تأرجح العام الدراسي في ظل "كورونا" يزيد اختناق الطلبة!

تأرجح العام الدراسي في ظل "كورونا" يزيد اختناق الطلبة!
تأرجح العام الدراسي في ظل "كورونا" يزيد اختناق الطلبة!
ديما الرجبي* ما يزال كورونا يفرز تبعاته على صعيد قطاع التعليم، رغم انتظام العملية التعليمية في المدارس كافة، إلا أن الأوضاع النفسية للطلبة والكوادر التعليمية تؤخر الإنتاج بطريقة صحيحة. تشهد أغلب مدارس المملكة إغلاقات لمدة أربعة عشر يوماً، بسبب اكتشاف حالات كورونا، وهو ما يثير ريبة الطلبة ويرغبهم بالعودة بشكل كلي الى التعلم الالكتروني. ورغم اتباع المدارس الحكومية نظام التناوب وتقنين الجدول المدرسي بتخفيض وقت الحصة الصفية إلى 35 دقيقة، وإلغاء الأنشطة والفعاليات والطابور والاستراحة للتمكن من تجنيب الطلبة ما أمكن التجمعات التي من شأنها تعريضهم لعدوى كورونا، لا قدر الله، الا أنه تم تسجيل إصابات لمعلمين وطلبة، ما دفع الحكومة لأخذ قرار إيقاف التعليم الفعلي لمدة أربعة عشر يوماً لكل المراحل ما عدا الصفوف الثلاثة الأولى والثانوية العامة. هذا التأرجح في استقرار العملية التعليمية والتكيف مع الشكل الجديد للدراسة يزيد وتيرة الاختناق والتقاعس لدى الطلبة، ورغم رغبتهم في العودة الى التعلم الالكتروني، إلا أن حس المسؤولية تراجع لأغلب طلبتنا، وأصبح العام الدراسي رهينة استقرار الوضع الوبائي الذي يأخذ منحى سيئاً، ما يزال الأهالي يطالبون بإيقاف العام الدراسي إلى أن يعود الاستقرار. وما بين نظام دراسي هجين وقلق الأهالي وإلغاء الأنشطة والفعاليات كافة وتقييد تجمعاتهم وإبعادهم عن محيطهم الاجتماعي ومراقبة اختلاطهم مع أقرنائهم على مدار الساعة وإيقاف التعليم لمدة أسبوعين؛ نجد أن الرغبة بالعودة الى الدراسة المنزلية أصبحت ضرورة ملحة لهم بالرغم من الشوائب التي واجهت هذه العملية وستواجهها بطبيعة الحال. ولأن حديث الساعة اليوم في الشارع الأردني عن مستقبل العام الدراسي وإن تم استئناف الدراسة الفعلية بعد فترة الأربعة عشر يوماً، ما مدى أمان تواجد الطلبة في محيط مغلق؟ وما ضمانات الالتزام بالتباعد الاجتماعي؛ حيث إن تطبيق فكرة التباعد الاجتماعي بين الطلبة غير واقعي، ورغم التزام البعض بها، الا أنهم ينسون في بعض الأحيان ويعاودن الاختلاط، وإن انخفضت الإصابات هذا لا يعني أن المرض انتهى! ولأن من أولويات إعادة فتح المدارس التركيز على احتياجات الطلبة، يجب أن لا نقلل من حجم الضغوطات التي يتعرضون لها نفسيا جراء إغلاق جميع المنافذ أمامهم، وذلك بطبيعة الحال لحمايتهم، لذلك دعت الضرورة الى مشاركة أطراف العملية التعليمية في قرارات التعليم وشكله ومدته ومنح الطاقة لبعض ركائز المناهج الدراسية التي تقوم على المشاركة والقيم الأخلاقية والإنسانية التي من شأنها توطيد العلاقة بين جميع المعنيين في هذه العملية الأساسية في بناء الأجيال، وتأتي جائحة كورونا فرصة لإشراك الآباء بمثل هذا النوع من التعلم الذي بدوره يقلل وتيرة الخوف والهلع من المجريات المتسارعة الحاصلة اليوم. ولا ننسى أن إدارات المدارس والمعلمين يعملون في ظل أجواء غير مريحة ويفتقرون للخبرة الكافية لتوجيههم حول مسؤوليتهم، وهو أمر طبيعي؛ حيث إن الجميع في مرمى هذا المرض، وهو ما يحد من تغليب المصلحة العامة على الخاصة، لذلك من الضروري إتاحة الفرصة للتشاركية في أخذ القرارات وتوظيفها بما يعود على الجميع بالأمان والراحة النفسية ليتمكن جميع الأطراف من تلبية واجباته بأقل الخسائر ولتحسين النتائج المرجوة من هذا العام الدراسي في ظل ظروف استثنائية صعبة جدا، يجب إعادة ترتيب الأدوار ودفع المعلمين لأداء ما هو أفضل لمصلحة طلبتهم، ولا يجب طلب التضحيات من أبنائنا، فهو أمر في غاية التعقيد، فما يزالون يتحملون تبعات هذه الأزمة، وذلك من خلال حرمانهم -المبرر- لأنشطتهم واختلاطهم مع زملائهم. لم يعتد أبناؤنا القفز على الحبل فرادى، ولأجل تحقيق هذا الأمر يجب التدرج في إبراز الحقائق الحاصلة، ولكي نصل الى هدفنا لابد من العمل الجماعي للخروج بأفكار تناسب وتوافق جميع التخوفات والتساؤلات المطروحة بكثافة اليوم. ويجب التعاطي مع هذه الفترة التي ألزمت أغلب الطلبة بالبقاء في المنزل على أنها جزء من الدوام الفعلي وتوجيههم لأخذ واجباتهم على محمل الجد من خلال متابعتهم على منصة "درسك" التي أصبح الدخول اليها من ضمن الحضور والغياب للطلبة، وهي خطوة جيدة تحرك عجلة الالتزام بالدراسة. التشاركية اليوم مطلوبة من الجميع وتوفير ما أمكن للطلبة كي لا نخسر هذا العام الدراسي أيضاً، وهي واجب أخلاقي وإنساني على جميع الأطراف. * كاتبة متخصصة في مجال قصص الأطفال ومدربة صعوبات تعلماضافة اعلان