطق من المملكة، حيث تم خلال الفترة الماضية التوزيع لما يقارب 150 عائلة “عفيفة”. كما دعا القائمون على المبادرة إلى جمع التبرعات من أجل تأمين أكبر عدد ممكن من المحتاجين، كون الأيام القادمة تحمل الكثير من المنخفضات التي تحتاج فيها العائلات المعوزة إلى تدفئة بيوتها، وحماية أطفالها من برد الشتاء القارس، خاصة في مناطق جيوب الفقر التي يحتاج سكانها إلى الدعم في العديد من الأوقات، في حين يرى كثيرون أن المساعدات في أوقات الشتاء هي الأكثر فائدة للأسرة وتحميهم من “أمراض البرد”. وفي ذات السياق، أطلقت جمعية بسمة الحياة الخيرية والتي تُعنى بتقديم العون من خلال المشاريع التنموية والتأهيلية وإعادة التدوير كذلك؛ حملتها الشتوية الخاصة بالتدفئة، وهنا، يقول المسؤول في الجمعية يحيى ابو دياب أن القرار بخفض وتثبيت أسعار مادة الكاز، ساهم في التحفيز على تخصيص حملات خاصة لتوفير الوقود للعائلات التي تتم مساعدتها والاطلاع على الظروف المعيشية والاقتصادية لها. وأكد ابو دياب ان كثيرا من العائلات المحتاجة تفضل صوبة الكاز على وسائل التدفئة الأخرى، كونها الاقل تكلفة من غيرها، واسعاره المناسبة ساهمت في فتح المجال للجمعية باستيعاب أكبر عدد من العائلات المعوزة لمساعدتها، ووصلت المساعدات إلى ما يقارب 70 عائلة، والعدد في ازدياد، خاصة مع دخول المنخفضات المتتابعة والأجواء الباردة في المنطقة. ومن هنا، أطلقت الجمعية حملة “بسمة دفا” لتكثيف التبرعات والمساعدات للعائلات في مختلف مناطق المملكة، وتم تقسيم الحملة إلى عدة مراحل لتشمل العديد من المناطق، إذ يبين أبو دياب أن نسبة كبيرة من المتبرعين ابدوا تعاطفهم مع العائلات المحتاجة في هذه الفترة، خاصة عندما يطلعون على ما تعانيه العائلات على أرض الواقع، وهذا يتطلب جهودا مضاعفة للوصول إلى أكبر عدد ممكن، خاصة خلال الفترات القادمة. ووفق أبو دياب، فإن الجمعية بفريقها التطوعي يقع على عاتقها لزاماً إيصال تلك التبرعات في أي ظرفٍ كان، فهي تتعلق بحاجة آنية ومطلب مهم “الدفء” الذي يبث الأمان في نفوس أفراد الأسرة، وبخاصة الأطفال منهم، و”نحن بصدد تكثيف الجهود وزيادة عدد التبرعات”، وبالتالي زيادة عدد المستفيدين من العائلات المحتاجة. وعن الآلية التي يتم التواصل بها مع العائلات، يقول أبو دياب أن هذا يعتمد على الإختيار من القائمة المتوفرة لديهم من أسماء الأسرة المسجلة مُسبقاً في سجلات الجمعية، عدا عن عائلات أخرى غير مسجلة، ولكن فيما بعد يتم تسجيلها لدينا للوصول اليها، وخاصة خلال هذه الحملات التي يعتمد عليها عدد كبير من الأسر التي تفتقر لأدنى متطلبات الدفء. وعدا عن ذلك، ترافق تلك التوزيعات الكثير من المواد الأخرى التي تساهم في زيادة الدفء للعائلات، مثل الأغطية الشتوية، المعاطف، القفازات والقبعات، والأحذية الشتوية، وخاصة للاطفال الذين يعتبرون الفئة الأكثر تضرراً في مثل هذه الأجواء. اقرأ أيضاً: اضافة اعلان