تأثير "إنترنت الأشياء" على حياة الإنسان

رسم تعبيري لما سيكون عليه انترنت الاشياء - (أرشيفية)
رسم تعبيري لما سيكون عليه انترنت الاشياء - (أرشيفية)

مريم نصر

سيول- إنترنت الأشياء بات ظاهرة يتحدث عنها الكثيرون، بيد أن الأكثر لا يكاد يفهم طبيعتها وآثارها على مستقبل حياتنا اليومية -بما في ذلك إنتاجية الفرد. ووفقا للخبير الاقتصادي من جامعة هارفارد، مايكل بورتر، فإن إنترنت الأشياء لديه القدرة على تنشيط قطاع الابتكار وتحسين كفاءة الشركات الفردية في دفع السوق نحو تركيز أكثر وضوحا على الابتكار.
وإنترنت الأشياء هو مصطلح برز حديثا، يُقصد به الجيل الجديد من الإنترنت (الشبكة) الذي يتيح التفاهم بين الأجهزة المترابطة مع بعضها (عبر بروتوكول الإنترنت).
وتشمل هذه الأجهزة والأدوات والمستشعرات والحساسات وأدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة وغيرها. ويتخطى هذا التعريف المفهوم التقليدي وهو تواصل الأشخاص مع الحواسيب والهواتف الذكية عبر شبكة عالمية واحدة ومن خلال بروتوكول الإنترنت التقليدي المعروف. وما يميز إنترنت الأشياء أنها تتيح للإنسان التحرر من المكان؛ أي أن الشخص يستطيع التحكم في الأدوات من دون الحاجة إلى التواجد في مكان محدّد للتعامل مع جهاز معين.
وعلى عكس عصر PC وعصر الأجهزة المحمولة الذكية؛ فإنترنت الأشياء ليست منتجاً أو نظاماً ستنتجه شركة وستبيع منه لملايين المستهلكين. إنترنت الأشياء هو مفهوم جديد لكيفية عيشنا وإدارتنا لأعمالنا باستخدام شبكة الإنترنت. لذلك لن تجد شركة تسيطر على هذا السوق.
ويشير مدير فريق الاتصالات الدولية في شركة "ال جي الكترونيكس"، كين هونغ، في لقاء خاص مع "الغد"، إلى أنه لكي يتم انتشار فكرة انترنت الأشياء بشكل كبير في حياتنا يحتاج الأمر الى وقت، موضحا أن معظم الأجهزة في المستقبل ستكون مترابطة عبر شبكة الانترنت بهدف تسهيل حياة الناس.
ويقول "لنتخيل أن جرس الباب مرتبط بالانترنت بحيث يستطيع المرء أن يرى من دق باب منزله بحيث يتمكن من التواصل معه في حال لم يكن في المنزل أو لم يرغب في فتح الباب"، ويزيد "لنفترض أن من كان على الباب هو رجل التوصيل وطلبت منه أن يترك الأشياء لدى الجيران، ألن يكون هذا أمرا مذهلا؟".
ومن الأمثلة الأخرى التي يفكر بها المبتكرون، بحسب هونغ، أن يكون المرء في سيارته ويستمع الى الموسيقى المفضلة لديه، ثم وصل الى المنزله فترجل من سيارته فتوقفت الموسيقى، ولكن سرعان ما تواصلت بمجرد أن دخل منزله، "تلك الأشياء ليست ضرورية في حياة المرء، لكنها تسهل الحياة وتجعل من العيش أمرا ممتعا للغاية".
ويقول هونغ "نحن في شركة ال جي نفكر دوما في الابتكار ونبحث عن الطرق التي تسهل حياة المرء"، مشيرا الى أن التنوع الكبير لمنتجات "ال جي" المختلفة من أجهزة منزلية وقطع ترفيه السيارات والأجهزة الذكية تجعل من السهل عليها أن تجعل تلك الأجهزة مترابطة بما يعرف بإنترنت الأشياء.
ومن جانب آخر، تفيد التقارير الإخبارية أن الشركات حول العالم باتت تتنافس في مجال إنترنت الأشياء، ولعل أهم مجال يدخل فيه انترنت الأشياء هو المنزل الذكي الذي يمكن صاحبه من التحكم بمنزله كيف ما أراد سواء كان في المنزل أو خارجه بطرق بسيطة لا تحتاج سوى الى الاتصال عبر الانترنت. كضبط حرارة المنزل، والتحكم في كفاءة توفر الطاقة، والتأكد من تشغيل أو إطفاء أي جهاز متصل بالكهرباء، وغيرها من الأفكار التي تجعل للحياة طعما آخر.
وعلى صعيد المدن، يجد إنترنت الأشياء طريقه في جعل الحياة في المدينة فعالة أكثر من ذي قبل؛ كأن تكون حاوية القمامة متصلة بالانترنت وتبعث إشارة على أنه أصبح جاهزا لتفريغ محتوياته، أو تحديث طرق لإنارة الشوارع كل حسب اكتظاظه بالحركة لتوفير الطاقة.
كما سيؤثر انترنت الأشياء على الاقتصاد وإنتاجية الشركات الفردية بصورة كبيرة، كما يشير بورتر، فالتواصل بين الانترنت والأشياء يولد كما هائلا من البيانات التي من شأنها أن تكون ذات قيمة للشركات للحصول على صورة كاملة عن كيفية استخدام منتج معين من قبل المستهلكين وما يمكن فعله لجعل المنتج أكثر أهمية وقيمة.
ويبقى السؤال الأكبر الذي يشغل بال الناس في مدى حفظ خصوصية الأفراد مع انتشار هذه التقنية مستقبلا، ويقول هونغ إنه يجب إعادة تعريف معنى الخصوصية وكم يحتاج المرء الى خصوصية في حياته، فهنالك أشخاص لا يقلقون حيال معرفة جهازهم الذكي أينما كانوا في المساء ومع من تحدثوا، بينما آخرون يشعرون بأن في تلك انتهاكا للخصوصية. مهما تحدثنا عن إنترنت الأشياء، والفرص التي ستتيحه في المستقبل، الا أن هذا العصر لم تكتمل معالمه بعد ويحتاج بحسب عدد من الخبراء الى وقت ليس بالطويل لكي ينطلق انطلاقة صاروخية.

اضافة اعلان

[email protected]